الفصل الرابع عشر

187 70 46
                                    

مساء تلك الليلة ؛ كانت تجول في الصالة تقطعها ذهاباً وإياباً بعدما تآكل قلبها من شدة القلق
انتظارها الطويل انتهى اخيراً بدخوله للمنزل فسارعت اليه بخطواتها لتراه بحاله تلك ؛ مترهل الأكتاف مخطوف اللون بادٍ عليه ما غزاه من خوف وتعب

سألها بعدما وجد من صمتها وهي تحدق بحالته : ما الذي يبقيكِ مستيقظة حتى الان ؛ الوقت متأخر ؟

بهدوء رددت : كيف يزورني النوم ولم اعلم بعد كيف حال الخالة ؟

همهم بسكون : انها بحال جيدة ؛ اخبرنا الطبيب انها بحاجة للمكوث في المشفى وقتاً اطول بعد لتبقى تحت المراقبة ، لا اخفيك امراً كانت حالتها حرجة عند وصولها للمشفى لكن لحسن الحظ تمكن الاطباء من السيطرة على الأمر .

بان التأثر في نظراتها وهمست بخفوت والحزن يعتريها : اتمنى ان تتحسن حالتها بأقرب وقت ..

حرك رأسه موافقاً ثم سألها باهتمام : ماذا عن يوورا ؛ هل هي بخير ؟

اشارت موافقة بابتسامة صغيرة : لقد ذهبت للنوم بعد ان تناولت طعام العشاء ؛ لا حاجة للقلق عليها فسأعتني بها جيداً حتى انقضاء هذه الغمامة وعودة الخالة الى المنزل بأفضل حال

بخفوت همس : اشكرك .

عدة ايام قليلة مضت بقيت فيها السيدة لي طريحة الفراش في المشفى ؛ وخلال تلك الأيام كان دونغهي مرابطاً عندها في المشفى ، حالما ينتهي من عمله يذهب اليها ويبقى بجوارها حتى انتصاف الليل عندما يتأكد انها نامت بسلام فيعود ادراجه الى منزله
وكما كل ليلة من الليالي السابقة ؛ عاد الى المنزل بوقت متأخر من الليل ، قصد غرفة يوورا أولاً ليطمئن عليها فهو لم يراها بشكل مناسب منذ دخلت والدته المشفى .

دخل غرفتها وتقدم بخطواته الهادئة حيث سريرها وحدق فيها بهدوء وهي تنام كالملاك في فراشها
مال اليها ليقبل جبينها بنعومة وحب حذراً حتى لا يوقظها من عميق نومها ، ثم ربت على شعرها الحريري برفق يرسل لها همسات اعتذاره بسبب انشغاله عنها .

ارسل نظراته متنهداً الى تلك التي تجلس على مقعد قرب سريرها وتضع رأسها غافية على السرير ليبتسم بصمت
يبدو انها بقيت بجوارها حتى غلبها النوم هناك !
بداخله كان ممتناً لها لانها تعتني بيوورا جيداً في وقت انشغاله عنها ؛ وما كان ليشعر بالراحة اذا لم تكن هي بجانبها
لا يمكنه تصور كم العناء الذي سيتكبده لو لم تكن مينا في حياتهم ؛ وكيف كان سيوزع نفسه لرعاية والدته التي في المشفى ويوورا الوحيدة في المنزل !
في النهاية هي ازالت قدراً كبيراً من الحِمل عنه وخففت من مسؤولياته بوجودها ولذلك هو شاكر لها ..!

" وَهَج " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن