37

667 76 192
                                    

كانت نارسيا تخطو بهدوء و هي تضع القلنسوة على رأسها تنظر بهدوء مائل للحزن نحو القصر الأسود كان الضباب كثيف للغاية و الجو يصعب التنفس به كما الرياح الباردة تتحرك بسرعة كانت مثل الصقيع المتجمد اخذت نارسيا نفس عميق بتثاقل كبير و هي تغمض اعينها مغادرة و اثار الحزن لاتزال تشوش عليها تعلم جيداً ان فالديس يعاني بمفردة الآن ظهرت عند الثكنات العسكرية و هي تخطو بهدوء نحو زيدان الذي قال مع ابتسامة: لقد غادرتي في الأمس..

نظرت بهدوء له : نعم .. لقد حدث تمرد في أرستا .. و لقد اوقفته ..

نظر بقلق : امي ايزيك كما زوليا و أيما

: لا تقلق الجميع بخير للغاية.. ان اردت اخذك لهم ..

نظر للجانب و هو يعقد حاجبية قليلاً لتختفي نارسيا ظاهرة مع زيدان وسط القصر قائلة مع ابتسامة طفيفة: اعلم تريد رؤيتهم .. لا يوجد خطأ بهذا ..

استمع الاثنان لصراخ زوليا و هي تركض نحوهم : عمييي

التفت زيدان مع ابتسامة عريضة و هو ينخفض حامل زوليا و معطيها عناق كبير للغاية و هو يقول بهدوء : يا الهي كم اشتقت لكِ

قهقهت بسعادة و هي تطمر وجهها بعنقة : لقد كنت غائب لمدة طويلة

: اعلم حبيبتي .. انها الحرب التي اخذتني بعيداً عنكِ

ابتعدت قليلاً و هي تنظر لوجهه : انت و عمتي نارسيا يمكنكم الفوز بجميع المعارك و الحروب .. في الأمس امي و ابي كما نارسيا ضربوا الاشرار و طردوهم من هنا و الان عادت المملكة لتكون بسلام

ابتسمت نارسيا و زوليا تنزل من بين ذراعية تشير لطولها : انظروا كم اصبحت طويلة ... حتى اني اتدرب دوماً لاكون رائعة مثلكم هههاااييي

ضحك زيدان و نارسيا على ضحكتها الشريرة و بعدها قضى زيدان اليوم مع عائلة اما نارسيا كانت تقضية و هي شاردة الذهن حتى المساء كانت تجلس في الحديقة و هي عابسة و في عالم اخر حتى خرجت من شرودها على صوت زيدان و هو يجلس الى جانبها : من الجيد الاسترخاء هنا .. بعيداً عن المعارك و الحروب

: من الجيد دوماً العودة الى المنزل ...

اخذت نفس و هي ترفع حاجبيها : اتمنى لو كان لدي منزل ..

مد يده بلطف يمسك باطن يدها و هو ينظر لاعينها بصدق : منزلي هو منزلك دوماً ..

ابتسمت بلطف له و هي تمسك يده جيداً: شكراً لك ... انت شخص جيد للغاية زيدان ... لا تملك و لا خطأ واحد .. تستحق ان تكون سعيد دوماً

: انتي كذلك نارسيا ..

زاد من عقدة لحاجبية و هو يكمل بدون توقف : و لكن لم احب ما قلتي الآن.. ما الذي تفكرين به ؟

نظرت له بهدوء كم ثانية حتى جلست جيداً و هي تمسك يده بكلتا يديها و تتحدث بأصرار : زيدان ...خلال الفترة الماضية لم اتوقف عن التفكير ... احارب من اجل السلام و احاول صنع عالم مثالي بدون اي خطأ ... رغم هذا .. اعلم ان هذا لن يحصل ... لانه لا يكفي فقط ان اقتل الاشرار و بهذا ينتهي كل شيء و يعيش العالم بسعادة ... انه لا يحصل في العالم الحقيقي .. لان الجميع يملكون الشر و الخير في داخلهم ... لا استطيع القضاء على الشر .. كل هذا سوف يستمر بالحدوث بدون توقف ... لانه الطريقة التي يعمل بها العالم ... كي تعلم كم انت محظوظ بما تملك يجب ان ترى معاناة غيرك .. كي تكون سعيد للغاية يجب ان تمر بوقت عصيب أولاً ... انه الحافز الذي يجعل الجميع يستمرون بالحياة و يحفزهم للتقدم .. انها الحياة

النبوءةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن