الفصل الثامن

458 56 9
                                    

الفصل الثامن

فتحت عيونها بتثاقل تتمنى أن كل ما حدث معها يكون مجرد كابوس بشع وأنتهى لكنها صدمت حين وجدت جدران الغرفة المغطاه بأوراق حمراء اللون وسقفها المنقوش بالأسود لطيور جارحه تحمل بين منقارها أشياء تقطر دمًا
أنتفض جسدها وهي تعتدل جالسه لتجد فتاة رقيقه الملامح رغم ألوان زينتها التي تميل إلى الأسود تنظر إليها وتبتسم
ظلت صامته لا تعلم ماذا عليها أن تقول أو تفعل لتقترب منها جاكلين وهي تقول
- مراقبتك خلال نومك أمر حقًا ممتع
لتقطب هانيبال حاجبيها بأندهاش لتجلس جاكلين على طرف السرير
- أعلم إنكِ تشعرين بالصدمه، و الذهول، وأيضًا تشعرين بالخوف  وكأن العالم بأثره أنقلب وتحول، لكن أريدك أن تعلمي شيء هام جدًا
وضعت يديها فوق ساق هانيبال وربتت عليه بود وأكملت
- أنتِ تنتمين لهذا البيت، أنتِ تنتمين لهذة العشيرة هانيبال لا تشعري بالغُربه أو الضياع أكتشفي ذاتك وقدراتك وأنتبهي إننا جميعًا بحاجتك وأولنا أسد
كانت تستمع لكلمات جاكلين وهي تحاول إستيعاب كلماتها لكن كيف تكون بكل تلك الأهمية بالنسبه لهم إعتدلت جالسه على ركبتيها وهي تقول
- أريد أن أفهم كل شيء، كيف أكون بهذه الأهمية لكم، وكيف أساعدكم؟
أبتسمت جاكلين وهي تقول بود
- أستمعي إذًا لتاريخ العشيرة وتعرفي على هانيبال الجديدة
~~~~~
بمفرده وبدون رجاله توجه لمنزل ريان الذي لا يجيب على هاتفه، هو لا يفهم هل هذا وقت الإختفاء؟ ومنذ متى يحتاج إليه ولا يجده؟
أوقف السيارة أمام بيته و ترجل منها وبمفتاحه الخاص فتح الباب ودلف إلى البيت ليصدم بما يراه أمامه
ريان يجلس أرضًا أسفل قدمي شيراز يستند بظهرة للكرسي المجاور للأريكة عيونه ثابته عليها أقترب بخطوات ثابته وقوية يصدح صداها في المنزل لكن ذلك السارح لم يشعر به أو يسمعه
أقترب منه وربت على كتفه وهو يقول
- ماذا حدث ريان؟
رفع ريان عيونه إلى أسد والصدمه تبدوا واضحه عليه ليقف سريعًا وأنحنى بأحترام وقال
- سيدي ... أعتذر منك ... أنا ..
ليقاطعه أسد وهو يقول بقلق
- أخبرني ما حدث ريان وماذا حدث لشيراز؟
كان ينظر في إتجاهها حين نطق إسمها ليلاحظ آثار أنياب ريان على ذراعيها و أثر بسيط لجرح عند بداية معصمها لينظر إليه من جديد بأستفهام صامت ليقول ريان وهو يجلس على ركبتيه أمام أسد
- لقد خرقت القوانين يا سيدي لكنني لم أستطع أن أتحمل خسارتها
- أخبرني ماذا فعلت؟
سأله وهو يمسك كتفيه ليخبره بما أقدمت عليه وما فعله ليقول له بغضب شديد
- أنها بحاجه الي دمائك حتى يتم تحولها وتعود للحياة
لتجحظ عيون ريان بصدمه، كيف نسي هذا الأمر وركض إلى المطبخ وأحضر سكين وشق معصمه وقربه من فمها يقطر بداخله قطرات دمه في البدايه تجمعت الدماء داخل فمها لكن بعد عدة لحظات بدأت في إبتلاع الدماء فحلقها بدء يتحرك ليبتسم وهو يقرب معصمه من فمها أكثر وأسد يراقب ما يحدث وعقله لا يتوقف عن التفكير
لكنه أنتبه بكل حواسه حين لاحظ إنضمام فكيها على ذراع ريان وبدأت هي في مص الدماء منه وريان غائب في إستعادتها لوعيها ولم يلاحظ أنها شربت الكثير من الدماء ليقترب منهم وأمسك معصمه وحاول جذبه من فمها لكنها أصبحت تغرز أسنانها به بقوه جعلته يستمجع كل قوته حتى يبعدها عنه وإلا سيخسر صديقه إلي الأبد وحين مد يده الاخرى حتى يمسك رأسها فتحت عيونها ليصدم بالغضب الساكن بهم والذي يجعل لونهم الأحمر يتوهج وكأنه نار مشتعله لكنه قال وهو ينظر في عمق عينيها
- أتركيه سوف تقتليه.
مرت عدة ثوانِ دون جديد وقرر أن يتدخل بالفعل دون أي مساحه للمشاعر فصديقه أهم منها لديه بكل تأكيد لكنها تركته
وبحركه واحده كانت تقف أمامهم تنظر إليهم بغضب و تحفز ليسقط ريان أرضًا يشعر بالهزال ولا يستطيع رفع حتى عينيه لهم لكنها قالت بصوت أجش أثر الدماء التي تملىء معدتها وحلقها و تشوه ملامح وجهها الملائكي
- ماذا فعلتم بي؟
قرر أسد إستخدام قدارته في تلك اللحظة لتظهر أنيابه و عاد لون عينيه إلى طبيعتهم الخاطفه للأنفاس بلونها الأحمر التي تتوسطها نجمه ذهبيه وبدء جسده في التمدد قليلاً حتى أصبحت ترفع رأسها بشده حتى ترى وجهه وقال
- أنا ألفا سيدك الأن أنحنى بأحترام و عليكي أن تقسمي بالعهد القديم و بدماء الأسلاف على الطاعه والخضوع وإلا أصبحتِ عدو لدود ولن أشفق عليكِ حين أشرب كل دمائك حتى آخر قطرة.
ظلت عيونها شاخصه إلى الأعلى لكن جسدها إستجاب لطبيعتها الجديدة الذي استسلم بالكامل أمام ألفا وحين أخفضت عيونها وجدت ريان ورغم هزلان جسده يجلس على ركبتيه أسفل أقدام أسد ينحني بأحترام لتفعل مثله وكأنها أصبحت مغيبة العقل
أبتسم أسد بأنتصار وهو يتراجع خطوه للخلف ليصبح الإثنان أمامه في وضعية الركوع بأحترام لقائد العشيرة ورغم أن تلك القوانين الذي يبغضها بشده كونها تجعل من صديقه المقرب مجرد خادم أسفل قدميه إلا أنها الأن ساعدته في إنقاذ صديقه و إنقاذه هو الأخر ، فتلك الفتاة ورغم صغر حجمها إلا أنها قادرة على الفتك بهم الأن كونها مولده جديده وها هو إختراق جديد للقوانين.
~~~~~~~
وصلت إلى المكان المتفق عليه، ومن قبل أن تراه شعرت بوجوده أنفاسه لامست وجنتها وكأنه يقف جوارها الأن و يلتصق بها رغم أنها ترى ظهره الممشوق بعضلاته البارزه ويده المعقوصه خلف ظهره وسيقانه القويه وقامته الطويله تخلق حوله هاله من الهييه تجعل كل من يراه يسلم في طاعه
لكن هي .... هي فقط من جعلت ذلك الذئب القوي يركع أسفل قدميها متوسلا حبها و قربها
أقتربت بخطواتها الرشيقه وهدؤها المعتاد شعر بها كما من اللحظه الأولى، عطرها المميز حتى أنه يشعر الهواء من حوله يختلف يتشكل برقه حتى يناسب قدها الميال لتعزف بخطواتها داخل قلبه  أجمل الألحان
ألتفت ينظر إليها بملامحه الرجوله شديدة الوسامه وأبتسامته التي لا تظهر أسنانه لكن بسببها عيونه تبتسم بشكل يجعلك تتمنى أن تقبلها حتى تحتفظ بتلك الإبتسامة إلى الأبد
- تأخرت كثيرًا جوزال
وقفت أمامه وبأبتسامه رقيقه قالت
- لقد حضرت في موعدي
أبتسم وهو يقول بلوم كبير
- أنتِ تعلمين مقصدي جيدًا جوزال لكنني لن ألومكِ
صمت لثوانِ ثم قال بجديه
- أخبريني الأن بماذا تأمرني السيدة جوزال سيدة أصحاب الدماء البارده
أقتربت منه خطوه و نظرت إلى عينيه وقالت
- قوانين العشيرة قد إخترقت والحرب على وشك أن تندلع وإبني على شفا حفره
قطب جبينه بحيره ثم قال باستفهام
- وماذا تريدين بالتحديد؟
أحتضنت يديه بتوسل قائله
- هل هناك مجال للتحالف بيننا ونتعاون في تلك الحرب وفي مواجه من جعلوا بيننا عداوه دون داع و زرعوا الغضب والحقد بيننا.
صمت يعقوب عيونه تقول الكثير فهمته وعلمت ما يفكر فيه وما سيواجه من مواقف ومعارضات من أفراد قبيلته لكنها تحتاج إليه
تراجع للخلف خطوتان حين جثت على ركبتيها أمامه وهي تقول
- أرجوك يعقوب ساعد إبني فهو بحاجتك لن أتحمل خسارته
أقترب منه يوقفها على قدميها وهو يقول
- ماذا تفعلين جوزال؟ كيف تفكرين في الركع أمامي؟ هل تتخيلين أنني سأقبل بهذا؟
كانت عيونها ترجوه وتتوسل إليه ليكمل كلماته
- لم ولن أخذلك جوزال حتى لو حاربت بجانبكم بمفردي، لا تقلقي أنا بجانبك دائمًا ومستعد للموت من أجلك
أبتسمت أبتسامه شكر وأمتنان وعيونها تخبره بكل ما عجز لسانها عن قوله ليمسك يدها يقبلها بحب وأحترام وقالت عيونهم ما خبئه القلب وعجزت ألسنتهم عن البوح به طوال سنوات حياتهم وعادت العهود القديمه من جديد.

أسير دمائهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن