تعالت صيحات انفاسه تسأله التهور من جديد وتذوق حلاوة شفتيها مرة اخرى لكنه كان يحاول استشفاء ردها اولاً فنطقت اخيراً بذهول تسأله : هل انا احلم ؟!
رد عليها بقبلة اخرى غرسها على شفتيها ؛ باح لها بقبلاته انه غدا مُتيماً بها ايضاً ، وانه وقع في حبها اعمق مما تخيل
اراد ان يذيقها لذة مشاعره لتتأكد انه ليس حلماً سيسرقها منه طلوع الصباح وانه ملكها بكل مشاعره ورجولتهتمايل بين شفتيها بتناغم مع وقع انفاسها التي بدأت تبادله رويداً رويداً ؛ انصهر بحرارة قبلاتها ولذة انفاسها التي ذابت في فمه بحلاواتها
ولما تمكن منهما الهوى ابعدها برفق وفصل قبلتهما تلك لينظر في ملامحها المغيبة في هواه وهمس منتشياً : ألازلتِ في شكٍ ان كان هذا حلماً ام لا ؟لم تجبه ؛ تمسكت بياقة قميصه تشده اليها اكثر واغلقت عينيها وهي تبادر بتقبيله هي هذه المرة متذوقة عذوبة قبلاته التي حررت مشاعرها اخيراً
اما هو فضمها الى صدره اكثر مستشعراً وجودها بين ذراعيه ؛ أخلت بتوازنه وفجرت براكين ظنها خاملة من المشاعر في داخله فما عاد يقوى على مقاومتها
فلتت عياراته وما عاد بوسعه كبح جماح مشاعره اكثر ؛ لا يسعه العيش بدونها فترك خيوله تجري اليها بجنون حب استعمر قلبه وهيمن على قسوته وعناده ...صوت انفاسهما المحمومة بلوعة العشق كان وحده ما يسكن هدوء الممر حتى داهم صوت يوورا اهات الهوى عندما تكلمت بصوتها شبه النائم : ابي ؟
ابتعدا عن بعضهما بسرعة على وقع صوتها الطفولي ؛ تراجعت بخطواتها الضعيفة حتى الجدار لتسند جسدها الذي كاد يتهاوى بها ارضاً خوفاً وولهاً
اما هو فابتلع بقايا انفاسها التي ذابت في فمه وتقدم بخطواته نحو ابنته التي كانت تحمل باحدى يديها دبدوبها المحشو وبالاخرى تفرك عينيها الناعستينانحنى قليلاً اليها ووضع كفه على رأسها متسائلاً بسكون : نعم يا صغيرتي ؟
ابتسمت بسعادة واحاطت عنقه بذراعيها الصغيرتين ليرفعها الى حضنه وهي تتكلم باندفاع : لقد عدت اخيراً ؛ اشتقت لك كثيراً !
همهم برفق وهو يمضي بها نحو غرفتها ليعيدها الى فراشها مصغياً لعتابها الطفولي على غيابه الطويل واهماله لها .
ترك وراءه تلك الفتاة تلتقط انفاسها بصعوبة ؛ امسكت قلبها الذي شعرت به يتبعثر كذرات الغبار وابتسمت بغير تصديقكتمت لهفة مشاعرها وجرت الى غرفتها ؛ اغلقت الباب على نفسها ورمت بجسدها على السرير واخذت تتقلب عليه بحماس تعيد تدوير ما حدث في عقلها
لقد طلب منها ان تبقى بجانبه ؛ والأدهى من ذلك قبلته تلك ، بل كل تلك القبلات التي جرفتهما بعيداً في فضاء مهول
![](https://img.wattpad.com/cover/326911824-288-k633769.jpg)
أنت تقرأ
" وَهَج "
Romanceوما بين حُبٍّ وحُبٍّ، أُحبُّكِ أنتِ وما بين واحدةٍ ودَّعَتْني وواحدةٍ سوف تأتي أُفتِّشُ عنكِ هنا وهناكْ كأنَّ الزّمانَ الوحيدَ زمانُكِ أنتِ كأنَّ جميعَ الوعود تصبُّ بعينيكِ أنتِ فكيف أُفسِّرُ هذا الشّعورَ الذي يعتريني صباحَ مساءْ