البارت ٤

196 4 0
                                    

ح حامل ؟
شعر وأن العالم لا يتسعه من الفرحة ، هل حقًا سيصبح أب، هل سيتحقق الحلم الذي حُرِم منه طيله السنوات الماضية ؟!
ابتسم والفرحة تتطاير من عينيه ، من ثم وضع يده على بطنها مردفًا:
- بجد يا فرحة ، يعني أنا أبني في بطنك
حملها ودار بها وهو يصرخ من الفرحة ، لكنها قضت على فرحته حين فتحت شفتايها قائلة:
- أبنك مش هييجي الدنيا يا مازن، غير أما العالم كله يعرف إنك اتجوزتني ، أنا عارفة إنك متجوزني عشان شهد مبتخلفش وعارفة إن مستحيل يكون ليَّ مكان في قلبك لكني أكيد هيكونلي مكان في حياتك أنا وابني.
وضعت يدها على بطنها وهي تكمل حديثها مردفة:
- أنا مش هطلب منك تتطلق شهد ، معنديش مشكلة أكون زوجة تانية .
اذدرد لعابه بتوتر وهو يفكر في حديثها كيف يمكنه الفصح عن زواجهما ، ما الذي ستفعله شهد بالتأكيد لن تقبل بهذا الشيء
قطع شروده صوتها وهي تسأله عن جواب لطلبها، نظر له دون أن ينطق بحرف واحد من ثم خرج من المنزل بعدما صفع الباب بقوة بينما هي وقفت تنظر في أثره بحزن فمن عشقته ووافقت أن تكون زوجة بالسر فقط لتبقى معه يرفض الآن إفصاح زواجهم بعدما استطاعت أن تجلب له الطفل الذي كان لا يريد سواه في تلك الحياة .
مسحت تلك الدمعة التي سالت على وجنتيها من ثم وضعت يدها وهي تحدث طفلها المنتظر قائلة:
- رغم اني بحب ابوك وممكن اموت نفسي عشانه ، وفرط في حقي برضه عشانه لكن مش هفرط في حقك أنت مهما حصل.
ترجل إلى سيارته ويشعر بأن العالم يدور من حوله ، قاد سيارته متجهًا إلى شركة أخيه فهو الوحيد الذي سيفيده في تلك المحنة.
دلف إلى الشركة متجهًا لمكتب اخيه وجده منهمك في العمل على إحدى الصفقات .
جلس أمامه من ثم حمحم فانتبه أخيه لوجوده ، نظر إليه من ثم ابتسم بحب ففهم مازن ما يقصده ، فنظر له بجدية قائلًا:
- لا يا حبيبي أنا عند كلامي ملناش شغل مع بعض غير أما تتعدل ، أنا جايلك في موضوع شخصي
تصدق يا مازن ، أنا كرهتك والله ، يعني بعد الكلام اللي سمعتهولي ومشيت وسبتني والبت في غيبوبة ، وجاي زعلان كمان
-ده على أساس إنها دخلت غيبوبة بسببي
نطق بتلك الكلمات مستهزئًا من أخيه من ثمم تمم حديثه مردفًا:
- عمومًا أنا كنت متابع كل حاجة وهي دلوقتي فاقت وفي البيت عندك.
صفق أخيه في وجه قائلًا:
-والله كنت متوقع، عمومًا سيبك مني دلوقتي ، مالك؟
-فرحة حامل
قال تلك الكلمات وعلامات الحزن والقلق تظهر على وجهه .
نظر له إياد وهو يبتسم بفرحه:
-يااااه أخيرًا هيجيلي عيل صغير يقولي يا عمو ، بنت ولا ولد يا مازن وهتولد امتى ، فرحة في الشهر الكام.
انهال عليه بالأسألة غير مهتم بذلك الذي يحاول إيقافه
- أتكتم بقا
صرخ به مازن فنظر إليه إياد بغضب مردفًا:
- إيه يا نكد مالك ، جايلك العيل اللي بتتمناه ده أحنا لازم نحتفل ، قوم قوم معايا .
حاول جذبه لكنه توقف حين صرخ به مازن طالبًا أن يستمع له ، نعم هو فرح بهذا الطفل لدرجة كبيرة لكن ماذا بشأن شهد أيطلقها ويسعد بزوجته التي جلبت له الطفل أم يترك الطفل الذي كان يتمناه لسنوات طويلة؟
جلس إياد وهو ينظر لأخيه منتظرًا تفسير لحالته
فتح شفتيه وهو يجيب جميع الاسألة التي تدور في رأس أخير الآن .
( لا فرحان طبعًا يا إياد، لكن فرحة عايزة تعلن جوازنا)
نظر له إياد ودون أن يفكر أجاب أخيه قائلًا:
- المفروض أن أنت من نفسك تعمل كدا يا مازن ، أومال ابنك هيبقى ابنك في السر برضه؟!
نظر له مازن وهو يبتسم بأسى قائلًا:
-وشهد نسيتها ، هقولها ايه أنا متجوز عليكي بقالي ٣ سنين وعارف من الأول إنك مبتخلفيش وعملت كدا عشان أخليكِ تكرهيني وتبعدي من غير ما أجرحك؟!
نظر له إياد بحزن من ثم وضع يده على يد أخيه قائلًا:
- ده حقك يا مازن ، حقك تكون أب ، وشهد أكيد هتفهم .
وضع مازن يده على رأسه وهو يهزها بحزن قائلًا:
- مش هتوافق ، هي فهمتني ان العيب مني عشان ماتجوزش عليها يا إياد، أكيد هتطلب الطلاق ، وأنا مقدرش أعيش من غيرها.
حك إياد رأسه وهو يفكر قائلًا:
- طيب ، أقنع فرحة إنكوا تأجلوا الموضوع لقرب ولادتها ، تكون أنت لقيت حل ، فرحة بتعشقك وأنت عارف وأنت بتعرف تأثر عليها كويس.
هز رأسه موافقًا وهو يتنهد بضيق قائلًا:
- هحاول الاقي حل يرضي الطرفين ، هحاول .
************************************
دلف إلى غرفتها وجدها تجلس على الفراش تحيك شيئًا ما ، ما إن رأته حتى وقفت منتفضة وبدأت الدموع تترقرق في عينايها، اقترب منها بينما بدأت هي ترتد للوراء ودموعها تنساب على وجنتيها ، بدأت تهز رأسها بقوة رافضة قربه، ارتطمت بالحائط ووجدته أمامها ، وضعت يدها على وجهها بقوة وابتدأ صوت شهقاتها يعلو شيئًا فشيئًا ، مسك يدها التي على وجهها فانتفض جسدها بأكمله من لمسته وكأنها صعقت بماس كهربي .
أجلسها على الفراش وجلس أمامها وهو ينظر داخل عينايها بهدوء ، يعرف تأثير عينيه على الفتيات جيدًا فتح فاه وهو ينظر داخل مقلتيها قائلًا:
- زينة يا حبيبتي ، لأمتى هتفضلي تخافي مني كدا ، قولتلك اللي حصل بينا ده طبيعي عشان أنتِ مراتي .
اذدردت لعابها بخوف وهي تجيبه قائلة:
- أ أنا مش عايزة أكون مراتك خلاص
قالتها بخوف وصوت متقطع من البكاء.
ابتسم لها بهدوء وهو يجيبها بهدوء شديد محاولًا نزع خوفها من قلبها
- اللي حصل ده مش هيحصل تاني ، يعني أنتِ هتعيشي معيَّ نخرج ونتفسح وأكلك اللي نفسك فيه وكمان هخلي أبوكِ يجيلك وأجبلك هدايا وعربيات ، معيَّ حياتك هتتغير كتير
نظرت له بشك من ثم هزت رأسها موافقة فابتسم هو لها من ثم جذبها لأحضانه فختطه بدأت بالنجاح .
حاولت  ألا تبكي لكن لا تعرف السبب ، قربه منها يذكرها بتلك الليلة التي عانت فيها كثيرًا ، شعر بدموعها ، فابتعد مسرعًا وهو ينظر لها بضيق قائلًا:
- خلاص يا زينة بطلي عياط واجهزي عشان خارجين
هنروح فين
فتحت فاها بتلك الجملة وهي تشعر أنه شخص جيد ستحاول أن تتقبله في حياتها .
نظر لها مبتسمًا من ثم اقترب منها ممسكًا كفيها بين كفيه قائلًا:
- هنروح اسكندرية نقضي يومين هناك ، صفقت بفرحة عارمة من ثم ذهبت لترتدي ملابسها بينما هو ابتسم بخبث فيبدو أن تفكيره كان صوابًا وإنه سيجعلها كما يحب .
مر وقت طويل حتى خرجت ترتدي فستانًا طويلًا بأكمام شفافة وتطلق لشعرها الطويل العنان ، لكنها لم تضع أي مستحضرات تجميل .
نظرت إليه ؛ لتسأله عن رأيه فوجدته ممسك بهاتفها وتتطاير من عينيه شرارات من الغضب .
اقترب منها بهدوء قاتل من ثم رفع الهاتف في وجهها سائلًا إياها :
- مين ده اللي أنتِ بتحضنيه يا مدام
نظرت له بخوف وهي لا تجد ما تجيبه ، اذدردت لعابها وحاولت الهرب من أمامه لكن قبل أن تخطو خطوة واحدةأمسك معصمها جاذبًا إياها بقوة قائلًا :
- اومال ايه اللي حصلك ده كله ، عملالي فيها اول مرة يا بت ال ....
************************************
قام مرتعدًا يلهث بشدة، كان العرق متناثر على جبينه يشبه زخات المطر ، صدره يعلو ويهبط دون توقف كأنه كان يجري من شيء ما، نظر حوله وهو يشكر ربه أن ذلك لم يكن سوى كابوس ،نظر في ساعته وجدها الثانية عشر ، تأخر كثيرًا في مكتبه؛ خشية من رؤية عايناها التي ستجعلانه ينهار من شدة الذنب.
جمع أغراضه وترجل من مكتبه وهو يطمأن نفسه أن كل شيء على ما يرام وأنها لن تعلن شيء عن الذي حدث .
وصل المنزل وجد الأنوار مطفأه وما إن أشعلها وجدها تتوسط الغرفة وحولها العديد من البلونات والزينة وفي المنتصف منضدة صغيرة عليها كعكة بها صورة زفافهما ، كانت ترتدي فستانًا أسود يظهر بياض جسدها الذي يشبه حبات اللؤلؤ وتطلق لشعرها البني الذي يشبه حبات القهوة العنان، اقتربت منه ببطأ وابتسامتها تزين شفاتيها ، أمسكت كفه بين كفيها قائلة:
- مش هسألك أنهاردة بيمثلك إيه أنا مقدرة مشغولياتك وإنك مش مركز ، مش هنكد عليك متخفش .
صدعت صوت تضحكاتها عاليًا وهي تداعبه بكلماتها ومزاحها بينما هو كان في عالم أخر فتلك الفتاة يكاد يقسم إنها من أجمل الفتيات التي رأاها كيف استطاع أن يخونها بتلك السهولة ؟!
-أدم يا أدم
فاق من شروده على صوتها وهي تناديه بعدما انتهبت إنه غير منتبه لها بالمرة.
ابتسم لها بحب معاكِ يا حبييتي ، معاكِ، فعلًا مش عارف إزاي نسيت إن انهاردة عيد جوازنا .
طأطأ رأسه متأسفًا وهو يقول لها :
- معرفتش أجبلك هدية المرادي يا نور ، أنا أسف بجد
احتضنته بقوة وهي تطمأنه قائلة:
- كونت بتهتم بيَّ وبتحبني دي أهم هدية ليَّ يا أدم.
جذبته من يده وهي تصيح قائلة:
- شوف بقا عمايل إيديا أهو ، كيكة عيد جوازنا يا حبيببي.
وضعت يدها على يده بينما هو كان قلبه يبكي بشدة ، أخانها في يوم زواجهم؟!
أهذة الهدية التي قدمها لها: الخيانة
صدعت رنات هاتفها عاليًا ففاق هو من شروده، تأففت بضيق بينما هو نظر لها بستغراب متسائلًا عن هوية المتصل .
نظرت له بضيق وهي تجيبه قائلة:
- رقم من الصبح قارفني ، كل شوية جوزك بيخونك ، هبعتلك صور بس أشوفك ، ثم وجهت نظرها له بحب قائلة:
- ناس مش فاهمين حاجة، متخيلين بعد ما سبت أهلي عشانك وأتخليت عن ورثي إنك ممكن تخوني.
ضحكت مستهزأة بينما هو وقع السكين من يده من هول الصدمة .
************************************

وللقدر رأي أخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن