ذكر الله تعالى في سورة الفرقان قصة، حيث قال جل وعلا في الذكر الحكيم:(وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا* وَكُلا ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ وَكُلا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا).عبد هؤلاء القوم شجر الصنوبر واتخذوا اكبرها معبودا من دون الله اذ كان يسقونها من ماء نهر الرس العذب ولا يسمحون لاي انسان او دابة الشرب منه ومن فعل ذلك وان كان ناسي حكم عليه بالموت فورا .. في كل شهر من السنة وفي كل قرية كان هناك عيداً يجتمعون فيه ثم يأتون بالشاة والبقر فيذبحونها قرباناً للشجرة , ويشعلون فيها النيران, حتى اذا سطع دخان تلك الذبائح في الهواء وحال بينهم وبين النظر إلى السماء خروا سجداً يبكون ويتضرعون إلي الشجرة أن ترضى عنهمفلما طال كفرهم بالله عز وجل وعبادتهم غيره , بعث الله عليهم رسولا يدعوهم الى عبادة الله الواحد وينذرهم من غضب الله وسخطه ولا يعرف بالتحديد من هو هذا الرسول الكريم ولكن يعتقد والله اعلم انه حنظلة بن صفوان عليه السلام فلبث فيهم زماناً طويلا يدعوهم إلى عبادة الله عز وجل ومعرفة ربوبيته, ولكنهم لم يستجيبوا له. فلما رأى شدة تماديهم في الغي وشاهد عيد قريتهم العظمى , قال: يا رب إن عبادك أبوا إلا تكذيبي وغدوا يعبدون شجرة لا تضر ولا تنفع , فأيبس شجرهم وأرهم قدرتك وسلطانك. فأصبح القوم وقد أيبس الله شجرهم كلها , فصعب عليهم ذلكفأجمعوا رأيهم على قتله, ثم حفروا بئراً ضيقة المدخل عميقة وأرسلوا فيها نبيهم , ووضعوا فوق البئرصخرة عظيمة حتى قبض الله روحه الطيبة
**********************
قال الله تعالى في سورة الحجر
" و َلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِين "
َاصحاب الحجر هم ثمود قوم صالح عليه السلام ، سمّوا بهذا الاسم لأنهم سكنوا بالحجر، والحجر هي إحدى المناطق التي تقع ما بين كل من بلاد الشام والحجاز في جنوب شرق مدين بالقرب من خليج العقبة، وتسمّى بمدائن صالح، وتعود أصول هؤلاء القوم إلى نفس اصول قوم عاد، ولكنهم سكنوا منطقة مختلفةفأرسل الله لهم نبيه صالح بن عبيد بن هشام الذي يرجع نسبه الى ثمود بن عاد بن آرم بن سام فكان من أشرافهم وكان يتصف بالعقل والحكمة فيرجعون اليه في خصوماتهم، ويسترشدون برأيه في مشاكلهم ، فامرهم نبيه الله بترك عبادة الاصنام وعبادة الواحد الدين وخاطبهم باللين والحكمة ولكنهم صموا آذانهم، وأنكروا عليه نبوته وسخروا من دعوته، وزعموا أنها بعیدة عن الحق، وأعلنوا أنهم لا يثقون فى دعوته ولا يطمئنون إلى قوله، وأنهم فى شك مما يدعوهم إليه ، لكن صالح عليه السلام لم يترك دوعة الله وظل يدعوهم ويعظهم فاراد القوم ان يتبينوا صحة دعوته فطلبوا منه أن يأتيهم بأية، وأن تكون هذه الأية ناقة عشراء يخرجها لهم من صخرة عينوها فأخذ صالح عليهم المواثيق والعهود أن يؤمنوا بالله ويصدقوه إذا أجابهم إلى طلبهم فأعطوه ميثاقهم، ودعى صالح ربه أن يجيبهم إلى طلبهم، فاستجاب الله تعالى له، وانفطرت تلك الصخرة عن ناقة عشراء ظلت ناقة صالح عليه السلام بين أظهر قومه حيناً من الدهر ترد الماء وترعى وتأكل يوماً وينتفعون هم بها يوماً، فلما طال عليهم الأمد تمرد المتكبرون منهم على أية الله، وتمادوا فى طغيانهم، وعقروا الناقة، معرضين عن كل النذر والتحذيرات بعدم عقرها، ثم سألوه فى استخفاف واستهزاء أن يعجل بعذابهم، وأن يأتيهم بما وعدهم إن كان مرسلاً من الله بحق فاخبرهم نبيهم ان العذاب واقع بهم بعد ثلاثة ايام فتحالفوا أن يتسللوا اليه فى جنح الظلام، ويباغتوه وأهله نيام، فيوقعوا به فى غفلة من الناس
**********************
اصحاب الايكة
في الجزء الشمالي الغربي من شبه الجزيرة العربية ضمن منطقة تبوك حاليًا في ارض الحجاز تقع مدين التي سكنها اصحاب الايكةوأطلق عليهم هذا الاسم لأنّهم كانوا يعبدون شجر الأيك ذكر الله في القرآن الكريم أنّ قوم مدين كانوا بالقرب من قوم ثمود، وأن سيّدنا موسى لجأ إليهم فارا من مصر وتزوج احد بناتهم ، وذكروا باسم أصحاب الأيكة في وقوله تعالى: (وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ)كان لأصحاب الأيكة من أهل مدين عادة سيئة جداً وهي أنهم كانوا يغشون في الميزان وينقصون المكيال واكثر من ذلك انهم كانوا يعبدون شجرة الايكة وهي شجرة غضة ملتفة كثيرة الاوراق فبعث الله عز وجل عليهم نبيه شعيب رضي الله عنه وأرضاه فدعاهم الى عبادة الله وأن ينتهوا عن الغش والتلاعب بالميزان وأوصاهم بان يقيموا حياتهم علي اساس العدل والاحسن وبشرهم وأنذرهم وبالغ في وعظهم، ولكن قومة قابلوا دعوته بالسخرية والاستهزاء والعصيانفدعا عليهم شعيب عليه السلام فاستجاب الله عز وجل دعاه وابتلي قومه بالحر الشديد، حتي ان الماء لا يروي طمأهم ولا تقيهم الظلال أو تمنعهم الجبال أو التلال من هذا الحر، ففر القوم هاربين ورأوا سحابة ظنوها مظلمة عن حرارة الشمس، فاجتمعوا تحتها وما إن اكتمل عددهم وصاروا جميعاً تحت الغمامة، حتي بدأت الغمامة ترميهم بأسراب من الشرر واللهب وجاءتهم الصيحة وعذاب عرف بالقران بعذاب يوم الظلة العظيم كاشارة الى الغمامة التي استظلوا بها وزلزلت الأرض تحت اقدامهم حتي هلكوا جميعاًقال الله تعالى في سورة الشعراء فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍقال عنه ابن كثير -رحمه الله- ذكر الله هلاك أصحاب الأيكة بثلاث صفاتٍ مختلفةٍ في ثلاث سورٍ: في سورة أخبر الله تعالى أنّهم أُهلكوا بالرجفة وهي حركة الأرض الشديدة والعنيفة،وفي سورة أخبر الله تعالى أنهم أُهلكوا بالصيحة التي أسكتتهم إلى الأبد،وفي سورة أخبر الله تعالى أنهم عذبوا بالحر الشديد حتى لم يجدوا ما يظلهم ثم أرسل الله عليهم سحابةً عظيمة فذهب أحدهم للاستظلال بها فأصابه البرد والراحة فذهبوا جميعهم للاستظلال بها فأرسل الله عليهم النار وهو المعروف بالقرآن بعذاب .
أنت تقرأ
ليهدينا الله
Randomالانسان احيانا ينشغل بأمور الدنيا لدرجة تجعله ينسى الآخرة هنا سأضع لنفسي بعض النصائح و الأدعية و القواعد لأتشارك و إياكم فضلها و ثوابها ... لعل الله يهدينا و يغفر لنا ذنوبنا