البارت ٢

343 7 0
                                    

تسارعت أنفاسه،وأصبح جبينه ممتلئًا بالعرق المتناثر بعشوائية، كان ينظر لها وهي غارقة بين دمائها،فقط يحاول إستيعاب المصيبة الذي وقع بها للتو .
فاق من صدمته وهو يركد في أنحاء الغرفة يرتدي ملابسه وقلبه يكاد يخرج من مكانه من شدة الخوف ، هاتف طبيبه الخاص وخرجت كلماته مبعثرة من شدة الذعر وأغلق الهاتف بعدما أمر الطبيب بأن يأتي مسرعًا.
أخذ نفسًا عميقًا وهو يحاول إستيعاب ما حدث ، هل قتل نفسًا بريئة الآن؟
دلف عندها وجدها تتصبب عرقًا بغزارة وتتأوى بخفوت وهي مغمضة العينين .
اطمأن قلبه إنها مازالت على قيد الحياة ولكن تنزف الدماء بغزارة شديدة .
كاد يدق على الطبيب مرة أخرى ولكن وجده يقرع الباب فأسرع يفتح له مرتديًا بنطال فقط.
توجه الطبيب إليها سريعًا وعند رؤية كم الدماء التي تسيل منها ،أسرع محاولًا إنقاذ تلك المسكينة من مصير مجهول .
أخذ يجري لها الازم وهو يستمع لأنينها ويحاول إخماد الدماء لكن دون جدوى .
نظر له الطبيب بأسى وهو يهز رأسه حزينًا مردفًا:
- للأسف يا إياد بيه مش هنعرف نلحقها هنا، مش قادر اسيطر على النزيف ،لازم مستشفى
لم ينتظر إياد أن يكمل كلامه إلا وكاد يحملها بين زراعيه يترجل بها على السلم مسرعا والطبيب خلفه ، وضعها في السيارة وهو يشعر بندم شديد فهو أنهى حياة تلك الفتاة بلا شك .
كان الطبيب يجلس بجانبها بينما هو كان يسوق بسرعه جنونية غير مكترث لصراخ السائقين أو سبابهم له، كل ما يشغل تفكيره الآن إنقاذ ما يستطيع إنقاذه لتلك المسكينة .
وصلا إلى عيادة ذلك الطبيب بعد قليل من الوقت وأسرع بحملها واضعًا إياها على الفراش .
صرخ الطبيب بالممرضات الذين وقعت عليهم حالة من الصدمة عند رؤية الحالة المذرية لتلك الفتاة
تحركوا مسرعين وأيديهم ترتعش من الخوف فتلك الفتاة ستموت لا محالة .
كان هو يقف ويداه ترتجفان مازال صوت تألمها بسببه يتردد على مسامعه مما يجعله يتقزز من نفسه بطريقة بشعة .
وجه نظره إليها فكيف كان شيطان لتلك الدرجة ليفعل في طفلة مثل ذلك الشيء فقط ليرضي رغباته؟!
فاق من شروده على صوت الطبيب وهو يصرخ قائلًا:
- لازم نشيل الرحم ، حصلها تهتك في الرحم ولازم يتشال.
هز رأسه موافقًا فهو لا يقوى أبدًا على إخراج حرف واحد من فمه الآن، فهو لم ينتهك طفولتها ويسبب لها حالة نفسية فحسب ، بل حرمها من الحلم التي تتمناه كل فتاة أيضًا، حرمها من أن تكون أم .
خرج مسرعًا وهو يمسك رأسه بوهن ؛ لانه لم يستطع تحمل كل ذلك الذي يحدث الآن .
أخذ يضرب رأسه في الحائط بقوة وهو يلعن ويسب نفسه على الذنب الذي اقترفه ولكن هل ندمه سيصلح شيء؟
هل سيعيد لتلك الفتاة ما فقد منها ؟
أخرج هاتفه بعدما لم يستطع كبح دموعه أكثر من ذلك ، هاتف أخاه مازن وشهقاته تذداد شيئًا فشيئًا، لم ينتظر أن يفتح أخاه فاه فقط قال له :
- مازن تعالى بسرعة مستشفى ......... لم ينتظر اجابته وأغلق الخط مسرعًا فهو لا يتحمل أي حديث الآن .
نظر يمينه فوجد مساعدته ترقد نحوه لاهثة وهي تسأله عن حال تلك الفتاة بخوف شديد
نظر إليها وعيناه مصوبتان على الأرض قائلًا:
- متخيلتش يحصل كل ده يا زينب ، تخيلت إنها زيهم هتستحمل عادي ، تخيلتها هعرف اربيها على دماغي
لم تدعه يكمل حديثها واغرورقت عيناها بالدموع وهي تصرخ به قائلة:
- أنا مش عايزة اعرف أنت فكرت في ايه ، البنت مالها.
شالت الرحم
اجابها بتلك الجملة ودموعه تنهمر كشلال ، لم تستطع إستيعاب ما تفوه به الآن، ابتسمت له بأسى ودموعها تنهمر منها رغمًا عنها قائلة:
- حتى الطفلة مسلمتش منك؟ حتى دي مقدرتش تبعد عنها؟
أنت إيه يا أخي شيطان ، دمرت ابنت لمجرد إن ابوها جوزهالك عشان فلوس تقوم تعمل فيها كدا
حاول لمسها ولكنه ابتعدت عنه وهي تصرخ قائلة:
- ابعد عني متلمسنيش ، كنت بستحمل لمساتك المقرفة اللي بتخليني ببقا نفسي اموت نفسي عشان محتاجة شغلك لكن دلوقتي يغور الشغل مع حد زيك .
بثقت عليه من ثم ركضت وهي تمسح دموعها وتسبه وتلعنه في سرها .
التقت بمازن وهي خارجة من المشفى تاركة تلك الفتاة لكن عقلها لم يتركها ابدًا، رأها مازن بحالتها تلك ،حاول إيقافها والتحدث معها لكنها تركته وفرت هاربة من شيطان لا يعلم معنى للأنسانية.
توجه إلى الداخل بقلق فهو لا يعلم ما الذي أتى بأخاه إلى المشفى في ذلك الوقت ، وجده يجلس على ركبتيه ،يبكي كالأطفال حلت عليه الصدمة فإياد يعرف عنه القوة والجبروت فكيف وصل إلى تلك الحالة بالرغم من انه تزوج بالطفلة التي كان يريدها.
دارت برأسه تلك الأسالة وهو يسرع إليه يسأله بلهفه عن سبب تلك الحال التي هو عليها الآن .
نظر له إياد بوهن وعينان محمرتان من كثرة البكاء ، لم يسأله مازن عن أي شيء فقط اتخذه بداخل أحضانه وهو يربت على كتفيه بهدوء.
خرجت الممرضه ورأتهم على تلك الحالة ، بمجرد أن رأها إياد أسرع إليها يسألها عن حال تلك الصغيرة
صمتت قليلًا ثم فتحت فاها قائلة:
- هيكون حالتها ازاي يعني إياد بيه، واحدة في سنها اتعرضت لاغتصاب بوحشية كدا ومع ألم اغتصابها بتشيل الرحم كمان هتقوم تلعب يعني؟!
عمومًا العملية نجحت والمدام شالت الرحم .
لم تنتظر إجابته ودخلت مرة أخرى الغرفة التي تستلقي بها تلك الفتاة .
نظر مازن له بصدمة ، هل فعل اخاه بتلك الفتاة كل هذا
كاد يتحدث ولكن قاطعهم خروج الطبيب ووجه لا ينذر بالخير ابدًا مردفًا:
- البنت دخلت في غيبوبة يا إياد
***********************************

وللقدر رأي أخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن