الفصل الثالث عشر

9K 181 16
                                    

"لا هي مشافتنيش غير مره من شهرين" قالها شريف الجالس امام عمه احمد بالمكتب
اردف العم احمد بتعجب
"من شهرين !! ومره واحده !!"
اومأ شريف مؤكداً "ايوا يا عمي..المهم بس انا عايز حضرتك تيجي معايا"
ابتسم العم احمد بود قائلا
"انت بتسأل! طبعا يابني هاجي معاك"
ابتسم شريف بأتساع واحتضن عمه بينما دلف فارس وعمر ليردف عمر بسخريه
"الله صحيح اللي سمعته انك عايز تتجوز واحده مشافتكش غير مره من شهرين"
نظر شريف لفارس بتوعد ليضحك فارس ويردف
" مسيره يعرف.. "
اردف شريف بسخريه موجهاً حديثه لعمر
"اه ياخفيف عندك مانع!!"
اردف عمر بجديه
"قولي بس المعاد وهتلاقيني معاك"
نظر له شريف بتعجب قائلا
"يخربييتك كنت لسه بتقطم فيا انت لحقت"
ضحك جميعهم بينما اردف فارس مهنئاً
"مبروك مقدماً يا عم"
ابتسم شريف بخبث قائلا
"وانت كمان مبروك.. خلاص كام يوم وتبقي عريس ياااض"
ثم وجهه نظراته بين عمر و فارس قائلاً بسخريه
" ياااه والله وكبرتوا واتجوزتوا يا عيال !"
نظرا كلاهما للاخر بغباء بينما اردف عمر
"فوق يابا انت لسه بتقول عايز تتجوز انت كمان"
اردف شريف بضحك "ايوا صح"
حمحم العم احمد قائلا بجديه
"يلا كل واحد يروح على شغله بلاش دلع"

توجهه كلا منهم الى عمله بينما دلف فارس لمكتبه وامسك بهاتف ليتصل بمريم..
جاءه صوتها بعد ثواني "الو.."
كان صوتها يبدو مرهق للغايه فأردف فارس بقلق
"في ايه انتي كويسه؟"
تحدثت مريم بتعب حاولت إخفاءه "ايوا كويسه"
اردف فارس بعدم تصديق
"مش عايزه نروح للدكتور؟"
فزعت مريم واردفت سريعا "لالا انا كويسه والله"
عاد فارس لعقله ليردف بجديه
"طيب براحتك..انا هقفل عشان ورايا شغل سلام"
ثم اغلق الهاتف بوجهها.. فهو لا يعلم لما هاتفها ولكنه يعلم انه اراد سماع صوتها للغايه.. ولكنها تبدو مرهقه ومتعبه بشده هذه الفتره !
اما مريم فتعجبت من مكالمته الغريبه !.. يهاتفها ويغلق !..لم تبالي كثيراً ونهضت متجهه للاسفل لتجد جميله وخديجه فتفاجأت من وجودهم لتردف بتساؤل "خديجه انتي هنا؟"
اردفت خديجه "ايوا قولت اخد النهارده اجازه من الشغل وكده كده مفيش محاضرات مهمه"
اومأت بهدوء فأردفت جميله بتعجب
"انتي لابسه ورايحه فين دلوقتي !!"
شعرت مريم بالتوتر لتردف "اا..انا هروح اقابل واحده معايا فالجامعه"
اومأت كلاهما لتردف خديجه "اجي اوصلك طيب؟"
اردفت مريم بأعتراض شديد "لا.. اقصد انا هروح علطول واجي مش عايزه اتعبك.. يلا باي"
ثم ذهبت مسرعه تاركه اياهم متعجبين من حالها لتردف جميله بضيق "ياعيني شكلها تعبان اوي"
تحدثت خديجه بتعجب وعدم راحه
" انا حاسه ان فيها حاجه !"
..

يقف امام المبنى الذي تسكنه ، نعم هو المكان الذي وقع به الحادث .. منذ خروجه من السجن وهو يأتي لرؤيتها تتسوق بالحي ولكنه لم يتحلى بالجرأه للحديث معها منذ اخر حوار دار بينهم

*فلاش باك*

انتهت من شراء ما يلزمها وتوجهت نحو البيت ليوقفها صوته قائلاً بلهفه "هند.."
وقفت مكانها بصدمه.. تعرف هذا الصوت جيداً ، التفتت له غير مصدقه ليتقدم منها بلهفه ويحتضنها بشده ليقربها منه ويشتم عبيرها الذي يعشقه قائلاً بحزن واشتياق واضح
"وحشتيني اوي.."
لم تبدي اي ردة فعل فهي تحت تأثير الصدمه
انه محمد الذي يقف امامها الان ويحتضنها ويخبرها باشتياقه لها !!
ابتعد عنها قليلاً لينظر لها بأبتسامه واسعه متلهفه ،
نظرت الي ملامحه.. لم يتغير كثيراً فقد نمت لحيته واعطته مظهر جذاب ولكن يبدو عليه الارهاق الشديد ابتسم محمد بسعاده قائلا
"عارف انك مستغربه.. بس هما خلاص لقوا المجرم وخرجوني خلاص.."
سقطت دموعها بقهر وصدمه مما يقوله.. بالطبع لا يعلم بالامر ولا يعلم ان شهاب هو سبب كل ذلك.. يا شهاب يا حقير انت سبب كل ذلك..
عبست ملامحه قليلاً ليردف بهدوء
"انتي مش مبسوطه ولا ايه !"
وضعت يديها تغطي عينيها التي امتلئت بها الدموع فهي لا تريد سماع حديثه هذا الذي يحطم قلبها.. يالطيبة قلبك يا محمد !
وضع يديه علي كتفيها ليهدئها ولكنها ابتعدت عنه مسرعه قائله ببكاء "امشي يا محمد.."
نظر لها بصدمه مما تقوله واردف "هند انتي.."
اردفت هند بحسره
"امشي عشان خطري ومتجيش تاني"
صدم بشده مما تقول ليتحدث بغضب طفيف
"ليه.. ليه عايزاني امشي.. ليه مش مبسوطه اني رجعت تاني.. انتي بتعملي كده ليه يا هند !!"
ازداد بكائها ولم تتحدث فأردف مره اخري بحده
"ردي عليا ليه عايزاني امشي !!"
صرخت في وجهه بحزن "انا وانت مش هينفع نشوف بعض تاني يا محمد"
كادت تصعد لشقتها ولكنه امسك معصمها بشده وقربها منه مستفسرا "ايه سبب تغيرك ده !"
صمت قليلاً ثم اردف باشتياف ظهر في نبرة صوته "وليه بتقولي الكلام ده !!"
اردفت هند بصراخ "انا اتجوزت شهاب يا محمد وحامل منه"
نظر لها بصدمه غير مصدق ما تقوله..
تزوجت وحامل !!
و مِن مَن.. من شهاب !!
لتكمل ببكاء "انا وانت خلاص قصتنا انتهت.. انا دلوقتي واحده متجوزه.. شوف حياتك يا محمد بعيد عني"
صمتت قليلا لتردف بحزن وقهر قبل ان تتركه وتذهب "انا اسفه.. "
ثم سحبت يديها من بين قبضته وتوجهت للاعلي سريعاً تاركه اياه في حاله صدمه !! صدمه حقيقيه.. فكيف يعلم بزواج حبيبته ويصبح بحاله جيده.. وأيضاً تحمل بأحشائها طفل من رجل غيره !!
لما يحدث معه كل ذلك !.. لما لا يتركه الحزن والقسوه !.. لما اصبح تعيس هكذا !.. كان سيتزوج حبيبته ويعيش معها حياه سعيده.. هذا كل ما تمناه.. اكثيره عليه السعاده لهذا الحد !

حَوّاء الصغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن