الفصل الخامس عشر

8.1K 179 23
                                    

"افتح يابني انت وهي.." كان ذلك صوت عمر الذي كان يطرق على باب جناح فارس و مريم بطريقه مزعجه لتضحك جميله بخفه وتشاركه قائله
"يلاا مش هنفضل طول اليوم فالاوض.."
فتح فارس الباب لينظر الي كلاهما قائلا
"في حاجه حضرتك.. جايب مراتك وجاي ليه"
اردف عمر بسخريه  "عايز اختي حضرتك.. لو تكرمت يعني تناديها"
خرجت مريم من جانب فارس وهي تردف بأبتسامه
"انا هنا اهو.."
اقتربت منها جميله قائله بمزاح "يلا يا مريم نروح نفطر احنا ونسيبنا منهم"
لينظر لها عمر بحاجب مرفوع ويردف  "والله؟"
بينما هي تحاول كتم ضحكتها لتضحك مريم الاخرى قائله "ايوا انا موافقه يلا يا جميله"
لتمسك بيدها متجهان للخارج سوياا وكلاهما يضحك بشده لينظر فارس و عمر نحوهم بحيره وكلاهما يرفع حاجبه بدهشه مما حدث
ليردف فارس "انت قولتلي جاي ليه؟"
اجابه عمر وهو مازال ينظر الى اثرهم
"والله ما فاكر.. وانت عامل ايه؟"
ليضحك كلاهما بشده ويذهبا خلفهما..

جلسا بأحد المطاعم وسط المياه ليحضر لهم جميع اصناف الاسماك..
كانا يتبادلان اطراف الحديث وهم سعداء ويضحكان لينسى كلا من مريم و فارس ضيقهما وطريقة زواجهم وكل شئ..

"لا وانت فاكر اليوم ده سيادة العميد عمل فيك ايه "
قالها فارس بضحك لينظر له عمر بنظرة ذات مغزي
"ما بلاش انت بقاا بالعلقه بتاعة نسر السجون متخليناش نتكلم"
ليضحك كلاهما على ذكرياتهم سوياا
لتقترب جميله من مريم قليلا وتتبادلا اطراف الحديث بصوت خافت
"مريم انتي كويسه؟" قالتها جميله لتبتسم مريم قائله "انا كويسه متخافيش عليا"
اردفت جميله ببعض القلق  "وشك شكله مرهق.. "
امسكت مريم بيدها قائله بأبتسامه هادئه
" متخافيش عليا يا جميله انا كويسه.."
لتبتسم لها جميله بهدوء ليسمعا صوت عمر قائلا بغيره "طب ايه.. وانا مليش شويه من الوشوشه دي"
نظرت له جميله بخجل لتردف مريم بغيظ
"اطلع انت منها بقا"
ليضحك عمر ثم يردف موجها حديثه الى جميله
"طب ايه يا جميله.. انتي منعستيش؟" قالها بنظره ذات مغزي لتنظر له بحرج شديد وتسمعه يردف
"انا بقول نروح اوضتنا ولا ايه"
اردف فارس بخبث "خد راحتك يا صاحبي.. "
لينهض عمر و جميله الى غرفتهم ويبقا كلاهما فقط لتسمعه يردف "مريم.."
نظرت اليه لتجده يردف ببرود اغاظها
"مش عايزه تعرفي اخر الاخبار عن مصطفى حبيب القلب؟"
نظرت له بضيق وغضب شديد لتسمعه يكمل
"مش عايزه تعرفي ان مراته حامل منه وانه مستني مولود جديد؟"
نظرت له مريم بصدمه لتشعر بالحسره وهي تتخيل سعادته بمولود جديد وتعاستها بطفل منه..
ابتسم بضيق ليردف "شوفتي بقا.. انك غلطتي غلطه كبيره اوي.. " ثم اكمل بسخريه
"بس اظن اللي عملته معاه خلاه يتوب ويبطل يلعب ببنات الناس.. "
نظرت له مريم بعدم فهم لتتسائل
"عملت ايه يا فارس؟"
"مهتمه تعرفي اوي؟.. خايفه عليه؟"
نظرت له بنفاذ صبر لتردف بحده
"فارس.. انا مش هسمحلك تكلمني بالاسلوب ده.. و مش معنى إنك عارف حاجه زي دي يبقا تتعامل بيها ضدي ! " ثم اكملت بنظرة شرسه اظهرت جانبها القوي "المفروض واحد زيك يتحرج من اللي بيعمله في بنات الناس.. على الاقل انا اتجوزت وكنت بحب بجد بس هو اللي طلع خاين وكداب ، لكن انت لو فاكر انك لما اتجوزتني انك هتكسرني تبقا غلطان"
ثم نهضت من مقعدها لتتركه وتذهب في ثواني و دموعها تهبط بلا توقف من شدة حزنها وقهرها مما حدث معها ومن معاملة فارس معها..
فهي لم تعد تتحمل كل ذلك.. لم تعد تتحمل..

حَوّاء الصغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن