بدت علامات التعجب على وجهها،فلماذا يقف زوجها مع تلك المرأة هكذا؟!
فاقت من شرودها على صوت تلك الفتاة قائلة:
- مش هتدخليني بيتي يا شهد ولا إيه؟!
بيتك!
تفوهت بتلك الكلمة لا إراديًا متعجبة من الثقة التي نطقت بها تلك الفتاة جملتها لكن أنقذ مازن الموقف حين اقترب من فرحة محتضنًا كتفها قائلًا:
-طبعًا بيتك يا بنت عمي،نورتينا طبعًا من ثم مسك يديها ودلفا إلى المنزل .
ابتسمت شهد لها مرحبة بها رغم القلق الذي تمكن من قلبها منذ رؤية تلك الفتاة، بينما بادلتها فرحة استقبالها بنظرات باردة .
حاول مازن أن يُلطف الجو بينهما لكن اوقفته فرحة عن استرسال حديثه حين ألقت بكلماتها التي أشعلت النيران التي ستحرق ذلك البيت لا محال.
- كفاية يا مازن،أنا مش جاية عشان سيادتك تكذب وتخفي عنها الحقيقة.
حقيقة إيه يا أنسة،أنا مش مرتحالك من ساعة ما دخلتي وحاولت أكون ذوق معاكِ عشان أنتِ ضيفتي و
ضيفتك!
قالتها مستهزأة من ثم بدأت في الضحك المتواصل من ثم تجمدت ملامح وجهها وهي تنظر لها بخبث :
- أنا مراته يا حبيبتي ،يعني زيي زيك هنا.
وقعت كلماتها على مسامعها كالصاعقة،بدلت نظرها مسرعة لمازن الذي نظر أرضًا فتيقنت من حديث تلك الفتاة.
انسابت دموعها عندما تذكرت ذكرياتهم،كيف استطاع أن يفعل بها ذلك؟!
أكان يخدعها كل الفترة الماضية؟!
نعم من حقه أن يصير أب ولكن ماذا عنها وعن قلبها الذي أحرقه ذلك المغفل دون أن يبالي ؟!
-مازن أنا عرضت حياتي للخطر عشان ما يحصلش كدا،تقوم أنت بكل سهولة تجبهالي لغايت عندي كمان.
أسرع إليها محتضنًا وجهها بين كفيه مردفًا بصوت نادم :
- مجبتهاش يا شهد والله،أنا اتجوزتها قبل ما أنتِ تحملي ،مقولتلكيش عشان متتعبيش والله غصب عني أنا عمري ما حبتها يا شهد أنا حبيتك أنتِ
-فعلًا ،أومال اللي في بطني جه أزاي يا مازن طالما أنت محبتش غيرها.
اغمض عيناه بقوة بعد تفوهها بتلك الكلمات،ولم يفتحهما إلا عندما شعر بابتعاد الروح عنه ،نظر لها بحزن بينما وجد هو نظرة لم يراها منذ معرفتهم ببعض،تحمل ألم،إنكسار وخذلان يكفيان أن يحطموا أي شخص مهما كان قويًا.
بدأت تلك المسكينة في الصراخ عاليًا (أنا مستاهلش منك كدا يا مازن،مستاهلش كدا،أنا ضحيت بحياتي وأنت في المقابل عملت إيه،جبتلي درتي لغايت عندي)
صرخت عاليًا بتلك الكلمات وانتاباها حالة صرع مريبة،حاول مازن تهدأتها لكنه دفعته بعيدًا وخرجت من المنزل ،مترجلة على السلالم غير مبالية بحالتها الصحية وخطر ما تفعله عليها وعلى الجنين فحياتها لم تعد مهمة لديها بعدما فقدت سلامها الداخلي وحبها الأبدي.
بدأت في الركض غير مبالية بالسيارات ،كان يرقد خلفها محاولًا إيقافها لكنها لم تشعر سوى بذلك الصوت الذي يحذرها من بعيد،صوت مزمار السيارة التي تقترب وتقترب،شلت قدمايها عن الحركة واذدادت دموعها في الهطول وقبل أن يلمسها زوجها سبقته إطارات تلك السيارة في لمسها.
ركض بها في أرجاء المشفى يصرخ طالبًا طبيب،بات متيقنًا الآن إنه فقد ابنه الذي يتمناه منها ولكنه لم يخسر حبييته بعد ولكن ماذا يخبئ له القدر؟!
جلس ينظر ذلك الباب الذي دلفت منه،يتذكر ذكرياتهم سويًا والأوقات العصيبة التي مروا بها سويًا لكن قطع ذكرياته صوت رنات هاتفه وما إن فتحه سمع صوت ضحكات تلك المرأة يصدع عاليًا مردفة:
-دي لسة البداية يا مازن،هخسرك ابنك اللي كنت مستنيه وخسرتك حب شهد ليك، الدور على فرحة يا حبيبي.
************************************
أنت تقرأ
وللقدر رأي أخر
Romanceكثيرًا ما يتحدد المصير فعليًا ونظن أن الحياة ستفتح لنا أحضانها ولكن هيهات فالسعادة في هذة الدنيا شيء صعب المنال.