الآيات الكريمة: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}، {وَمَن یُرِدۡ أَن یُضِلَّهُۥ یَجۡعَلۡ صَدۡرَهُۥ ضَیِّقًا حَرَجࣰا}، صِدقا أشعر أن هذه الآيات تصفني، وبدون مبالغة أشعر بأن الشيطان ليس بحاجة إلى أن يوسوس لي، فقد أصبحت أنا شيطان، لا خير فيّ، فهل لقلبي المريض من دواء؟
ج/ هَوِّنْ عليك يا صاحبَ النّفس اللوامة، ولا تُشْطِطْ في اتّهام نفسِك؛ فإنّك بذلك تُعينُ الشيطانَ عليك، فيُحزِنك ولا يَسُرُّك.
ولْتَعلَم أنّ الضيقَ الذي تمرّ به وتكابده هو ضيق المؤمنين لا ضيق المنافقين الضالين، وهو دليل الحياة والإيمان في قلبك، وقد وُصِفَ أهله فقال الله عَزَّ وَجَلَّ: {حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحُبَتْ وضاقت عليهم أنفسهم، وظنوا أن لا مجأ من الله إلا إليه ثم تاب الله عليهم ليتوبوا}، فهذا تضييقٌ يَؤزُّك للتوبة والهداية لا للضلال والغواية؛ فلا تبتئس.
- وشعورك وانتفاضك وانزعاجك دليلٌ على خلاف ما تعتقده في نفسك؛ إذ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يقول: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}، وقد فَسَّرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنّهم الذين يتصدقون ويصومون ويصلّون ثمّ يَخشون ألا يتقبّل الله منهم.
وأخبر الله جَلَّ جَلاله عن حال أهل الإيمان حين يتسامرون في الجنة فقال جَلَّ فِي عُلَاه: {قالوا إنّا كنّا قبل في أهلنا مشفقين فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم إنّا كنّا من قبل ندعوه إنّه هو البرّ الرحيم}، فإشفاقك على حالك من أمارات الإيمان وأسباب الوقاية، واستمطارٌ لِبِرِّ الله عَزَّ وَجَلَّ ورحمتِه.
√ والدواء في:
- حسن ظنّك بربّك جَلَّ جَلاله، وتنزيل أحوالك في منازلها السليمة، وإدمان الدعاء لله ﷻ أن يُحقّق إيمانَك ويثبّت يقينك ويأويك إليه ويعصمك من نفسك والشيطان.
- أنْ تنصرِفَ تماما عن هذا الطائف الشيطاني بعدم استرسالك معه والالتفات إليه، فهذا من نزغ الشيطان الذي يَبتغي بك الألمَ والنكد، وغايتُه أنْ تَشُكّ في إيمانِك لِتكون عالِقًا مُتَأرجِحًا مُذَبْذَبًا، وأنّى لك أنْ تضيع والله عَزَّ وَجَلَّ دَلَّك على الحلّ فقال سبحانه وتعالى: {وإمّا ينزغنّك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله}، {إنّ الذين اتّقوا إذا مَسَّهم طائف من الشيطان تَذَكَّروا فإذا هم مُبصِرون}
فعليك بالتوبة والاستعانة بالله عَزَّ وَجَلَّ والانتباه والمبادرة، ويكفيك أن تعلم أنّ ما أنتَ فيه نوعُ حَذَرٍ من مَكْر الله الذي لا يأمنُ مَكْرَه إلا القوم الخاسرون.
وقَاك الله وكفاك وكشفَ عنك وأرضاك وردّك إليه ردًّا جميلًا.
الشيخ عبد الله موسى
أنت تقرأ
ليهدينا الله
Randomالانسان احيانا ينشغل بأمور الدنيا لدرجة تجعله ينسى الآخرة هنا سأضع لنفسي بعض النصائح و الأدعية و القواعد لأتشارك و إياكم فضلها و ثوابها ... لعل الله يهدينا و يغفر لنا ذنوبنا