ـ[ يا عآبر سبيلي .. كيف استوطنت دآري ؟ ]
ـ
وقف عند قبره .. اللي كان بارد جدًا .. و كأنه أرض جرداء .. لا ورد
و لا أي اصيص اخضر .. اللي عاش وحيد مات وحيد ..
انحنى بتعب و حط بدفء الورد الأبيض على القبر و ما أن تحسس بيده
برودة حجر القبر انتفض جسمه كله و بدت دموعه تنزل بغزارة ..
بكى .. شهق .. رجع يمسح دموعه و يحاول يلملم شتاته بس رجع
انهار مرة ثانية و جلس يحتضن القبر و جسمه كله يرجف .
الحين وقت انه يكلمه ..
ليش رحلت الحين ؟ ليش في عز شبابك ؟
كنت دايم حولي مثل العلقات المزعجة ، كنت طفيلي أكبر همومك
تشرب و تمرح و ترقص و تنام النهار كله ..
الفاشل .. المغفل .. اللي كنت اتوقع اني بشيب معاه بتعب ..
كل مرة كنت انهرك فيها بكلامي أو احرجك قدامهم كنت تضحك ..
للأبد كنت اشوفك عالة على صدري ..
الشخص الثابت .. بس لا ..
كنت تنهار داخل نفسك ببطئ ؟ كنت تلفظ انفاسك المليانه حزن ..
لما تقرب مني تحاول تضمني كنت خايف ؟
كنت ارمي عليك الفلوس لأني كنت أعمى حقيقي ..
تبيني ملجأ .. تبيني انقذك من الحزن اللي يعتصر فؤادك ؟
لو ادري ان الوداع بيكون قريب ..
بس لو كنت اعرف ان همومك تغلبت عليك ..
و أنك ما عادت تبي الحياة ..
انك فضلت موتك عن تتكأ على أخو بليد مشاعر مثلي ..
ارجع .. ليوم بس ..
لا ارجع لدقيقة بس ..
ابي اضمك .. ابي اعتذر منك ابي اقول لك اني دايمًا كنت احبك ..
بقول لك انو في الايام اللي تختفي فيها كنت ما اقدر آكل
او انام او اكون طبيعي ..