حَوّاء الصغيرة

الفصل الثاني عشر

انتهى الحفل على خير لتعود العائله الى القصر ويصعد كل شخص لغرفته بينما توجه عمر لجميله ليوقفها قائلاً بهدوء "جميله.."
نظرت له بتساؤل "نعم.."
نظر لها عمر بأبتسامة واردف "انتي نعسانه ولا ايه؟"
تعجبت من سؤاله لتقول "عادي مش اوي..ليه؟"
امسك يدها بهدوء وهو يقول "طب تعالي.."
ثم سحبها نحو سيارته ليركبا سوياً وينطلق وهي تسأله بتعجب "هنروح فين؟"
نظر لها بأبتسامه قائلا "هتشوفي.."
بعد قليل وصلا الي أحد المطاعم الفاخرة ليهبط عمر ويقوم بفتح باب السياره لها قائلاً  "اتفضلي.. "
هبطت من السياره بخجل من معاملته.. ليمسك يدها متجهاً نحو المطعم ليدلفا سوياً تحت نظراتها المتعجبه له ليجلسا علي احد الطاولات ليردف عمر بجديه "بصراحه..كنت عايز نتعشا سوا"
نظرت جميله حولها بأنبها من المكان فهو رائع و منظم.. من المطاعم التي لا يدخلها سوى طبقات معينه بالمجتمع ، نظرت له واردفت بتعجب
"بتعمل معايا كده ليه؟"
عبست ملامحه ليردف بتعجب
"هو حرام اعزم مراتي علي العشا !"
تنهدت جميله واردفت بجديه "لا بس.."
صمتت قليلاً ثم اردفت بحزن وهي تنظر له
"ليه بتحاول طول الشهرين اللي فاتوا انك تقرب مني !!.. انا مستغرباك اوي.. مكنتش بتطيق تكلمني او تشوفني.. انما دلوقتي !!.. ليه بتعمل كل ده.. ليه بتحاول تقرب مني.. ليه جبتنا هنا نتعشا سوا واعتبرتني مراتك لاول مره؟"
نظر لها بتفهم ليردف بجديه
"هتصدقيني لو قولتلك مش عارف انا بعمل كده ليه"
كادت تتحدث ولكن قاطعهم دخول الجارسون الذي اخذ طلباتهم وذهب ليردف عمر "جميله.. "
نظرت له بهدوء ليمسك بيديها بحنو و يردف
"جميله انتي خلاص خلصتي ثانوي وهتدخلي جامعه وحياتك هتتغير بشكل كبير.."
صمت قليلا ثم اكمل "وانا عايز اكون جزء من حياتك الجديده دي.. انا عايز نكون متجوزين بجد.. عايز نعيش حياه حلوه مع بعض"
كانت جميله تنظر له بتركيز لترى بعينيه اللمعان والصدق لتشعر بقلبها يخفق بشده.. احقا تسمع منه هذا الحديث !!.. عمر هو من يتحدث امامها الان.. عمر القاسي البارد.. عمر من يراها طفله الان يريدها كزوجه !!... بالطبع تحلم !!
تحدثت جميله بخجل بعدما لاحظت امساكه بيديها بهذه الطريقه "مش عارفه اقولك ايه"
اردف عمر بجديه "انا مش هغصبك علي حاجه يا جميله.. لما تبقي جاهزه قولي.. وصدقيني مش هتندمي.. بس اديني فرصه اعوضك عن اللي فات.."
احست بالدهشه من حديثه.. فهل يريدها زوجه فقط !!..الا يحبها !!...الن يعترف لها بحبه !!..كيف سأقبل ان اعيش معه حياه عاديه وهو لا يحبني !!..ااحمق هو؟؟
ابعدت يديها من بين يديه عندما جاء النادل ليضع الطعام علي الطاوله فنظر لها وابتسم علي خجلها ثم باشرا في الاكل في صمت وكلا منهم يفكر بالاخر..
..

يجلس بسيارته كالعاده يتابع هذا المقهى الخاص بها.. ينتظرها كل ليله ليراها وهي تذهب مع ذلك الشاب نحو السياره مبتعدين.. علم عنها كل شئ.. اسمها شهد و والديها متوفيان ، تعيش مع خالتها وهذا الشاب ابن خالتها وصديقها المقرب ايضا.. هذا الكافيه والمطعم في ذات الوقت خاص بها وب أبن خالتها.. هو مكان صغير قليلاً ولكنه ملئ بالمفاجأت من الدخل.. كان شريف يأتي دائماً لرؤيتها ولكنه لم يحاول مره ان يتحدث معها !
خرجت من المقهي وهي تخلع المريال الازرق الذي ترتديه لتركب السياره مع ابن خالتها وهم يضحكان ليشعر ببعض الضيق من قربهم ، انطلق بالسياره نحو منزله وهو يفكر فيما سيفعله مع هذه الشهد.
..