مساء تلك الليلة ؛ كانت تجول في الصالة تقطعها ذهاباً وإياباً بعدما تآكل قلبها من شدة القلق
انتظارها الطويل انتهى اخيراً بدخوله للمنزل فسارعت اليه بخطواتها لتراه بحاله تلك ؛ مترهل الأكتاف مخطوف اللون بادٍ عليه ما غزاه من خوف وتعبسألها بعدما وجد من صمتها وهي تحدق بحالته : ما الذي يبقيكِ مستيقظة حتى الان ؛ الوقت متأخر ؟
بهدوء رددت : كيف يزورني النوم ولم اعلم بعد كيف حال الخالة ؟
همهم بسكون : انها بحال جيدة ؛ اخبرنا الطبيب انها بحاجة للمكوث في المشفى وقتاً اطول بعد لتبقى تحت المراقبة ، لا اخفيك امراً كانت حالتها حرجة عند وصولها للمشفى لكن لحسن الحظ تمكن الاطباء من السيطرة على الأمر .
بان التأثر في نظراتها وهمست بخفوت والحزن يعتريها : اتمنى ان تتحسن حالتها بأقرب وقت ..
حرك رأسه موافقاً ثم سألها باهتمام : ماذا عن يوورا ؛ هل هي بخير ؟
اشارت موافقة بابتسامة صغيرة : لقد ذهبت للنوم بعد ان تناولت طعام العشاء ؛ لا حاجة للقلق عليها فسأعتني بها جيداً حتى انقضاء هذه الغمامة وعودة الخالة الى المنزل بأفضل حال
بخفوت همس : اشكرك .
عدة ايام قليلة مضت بقيت فيها السيدة لي طريحة الفراش في المشفى ؛ وخلال تلك الأيام كان دونغهي مرابطاً عندها في المشفى ، حالما ينتهي من عمله يذهب اليها ويبقى بجوارها حتى انتصاف الليل عندما يتأكد انها نامت بسلام فيعود ادراجه الى منزله
وكما كل ليلة من الليالي السابقة ؛ عاد الى المنزل بوقت متأخر من الليل ، قصد غرفة يوورا أولاً ليطمئن عليها فهو لم يراها بشكل مناسب منذ دخلت والدته المشفى .دخل غرفتها وتقدم بخطواته الهادئة حيث سريرها وحدق فيها بهدوء وهي تنام كالملاك في فراشها
مال اليها ليقبل جبينها بنعومة وحب حذراً حتى لا يوقظها من عميق نومها ، ثم ربت على شعرها الحريري برفق يرسل لها همسات اعتذاره بسبب انشغاله عنها .ارسل نظراته متنهداً الى تلك التي تجلس على مقعد قرب سريرها وتضع رأسها غافية على السرير ليبتسم بصمت
يبدو انها بقيت بجوارها حتى غلبها النوم هناك !
بداخله كان ممتناً لها لانها تعتني بيوورا جيداً في وقت انشغاله عنها ؛ وما كان ليشعر بالراحة اذا لم تكن هي بجانبها
لا يمكنه تصور كم العناء الذي سيتكبده لو لم تكن مينا في حياتهم ؛ وكيف كان سيوزع نفسه لرعاية والدته التي في المشفى ويوورا الوحيدة في المنزل !
في النهاية هي ازالت قدراً كبيراً من الحِمل عنه وخففت من مسؤولياته بوجودها ولذلك هو شاكر لها ..!
أنت تقرأ
" وَهَج "
Romanceوما بين حُبٍّ وحُبٍّ، أُحبُّكِ أنتِ وما بين واحدةٍ ودَّعَتْني وواحدةٍ سوف تأتي أُفتِّشُ عنكِ هنا وهناكْ كأنَّ الزّمانَ الوحيدَ زمانُكِ أنتِ كأنَّ جميعَ الوعود تصبُّ بعينيكِ أنتِ فكيف أُفسِّرُ هذا الشّعورَ الذي يعتريني صباحَ مساءْ