أسير دمائها

الفصل السادس عشر

الفصل السادس عشر
عاد أسد الي القصر وعقله في حيره شديدة .. كيف يساعد صديقه فيما وصل اليه .. هو لم يمر بشيء مثل هذا من قبل .. ليس لديه سوا والدته هي من تسطيع مساعدته
حين دلف من باب القصر وجدها تجلس في مكانها المعتاد .. رغم ازدحام القصر .. الا أنها تستطيع بكل هدوء السيطرة على كل شيء وترتيب كل شيء .. أقترب منها وجلس أمامها وهو يقول بقلق
-ريان لديه مشكله كبيرة
نظرت اليه بأهتمام ليقص عليها كل ما علمه من شيراز .. لتقف جوزال وهي تقول بقلق
-كيف يفعل هذا؟ كيف يقع في ذلك الخطأ الكبير
ليقف أسد وهو يقول بخوف حقيقي على صديقه
-ماذا تقصدين؟
-محرم على العشيرة شرب الدماء من بعضهم بعضا .. هذه ميزه خاصه للألفا فقط ومن يقوم بهذا الفعل يكون عقابه خساره قدراته .. وهناك ما هو أكثر من ذلك
قالت موضحه العواقب والغضب يرتسم على ملامحها .. لتتهدل اكتاف أسد بحزن مخلوط بغضب .. الحب أعمى صديقه عن كل شيء .. أن شيراز أفقدته عقله الراجح .. مع قلبه لكنه انتبه من أفكاره وهو يسأل
-ما هو أكثر! .. ماذا تقصدين؟
صمتت ولم تستطع الرد على سؤاله لكن الاجابه كانت واضحه دون اي شك .. لينظر الي مكان وقوف صديقه والخوف يطل من عينيه ..لكنه عاد بنظره الي والدته وقال بتوسل
-مؤكد هناك حل .. انا لا أستطيع تحمل خسارة صديقي
تحركت خطوتان تنظر بعيدا عن عينيه التي تتوسلها ويرتسم بها الخوف التي تراهم لأول مره لكن ليس بيدها شيء .. هي لم ترى حاله مشابه من قبل .. ألتفت اليه وقالت
-سوف أبحث عن حل أسد .. دع الامر لي
ظل صامت وهو واقع في حيرة كبيره لكنه أومئ بنعم .. وقبل ان يقول أي شيء سمع صوت رنين هاتفه ليقطب جبينه وهو يرى اسم المتصل
********************
أجتمع أسد ويعقوب بناء على طلب الاخير بعيد عن الجميع
وصل أسد الي المكان المحدد ليجد يعقوب يقف هناك يعطيه ظهره .. تأكد من المكان انه خالي تماما .. فالمكان صحراء واسعه وكبيرة .. ترجل من السيارة ليلتفت يعقوب اليه .. ولا يظهر على وجهه اي تعابير .. أقترب أسد منه وأول ما وقف أمامه رفع يديه وضربه لكمه قويه في وجهه ليترنح يعقوب من قوه الضربه .. وأيضا المفاجئه لكنه تمالك نفسه سريعًا وأقترب من أسد وهو يقول
-أريد تفسير لما فعلته .. حتى يهدء الذئب الذي بداخلي أسد
ليبتسم أسد أبتسامة صغيرة جانبيه وهو يقول
-لماذا لم ترد اللكمه .. هل السبب في ذلك حبك لوالدتي؟!
ليقطب يعقوب حاجبيه لثانيه واحده فقط .. ثم أبتسم أبتسامه لا تظهر أسنانه ثم قال
-معك حقك .. كرامه للسيدة جوزال انا احاول التحكم في الذئب الذي بداخلي .. وليس هذا فقط
ليرفع أسد حاجبه بأستفهام ... ليكمل يعقوب كلماته
-أحتراما للمعاهدة التي بيننا .. وللدماء التي سالت دون وجه حق
تنهد أسد ثم نظر الي الجهه الاخرى وظل الصمت سيد الموقف لعده ثوان ثم قال
-لست نادم على لكمك .. وسيكون لنا حديث طويل لكن بعد الانتهاء منهم
ليبتسم يعقوب وهو يومئ بنعم .. وقرب وجهه من وجه أسد وقال
-إذا أنت مدين لي بلكمه .. وانا لا أترك حقي أبدا
ليضحك أسد وهو يتحرك ليقف في ظهر يعقوب وقال
-لماذا طلبت أن نلتقي هنا يعقوب؟
التفت يعقوب ينظر لظهر أسد وقال
-اريد أن نضع خطه مناسبه ويكون لها بدائل أيضًا .. ليكون لنا الأفضليه في تلك الحرب .. وحتى نتجنب الخسائر في الارواح .. وتكون بيننا فقط لا يعلمها سوانا والمقربين فقط
قطب أسد حاجبيه وقال بأستفهام
-هل لديك شك تجاه أشخاص محدده؟
هز يعقوب راسه بلا .. وقال موضحا
-لا يوجد شيء محدد لكن ما قاموا به قديما كان بسبب خيانه بعض الافراد حول البارون .. هل تفهم ما أقصد
ظل أسد صامت لثوان ثم أومئ بنعم.. وقال بتفكير
-وما هي خطتك
أقترب يعقوب منه وهمس قائلا
-أسمعني جيدا
************************
كانت هانيبال تقف في حديقه القصر مع جاكلين وبعض نساء العشيرة .. تشاهد قدراتهم المختلفه بأنبهار .. لا تعلم أذا تحولت وأصبحت مثلهم .. هل سيكون لها قدرات مثلهم .. ام هذه القدرات فقط لهم
وكأن جاكلن علمت ما يدور برأسها .. لتقترب منها وهي تقول
-العشيرة بأكملها متحوله .. لا يحدث الانجاب الا من الالفا فقط .. وبما اننا نادر ما يقتل مننا احد فالعشيرة كما هي منذ سنوات .. والزيادة تحدث ببطئ شديد
أومئت هانبيال بنعم .. ثم اقتربت من أذن جاكلين وقالت
-أصبح أسد يستطيع قرأة أفكاري
لتبتسم جاكلين وهي تقول
-حقًا هانيبال .. أنا سعيده بك حقًا .. لقد تغلبتي على خوفك إذا
اومئت هانيبال بنعم .. وهي تقول موضحه
-حين أكون بالقرب من أسد أشعر بثقه كبيرة وقوه لا أفهم سببها .. وكأنني حقا خلقت في هذا العالم .. لأكون فرد من العشيرة
أقتربت احدى الفتايات من هانيبال وقالت بأبتسامه سمجه
-كم انتِ محظوظه هانيبال كونك انثى الالفا .. لو تعلمين ماذا ينتظرك
تحفزت جاكلين بسبب كلماتها لكن هانيبال قالت بأبتسامه
-أستطيع ان أتخيل ..لكن هناك شيء هام قد غاب عن ذهنك
لتقترب منها الفتاه وهي تقول بنفس الابتسامه السمجه
-ما هي ؟
-الثقه والترابط الخاص بينهم .. والاهم من كل ذلك وما تريدين تجاهله هو ان ألفا لا يرى سوا انثاه فقط .. وجميع النساء بالنسبه له متشابهون
كتمت جاكلين ضحكاتها وكذلك باقي النساء الواقفات .. لتغادر الفتاه دون كلمه أخرى وأخذت جاكلين هانيبال وعادو الي القصر وفي الطريق قالت لها بسعاده وفخر
-أنتِ لست هينه أبدا هانيبال
لتضحك هانيبال وهي تقول بصوت مرتعش
-صدقا انا لا أعلم كيف قولت هذا .. من أين أتت تلك القدره على الرد وعدم الخوف
لتقف أمامها جاكلين وقالت بتوضيح
-هذا تأثير ألفا .. ولكي تتأكدي إنك من العشيرة ولست غريبه عنا
اومئت هانيبال بسعاده حين شعرت بألم قوي في معدتها ... سقطت على أثره أرضًا
*******************
اجتمعت بعض نساء العشيرة فيغرفه هانيبال بعد أن حملها اسد اليها .. وكان من بينهم طبيبه وقعت الكشف عليها .. وحين انتهت قالت بأبتسامه واسعه
-مبارك لألفا .. سيصبح أبًا
لتبتسم جوزال بسعادة وتحركت تغادر الغرفه حتى تبشر أسد في نفس الوقت التي ضمت جاكلين هانيبال الي صدرها وهي تقول بسعادة
-مبارك يا سيدة العشيرة .. مبارك لنا جميعا
فتحت جوزال الباب وهي تقول بسعادة
-مبارك ألفا .. مبارك للعشيرة .. مبارك لنا جميعا .. سوف تصبح أبًا
ليبتسم أسد وهو يضمها بقوه قائلا بسعادة
-مبارك يا أمي
وتركها ودلف الي الغرفه لتغادر باقي النساء واغلقوا الباب خلفهم ليقترب من السرير وعيونه تنطق بسعادة .. يعجز لسانه عن وصفه لكنه ضمها الي صدره وهو يقول
-مبارك حبيبتي مبارك سيدة العشيرة .. مبارك يا سيدة قلبي وحياتي
لم تستطع أن تجيب سيل كلماته التي تخترق قلبها العطش لذلك الحب والاهتمام .. أنحنى يقبل راسها ثم وجنتيها .. ولحقهم بقبله عميقه شغوفه على شفتيها وأستسلمت هي بكل حواسها
***************
كان ريان يجلس في الحديقه مجهد .. ليقترب منه دانيال وهو يقول بقلق
-سيد ريان ماذا بك؟ هل أنت بخير؟
نظر اليه ريان ببعض التشتت وقال
-انا بخير أشعر فقط بالعطش
ليقول دانيال ببعض المرح
-لدي صيد صابح وساخن .. هل تقبل أن تشاركني
ليبتسم ريان أبتسامة ضعيفه وقال
-أشكرك دانيال .. أنت صديق جيد
ليساعده دانيال على الوقوف وتوجهوا الي الغرفه .. اغلق الباب وجلسوا معا يرون عطشهم بصيد ساخن .. لكن ريان كان في حال يرثى لها .. فهو تائه وكأنه لا يعلم ماذا عليه أن يفعل
وفي نفس الوقت كانت شيراز .. تجلس في المطبخ تمسك كوب كبير من الدماء تتناوله بهدوء وهي تبحث عبر الشبكه العنكبوتيه عن كل الكتب و الاساطير التي تتحدث عن مصاصي الدماء تحاول البحث عن حل لحاله ريان التي كانت هي السبب الاساسي بها .. حتى انها لم تشعر انه قدر أكثر من ثلاث ساعات ... لكن هذا الوقت لم يمر هبائًا .. لقد وصلت لشيء ما لكنها لا تعلم هل سيجدى .. لكنها ستحاول على كل حال حتى لو في الأمر موتها هي لن تتخازل أبدا
***************
مر يومان كان الجميع في ترقب .. فقد طلب أسد أجتماهم جميعا والليله الموعده قد أقتربت .. وأصبحت طول الحرب أصواتها تملىء الاجواء .. خاصه وبعد أجتماع العشيرة بأكملها مع الذئاب في نفس المكان الذي أجتمع فيه مع يعقوب .. ليكون مكان لتدريب الجميع معا .. و الان و بما أن غدا اليوم المعهود والمنتظر لابد ان يطلعهم جميعا على الخطه .. أو نصفها فقط .. وفي الاساس هناك خطه اخرى بديله لكن لينهي ما يريد فعله الان
أقترب من مكان تجمعهم وجواره يعقوب .. وخلفهم هانيبال، وجاكلين، وجوزال .. ومن الجهتين ناحيه أسد ريان وخلفه دانيال
ومن جه يعقوب ستيف وخلفه حكيم .. وبعد ذلك بعض قاده الذئاب وكذلك بعض الرجال من العشيرة
أشار يعقوب لأسد ان يبدء الحديث .. ليتقدم خطوه وهو يقول
-غدا حرب البقاء .. حرب انتصار الحق على باطل عاش لسنوات يتحكم فينا ويحاول أن يحولنا الي مجرد تابعين خاضعين دون عقل او حقوق .. يريد ان يستولى على كل ما لدينا حتى عقولنا .. اليوم سوف أخبركم بالخطه التي سنواجه بها عدونا غدا .. ولتعلموا شيء ما أن الذكاء في التصرف اهم كثيرا من التصرف نفسه وأهم من القوه الجسديه .. ونحن الان لدينا نقطه قوه أضافيه .. الذئاب وهذا سيجعلنا في مركز قوه خاصه بجهل القاده بتحالفنا مع الذئاب
صمت لثوان ثم أكمل وهو يشير الي يعقوب
-الفا الذئاب لديه ثأر مع قادة العشيرة الظالمين .. يريد ان يسترد حق والده .. يساعدنا لانه أيضا يحتاجنا .. إذا نحن جميعا في نفس القارب .. وسبيل النجاه هو الاتحاد والثقه
ليهلل الجميع تشجيعا وحتى يثبتوا انهم يوافقون على كلمات حاكمهم .. ليكمل أسد كلماته
-الخطه كالتالي .. الذئاب لن تظهر منذ البدايه .. ستكون مفتاحنا السري وعامل المفاجئه التي سيرجح كفتنا .. وأيضًا نصف العشيرة سيكون مختبئ مع الذئاب حتى يبدوا الامر امام قاده العشيرة ان عدد قليل انضم الينا .. وما سيحدث بعد ذلك لا يحتاج الي خطه .. في حينها ستعلمون ما عليكم فعله.
ليهلل الجميع من جديد .. ليقول أسد أخيرا
-أكملوا تدريبكم .. ولابد ان يكون لديكم يقين اننا قادرون على الفوز و تحقيق الانتصار
ليبدئوا جميعا في التدريب من جديد لينظر يعقوب الي اسد بنظره فهمها الاخير وأومئ بنعم .. ليتحرك يعقوب حتى يغادر لكنه لم يضيع الفرصه في النظر الي وجه جوزال والابتسام لها بحب .. ليرفع أسد حاجبه بشر .. ليغادر سريعا و نظرت هي الي الجهه الاخرى ليبتسم أسد أبتسامه مشاغبه وعاد بنظره الي المتدربين
*******************
وصلوا الي أقرب نقطه من منطقه أسد .. وعليهم أن يرتاحوا قليلا صحيح انهم لا يتعبون وقدراتهم تساعدهم على السير بسرعه .. لكن عليهم أن يرتاحوا حتى يكونوا  بكامل قواهم .. فهم سيواجهون العشيرة بأكلمها .. وكأن العشيرة تستطيع الوقوف أمامهم من الاساس .. أن أسد وجوزال يتوهمون وسيكونوا السبب في خسارة الكثيرين لحياتهم .. لا يعلم كيف صدقهوم واستطاعوا عصيانهم .. كل هذا كان يفكر فيه فيليب وهو يجلس في احدى الاركان الهادئه بعيدا عن الباقين .. وعيونه تناظر كل من تشارلي و باتريك .. وبداخله يتوعد باتريك بأسوء عذاب و نهايه ستكون مؤلمه بكل المقاييس
أشار لتشارلي فاقترب منه وهو يقول
-أمرك سيدي
أريدك ان تكون دائما جوار باتريك .. حين اراه لابد ان أراك هل تفهم تشارلي؟
أومئ تشارلي بنعم وهو يقول بأبتسامه خبيثه
-انا رهن أشارتك سيدي
وغادر ليقف بفعل جوار باتريك الذي شعر بالتوتر والقلق .. لكنه لايفهم السبب .. فنظرات فيلب وتشارلي لا تريحه بالمره
****************
تعلم انه قد حذرها من مغادره المنزل .. وتعلم انها ترتكب خطأ كبير .. لكن ريان يستحق هو انقذها مره والدور الان عليها هي .. كانت تحاول كتم انفاسها حتى لا تستنشق رائحه الدماء البشريه التي تغريها بالفعل ان تنقض عليهم جميها وتغرز أنيابها بهم .. وتروي ظمئها حتى تكتفي .. لكن ريان أهم من كل شيء .. لذلك وضعت كل تركيزها في ما هي في صدد فعله .. نظرت الي هاتفها ثم الي شارع جانبي مهجور .. و التفتت يمينا ويسارا ودلفت الي ذلك الممر والتهما الظلام فلم يعد احد يراها حتى هي لم تعد ترى شيئا. لتشعر بالرهبه و الخوف حتى انها كادت ان تبكي لكن شيء ما يمنع الدموع من التجمع في عيونها او الهطول و ما زاد أحساسها بالخوف هو ذلك الصوت التي تستمع اليه ولا تعلم مصدره.