الفصل الثامن عشر

7K 172 12
                                    

كانت في عملها داخل المقهى تشرف على الطلبيات و الموجودين ، تتجه هنا وهناك تبتسم وترحب بالزبائن ليلفت انتباهها شخصا ما يجلس بمفرده لتقترب قليلا و تدقق النظر به لتجده هو بذات نفسه..
انه هو شريف..
تقدمت نحوه بعدما لاحظ وجودها وهو يقوم بالاشاره لها ويبتسم بحب..
وقفت امامه لثواني ثم اردفت
"بتعمل ايه هنا؟"
رفع حاجبه بتعجب من طريقتها ليردف بأبتسامه لم تفارق وجهه وهو يمسك بقائمة الطعام ينظر لها قليلا
"كنت قريب من هنا وحسيت اني عايز أكل.. قولت اجرب المكان المميز ده.."
قال اخر جمله وهو ينظر الى عينيها بتركيز لتشعر بالحرج قليلا وتقوم بمناداة النادل وتردف بجديه وهي تتطلع نحوه
"شوف الاستاذ يطلب ايه" ثم كادت تذهب ليوقفها قائلا بجديه
"هبقا مبسوط جدا لو وافقتي تشاركيني التربيزه.. "
نظرت له بصدمه من حديثه لتردف بحده طفيفه
"شكرا.. عندي شغل"
ثم ذهبت مبتعده لتقف قليلا تتطلع نحوه وهو يقوم بطلب الطعام ثم ينتهي ليرمقها بأبتسامه خطفت قلبها ولكنها حمحمت بحرج وتوجهت الى متابعة عملها محاوله تجاهل وجوده..

تجاهل وجوده حقا لم يكن بالامر الهين..
حركتها هنا وهناك تحت انظاره المراقبه لها التي تشعرها بالتوتر..
شعرت بالحنق لتقترب منه وتردف بضيق
"انت جيت ليه يا شريف ؟.. في كافيهات قد كده غيرنا واحسن كمان"
نظر لها لثواني ثم اردف بجديه
"اتأخرتي اوي فالرد.. وانا معنديش صبر"
فهمت قصده فهي لم تخبره بموافقتها او رفضها حتى الان ولكن..
حمحمت بخفوت لتردف
"قولتلك لما اخد قراري هبلغك.."
اقترب قليلا بوجهه للامام وهو يردف بنبره اذابتها
"ياريت تستعجلي يا شهد لأن.. لأن في حاجات كتير اوي عايز اقولهالك.."
شردت بعينيه الجذابه الرماديه لتجده يبتسم بثقه..
تنهدت لتبتعد وتتركه ذاهبه نحو المطبخ مبتعده عن انظاره المتلاعبه..
ليبتسم شريف وهو يرتشف قليلا من المياه التي امامه ويردف "هتوافقي يا شهد.."

..

بالمشفى
كانت والدتها تبكي بشده على مظهر ابنتها حتى اخذوها منها ليتم فحصها..
بعد ثواني خرج الطبيب من الغرفه ليردف بتسرع
"محتاجه عمليه حالا.."
اردفت والدتها بقلق شديد وبكاء
"ارجوك يا دكتور طمني هي هتكون كويسه؟"
"إن شاء الله بس الطفل للاسف مش هنقدر نلحقه.."
ثم تركها وذهب سريعا لتتأسف بشده على حال ابنتها وبما حدث لها لتخبرها جارتها محاوله تهدأتها
"اهدي يام هند وادعيلها إن شاء الله هتبقا كويسه "
"ياعيني عليكي يابنتي وعلى حظك فالدنياا"
كانت تقولها بحسره شديده لتجد شهاب يتقدم نحوها بقلق وهو يردف "هند فين؟.. هي كويسه؟"
نظرت له بغضب عارم لتصرخ به وهي تمسكه من ياقته قائله بحده
"منك لله ياشيخ.. كان يوم اسود يوم ما وافقت اجوزك بنتي.. ده انت عملها الاسود فالدنيا ياشيخ حسبي الله ونعم الوكيل فيك.. "
كان يحاول أبعادها قائلا بحنق
"جرا ايه يا وليه يا مجنونه انتي.. وهو انا عملت لبنتك ايه"
حاول جيرانها ابعادها عنه ولكنها اردفت بتصميم و غضب "انت بتسأل عملت ايه!! بنتي يا شهاب.. بنتي لو مقامتش منهاا هموتك بأيدي دي"
ثم تركته بغضب لينظر لها بضيق ويبتعد..
"هدي اعصابك بس يام هند.." قالتها جارتها بهدوء

حَوّاء الصغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن