الفصل السادس

23.6K 414 8
                                    

في صباح يوم جديد مليئ بالاحداث ، يستيقظ عمر من نومه بإرهاق فهو قضى الليل كله بالعمل.. لم يجد جميله بالغرفه فلم يبالي كثيرا واتجه الى المرحاض ليأخذ حمامه.
صعدت جميله الى الغرفه بعدما تركت كلا من رنا وعمتها يتسامران بالاسفل لتجده استيقظ فتستمع الى صوت ارتطام المياه على ارضيه المرحاض لتعلم انه يأخذ حمامه فأبتسمت وقامت بالتوجه نحو غرفة الثياب لتخرج له ملابسه وبينما هي تنظر الى الملابس الموضوعه بتركيز لتقوم بالاختيار بينهم وجدت من يتحدث خلفها متعجبا "بتعملي ايه!"
انتفضت جميله من مكانها ونظرت له وقالت بتوتر "كن..كنت.."
ثم استعابت انه يقف امامها عاري الصدر فشهقت و غطت وجهها بملابسه التي بين يديها بخجل
فنظر عمر الى ما بيدها فوجدها تمسك احد قمصانه فقال بغضب "واخده ده ليه"
اردفت جميله وهي مازالت تغطي وجهها بخجل "كنت..كنت بطلعلك طقم تنزل بيه"
نظر لها عمر بتعجب واردف "وده من امتى"
ثم لاحظ انها مازالت تخفي وجهها فقال بضيق  "وبعدين بصيلي وانا بكلمك"
اردفت جميله وهي مازالت تغطي وجهها
"مش هينفع"
اردف عمر بغباء "ليه ؟"
تحدثت جميله بخجل شديد "اصلك..." وصمتت ف نظر الى مظهره وقال ببرود
" طب اطلعي برا عشان البس"
ابعدت الملابس قليلا عن عينيها ونظرت له بعدم تصديق قائله "انت بتطردني يا عمر!"
سحب منها الملابس ببرود وتوجه الى المرحاض مره ثانيه بينما هي تقف مكانها بغضب
"لا ما انا مش هسيب حقي"
توجهت لتقف امام باب المرحاض لتتحدث بصوت غاضب قليلا "انت مين اصلا عشان تطردني.. دي مش اوضتك لوحدك"
لم يجيبها واكمل ارتداء ملابسه بينما هي اكملت بغضب "انت كمان بتتجاهلني.. طب والل..."
لم تكمل جملتها فوجدته يخرج امامها مره ثانيه عاري الصدر ولكنه مرتدي بنطاله الجينز لتسمعه يردف بحده  "كنتي بتقولي حاجه؟"
لا تعرف لما ألجم لسانها مره واحده ولم تستطع الرد فأمسك يدها بقسوه و قال بتهديد 
"لو سمعتك بتتكلمي معايا تاني بالطريقه دي هقطعلك لسانك.. فاهمه"
كانت تنظر له بخوف شديد واحست ان قلبها سيتوقف من كثرة توترها فقال بصراخ مره اخري "فاهمه؟؟"
تلعثمت جميله قليلا وهي تردف "ف فاهمه.. فاهمه"
ترك يديها بغضب واتجه ليأخذ تيشرت ما ليرتديه بينما هي تتابعه ولم تتحرك من مكانها ، التقط هاتفه ومفاتيحه ف لاحظت انه يضع هاتفها ايضا في جيبه.. رمقها بنظره بارده قبل ان يذهب ثم تركها متجها الي عمله.
جلست جميله فوق الفراش بحزن و..
"جبانه وهتفضلي طول عمرك بتخافي منه" اتتها هذه الكلمات من صوت تعلمه جيدا..
..

كانت تجلس امام مكتبها الجديد بسعاده ف اخيرا يتحقق ما تتمناه وستعمل لدى محامي كبير لتكتسب منه الخبره ، نهضت بهدوء لتتجه نحو المكتبه الصغيره الموجوده بأخر الغرفه لتجد بها العديد من الكتب المشهوره والمتعلقه بالمحاماه والى ذلك..
لفت انتباهها عنوان احدى الكتب فأخذته وجلست على مكتبها مره اخري وفتحت اول صفحاته لتبدأ في القراءه بتمعن..
بعد قليل قاطع تركيزها دخول شخص ما فلم تنتبه فاقترب منها بهدوء ليتذكرها علي الفور..
فتاة المصعد!
اخذ يتأمل ملامحها للمره الثانيه.. جلستها الهادئه وامساكها للكتاب بأحكام و نظارتها الطبيه التي تعطيها مظهر جذاب ، ملامحها هادئه جدا ورقيقه ولكن قاطع تأمله هو سؤال"ماذا تفعل هذه الفتاة في مكتبه!".
أحست خديجه بوجود شخصا غيرها! .. انفاس احدهم هنا بالمكتب غيرها! .. والاهم من ذلك العطر الذي جاء مره واحده برائحته الرجوليه الرائعه ؛ رفعت خديجه نظراتها بهدوء من فوق الكتاب لتصدم بالفعل بوجود شخص ما يقف امامها.. لا بل اوسم شخص رأته بحياتها يقف امامها الان..
تذكرته! .. بالفعل تذكرته ف نهضت سريعا بتوتر وقالت "احم .. اي خدمه؟"
رفع احد حاجبيه.. إذاً هي لا تعرف من هو !
لم يجيبها وظل ينظر لها بهدوء بينما هي تضايقت من نظراته اليها هكذا للمره الثانيه فأردفت بغضب  "هو حضرتك فاضي ولا جاي تهزر ولا ايه.. ولا انت مستقصدني.. اتفضل يلا من هنا ده مكتب محترم"
نظر لها بتعجب من طريقتها ومما تقوله..
احقا لا تعلم انه هو صاحب المكتب !

حَوّاء الصغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن