الفصل الثاني عشر

179 66 22
                                    

مساء ليلة مظلمة ؛ رغم ركود اجوائها في الخارج عجت أروقة ذلك المنزل الواسع بصوت صيحات الصغيرة يوورا مما أفزع النيام
اجتمع والدها وجدتها ومينا في غرفتها هرعين على صوت بكائها وصراخها ؛ كان دونغهي اول من وصل اليها فأخذها في حضنه وهو يجلس على سريره متسائلاً بقلق : ما الذي يبكيكِ يوورا ؛ ما الذي حدث ؟؟

تمسكت فيه باكية وهمست من بين شهقاتها : رأيت كابوساً مرعباً !!

ربت على شعرها الحريري بحب وطبع قبلة رقيقة على جبينها يطمئنها بينما تساءلت السيدة بتعب : ما هو ذلك الكابوس الذي ارعبك يا صغيرتي ؟؟

تمسكت اكثر بملابس والدها وهي تخفي وجهها في صدره : كنا انا وابي وحيدين بينما يلاحقنا وحش مخيف يود ابتلاعنا ، لكن ابي استمر في الوقوف مكانه دون ان يهرب منه !

تنهدت الجدة بسكون ونظرت الى ابيها الذي اشار لها برفق انه سيعتني بالأمر فتقدمت منها مينا تدعوها بلطف : من الأفضل ان تعودي الى فراشك يا خالة ، دونغهي سيعتني بيوورا والارهاق بادٍ على ملامحك !

اشارت موافقة وهي تضع يدها بيد مينا التي ساعدتها على السير : لقد فزعت واتيت بسرعة لهذا اشعر بالتعب !

غادرت رفقة مينا الى غرفتها في حين استمر دونغهي بمحاولاته لتهدئة روع صغيرته متكلماً برفق : ما الحاجة لكل هذا الخوف ، انه حلم وانقضى وها نحن معاً بخير لم يتمكن شيء من ايذائنا ، عودي للنوم الان وسيكون كل شيء بخير

سكنت دموعها الى ان رجفة صوتها لم تختفي وهي تسأله تخوفاً : ماذا لو عاد ذلك الحلم ليزعج نومي ؟

ترك قبلة اخرى تلامس خدها الناعم الممتلئ وهو يطمئنها : سأبقى بجوارك هذه الليلة وبذلك لن تزوركِ اي كوابيس .

استكانت قليلاً في حضنه وهو يربت عليها بعطف قبل ان تسأله : ربما لو انك استجبت لندائي وهربت معي ما كان ذلك الوحش المخيف ليلتهمنا !

ابتسم متكلماً بثقة : والدك ليس رجلاً يجيد الهرب بل المواجهة ، اتعتقدين ان ذلك الوحش تمكن من التهامك بوجودي ، انا قوي بما يكفي لصده ، لن اسمح له بإيذائك ابداً .

نظرت اليه بشك فرفع ذراعه امامها مستعرضاً : كيف يزورك الخوف ووالدك رجل قوي ، ألا ترين عضلاتي ، سأطيح بكل ما يخيفك ارضاً ، ذلك الوحش لن يتمكن من التغلب علي لذلك توقفي عن الخوف ونامي بأمان فأنا الى جانبك ..

ابتسمت بنعومة واخفت رأسها في حضنه ضاحكة ؛ اما هو فتنهد بسكون على امل ان يكون قد طرد الخوف عنها
دخلت مينا الغرفة بخطوات مترددة تتأملهما بقلق تتساءل في نفسها ان كانت الصغيرة بحال أفضل فتحرك دونغهي في مكانه لتراها

" وَهَج " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن