حَوّاء الصغيرة

الفصل الخامس

متمدده فوق الفراش تفكر في كل ما مرت به هذه المده ، تفكر في كل الاخطاء التي ارتكبتها..كذبها علي والدها واخوتها ، عدم التزامها بمحاضراتها بالجامعه ، والاهم من كل ذلك زواجها السري منه! ..لا تعرف ازواجهم صحيح ام لا ..في بعض الاوقات ترى انه زوجها وهذا كله صحيح ولكن عندما ترى معاملته التي تتغير عندما ترحل من منزله.. ترى جانبا اخر منه وهو انه يستغل حبها له ..جميع اتصالاتها التي لا يجيب عليها ، جميع محاولاتها معه ان يذهب لوالدها ويتزوجها علناً ..ولكن برغم عصبيته حينها ومعاملته القاسيه مازالت تحبه ولا تستطيع فعل شئ!
قاطع افكارها خروجه من المرحاض وهو يدندن براحه ، نظرت اليه ونهضت لتقول
"انا همشي بقا عشان خديجه"
نظر لها مصطفي بأبتسامه خبيثه قائلا
"اممم طب هتيجي بكرا؟"
اردفت مريم بقلة حيله "مش هقدر اجي يا مصطفي عمتو عندنا"
تنهد مصطفي واردف ببرود "طيب.."
اقتربت منه بأبتسامه و قبلته على خده محاوله تلطيف الاجواء قائله "هكلمك بليل يا حبيبي"
اومأ لها بأبتسامه مصطنعه "ماشي"
اخذت حقيبتها وابتسمت له مره اخري وذهبت.
..

في هذه الاثناء كانت خديجه تقف مع نهى سكرتيرة الاستاذ خالد امام مكتبها
كانت تتحدث نهى بجديه و تستمع لها خديجه بتركيز "انتي هتقعدي في نفس مكتبي اللي هو اول حاجه بيشوفها الناس اما بيدخلوا هنا.. ومعني انه اول حاجه بيشوفوها لازم تبقي حريصه في كل حاجه بتعمليها عشان سمعة المكان وسمعة صاحبه .. تعاملك مع الناس يكون لطيف يعني تسمعيهم الاول بعدها تتكلمي .. أي حد بيجي هنا بيكون عنده مشاكل وجاي عشان عايز الحل ف ياريت تتقبلي اي معامله حتي لو كانت هتضايقك شويه معلش الضيق هيروح بعدها"
كانت تنصت خديجه جيداً لما تقوله نهى.. مع العلم انها تضايقت قليلا من اسلوب نهى الذي يشعرها انها طفله لا تستطيع تحمل المسئوليه ولكنها استشعرت في كلامها بعض الحزن.. لان نهى ستترك المكتب وهذا يعني انها تعمل هنا منذ فتره طويله وانها خائفه على سمعة المكتب وسمعة صاحبه..
اردفت نهى مستكمله حديثها "وكمان تعاملك مع الاستاذ خالد يكون كويس بردو .. واي حاجه يطلبها منك لازم تنفذيها"
اردفت خديجه بتساؤل بعدما سألتها نهى اذا كان لديها اي استفسار "هو انا هنا عشان ابقي سكرتاريه ولا مساعده ولا عشان اخد خبره؟"
اجابتها نهي بجديه "انتي هنا عشان التلاته وبعدين التلاته دول حاجه واحده.. يعني هتبلغيه بكل اللي يجيلك من مكالمات و ناس وهتبلغيه بمواعيده دايما وده شغل سكرتاريه ، هتساعديه ف بعض القواضي اللي هيسمحلك تدخلي فيها وده هو هو برده اللي هتاخدي منه خبره ..انتي اكيد فضلك سنه وتتخرجي وده معناه انك تقدري تدي رأيك فالقواضي وتقدري تقترحي حلول ولا ايه؟ .. ومش بس كده لما الاستاذ خالد يلاقيكي ذكيه وكويسه هيساعدك اما تتخرجي تعرفي تلاقي شغل.. ومش بعيد إنه يخليكي تشتغلي معاه.. اه صح وحاجه كمان.. كل قضيه هيكسبها وانتي ساعدتيه فيها هتاخدي فيها مكسب.. يعني ده شغل وتطوع يا خديجه فهمتي؟"
تنهدت خديجه من ثقل هذا الحمل الذي لم تجربه بعد واردفت بجديه
"ايوا فهمت وبعدين انا يكفي عندي اني هتعلم وابقي مع محامي كبير زيه"
اومأت نهى بتفهم وقالت "تقدري تمشي وتبدأي من بكرا يا خديجه.. انا هديكي مفتاح المكتب لازم تكوني هنا من الساعه 10 الصبح و موضوع المحاضرات والشغل تقدري تنظميه مع الاستاذ خالد"
اومأت خديجه بهدوء..