البارت العاشر

102 6 0
                                    

شعر وأن أحد سكب عليه دلو ماء بارد،بماذا تفوه ذلك الصغير الآن،هل ابنه الوحيد مصاب بذلك المرض الفتاك؟!
اقترب من صغيره ممسكًا وجهه بين كفيه ،ناظرًا لعيناه بحب مردفًا :
- ما هذا الذي تتفوه به الآن يا صغيري! أنت بصحة جيدة أيها البطل لا تقل ذلك أرجوك.
رفع أنامله الصغيره ؛ليمسح عبرات والده بلمسات حنونه مردفًا:
-لا تحزن يا أبي،لا أرغب برؤية تلك الدموع
جذبه ذياد لأحضانه حتى كاد يقتلع عظامه من شدة العناق ،دخلا كليهما في نوبة بكاء مرير حتى اقتربت مي من ذلك الصغير تربط على كتفيه بحنان لكنها صرخت صرخة مدوية حين قبض على كفها بقوة مردفًا: إياكِ تفكري مجرد تفكير بس إنك تقربي من ابني فاهمة؟
هزت رأسها بنعم متوسلة إليه أن يتركها لأنه يؤلم ذراعها كثيرًا .
تركها من ثم حمل صغيره وذهب فتبعته وهي تلعن ذلك اليوم الذي رأته فيه .
كاد يقود السيارة وأنظاره لا تُفارق صغيره الذي نام على كتفه من شده الإرهاق ،وصلا للمنزل فحمل صغيره مترجلًا به إلى غرفته ،وضعه على الفراش من ثم استلقى بجانبه من ثم وجه حديثه لتلك الواقفة أمامه دون أن ينظر إليها
- أخرجي برة،نامي في أي أوضة تانية .
ترجلت مسرعة من أمامه وبرأسها ألاف الاسألة فلماذا انفجر ذياد هكذا كالبركان حين اقتربت مي من ابنه؟
دلفت إحدى الغرف وبعد قليل من الوقت دلف ذياد ووجه لا ينذر بالخير أبدًا
جذبها من معصمها بقوة حتى وقفت أمامه فجذبها من خصرها حتى كادت تلتصق به قائلًا:
- لو فكرتي مجرد تفكير تقربي من ابني ،أو شيطانك لعب في دماغك إنك تتقربي منه عشان توصليلي هدمرك يا مي أنتِ فاهمة؟
دفعته بعيدًا عنها بقوة وهي تصرخ به قائلة:
- أنت أكيد مجنون،أنت ازاي مفكر إني ممكن استغل طفل صغير؟
لم تنتظر ثانية واحدة من ثم شرعت في تحضير حقيبتها ولكنها توقفت عند سؤاله مردفًا:
- هيموت مش كدا؟
************************************
نظرت إليه بصدمة هل طلقها للتو؟
كيف فعل ذلك وماذا عن ابنه الذي تحمله في أحشائها؟
فاقت من شرودها على صوته مردفًا :
- لو شهد حصلها حاجة،مش هيكفيني حياتك يا فرحة.
كاد يذهب لكنها تمسكت بيده وعيونها مملوءة من الغضب مردفة:
-لو مردتنيش لعصمتك هتندم يا مازن
ما إن تفوهت بتلك الكلمات حتى وجدته يقبض على رقبتها بقوة مردفًا:
-هقتلك بإيدي وأنتِ عارفة إني أعملها
دفعها بقوة فسقطت ارضًا فنظر لها باشمأزاز ثم ذهب يطمأن على تلك المسكينة التي بين الحياة والموت.
نظر من خلف الزجاج فوجدها تستلقي ويبدو على وجهها التعب والإرهاق ،مُحاطة بالعديد من الأجهزة التي تُحاول إبقائها على قيد الحياة.
طفت على صفحة ذكرياته الأحداث التي عاشوها سويًا أول يوم زواجهما.
كان يحملها كقطعة من الماس يخشى عليها من الخدش بينما هي كانت تنظر له بحب مردفة:
-تخيل بعد حب ٥ سنين بقيت ليك بجد،أنا مش مصدقة نفسي يا مازن والله
أنزلها برفق على الفراش وجلس بجانبها وهو يتحسس شعرها الذي طالما ما أثره مردفًا:
- ٥ سنين بنحارب الدنيا كلها عشان نكون مع بعض وأخيرًا اتحقق الحلم ده .
فاق من شروده على صوت الطبيب يناديه مسرعًا فذهب إليه وقلبه يكاد يُقتلع من مكانه
- مرحلة الخطر عدت بسلام يا أستاذ متقلقش،لكن شكلها اتعرضت لصدمة كبيرة وده سببلها خلل بسيط في دماغها
-فقدان ذاكرة يعني؟
قالها مسرعَا وهو يتمنى أن يُمحى من ذاكرتها ما حدث خلال الساعات الماضية فهو حتى الآن لا يعرف كيف سيواجهها.
هز الطبيب رأسه رافضًا فدب الذعر في جسد مازن فاسترسل الطبيب كلامه مردفًا :
- لا الأعراض مش بتبين كدا،مش هيبان معانا المرض بالظبط غير أما تفوق تمامًا ،لكن خليك مستعد لأي حاجة
************************************
-ليه قتلها يا أحمد،ليه مأخدش باله منها،هي كانت بنته مكتفاش بتدميري لا كمان قتل بنتي
جذبها لأحضانة فذادت شهاقتها الممزوجة بالألم والحسرة على صغيرتها
-وحياتك عندي يا أسيل ،وحياة دموعك اللي شوفتها طول السنين ده لهجبهولك راكع يطلب منك السماح
خرجت من أحضانه وعيناها منتفختان من كثرة البكاء مردفة:
-ابنه من شهد مات،مات بعد سنين بيحاول يخليها تحمل،بس ده مش كفاية هحرق قلبه على ابنه من فرحة بس بطريقة أكتر من كدا كمان.
طبع قبلة على شفتيها وهو يمسح دموعها بحنان مردفًا:
- اللي أنتِ عايزاه هعمله ،أنتِ بس تأشري وكل حاجة تتنفذ
لم يعطي لها فرصة للإيجابة حتى انهالت قبلاته عليها مردفًا:
- لازم اعوضك عن كل اللي عانيتي منه يا أسيل ،ابتعد عنها بسبب سماع رنات هاتفه فأُضيئت الشاشة باسم "فرحة"
فتح مكبر الصوت وهو يشير لأسيل أن تصمت ولا تتحدث
-طلقني يا بيه ،طلقني عشان مراته سقطت الجنين وحالتها خطر
غمز لأسيل التي ابتسمت بهدوء من ثم فتح فاه قائلًا:
-هيردك انهاردة متقلقيش،وهتروحي معاهم البيت كمان سيبي الموضوع ده عليا .
أغلق الخط ونظر لأسيل فابتسمت هي بخبث من ثم تناولت هاتفها طالبة رقم ما
- أسيل أنا مكانش ليا ذنب في موتها،متدمريش حياتي كدا وخلينا نتفاهم
صرخ بتلك الكلمات فأجابته هي ببرود قائلة:
- مراتك خارجة من المستشفى وفي عربية هتخبطها هي كمان يا تلحقها يا متلحقهاش.
اغلقت الاتصال دون سماع رده من ثم نظرت إلى ذلك الواقف أمامها مردفة:
- كدا ابتدى اللعب .
حملها بين زراعيه برفق متجهًا لإحدى الغرف مردفًا:
- وقت لينا بقا شوية يا روحي مش كدا.
************************************

وللقدر رأي أخر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن