الفصل الحادي عشر

387 46 2
                                    

الفصل الحادي عشر

بعد أن أخبرها بكل شيء ظلت صامته تنظر إليه بدون أن يظهر على ملامح وجهها أي تعبير يوضح إحساسها وأفكارها كان يشعر بالخوف هل تكرهُّ الأن ، تتمنى لو تركها
تموت أفضل من تحويلها لوحش لا يرغب إلا في شرب الدماء رفع يديه يحاول لمس يديها لكنه أوقفها في الهواء وقال بتوسل
- تحدثي معي شيراز أخبريني بما تفكرين .. لا تتركيني لمخاوفي وظنوني.
نظرت إلى يديه ثم عادت بنظرها إلى وجهُّ الذي يرتسم عليه معالم القلق والخوف وقالت دون أن يظهر على ملامحها شيء
- هل ما فعلته كان بدافع الحب؟!
أومىء بنعم وقال مؤكدًا
- والخوف من خسارتك
- ولو عاد بك الزمن هل ستفعل نفس الفعل؟
سألته من جديد ليضع يديه فوق يديها وقال بصدق
- حين رأيت دمائك تغرق الأرض ورغم رغبتي الحيوانيه في تذوق دمائك الذي أصبح كالمخدر الخاص بي إلا أن فقدك لنبضات قلبك كان أسوء ما مر بي في حياتي ورؤية وجهك خالي من الحياة لذلك سوف أفعل أي شيء يعيد الضي إلى عيونك
إبتسمت إبتسامة رقيقة وهي تقول
- عليك الأن أن تعلمني ماذا علي أن أفعل أصبحت الأن مصاصة دماء وأرغب في تعلم كل شيء
ليومىء بنعم بسعادة كبيرة لتسأله من جديد
- هل حقًا تحبني سيد ريان
- أعشقك، بل أذوب بكِ عشقًا يا سيدة قلب ريان
أجابها بعد أن قبل أطراف أصابعها الظاهرة من أسفل يديه لتلمع عيونها التي تحولت إلى اللون الأحمر لتزيدها جمالًا
~~~~~~~~~~~~~~
كان الجميع يعمل على قدم وساق اليوم عُرس ألفا .. العشيرة بأكملها تتوافد إلى القصر الكبير لحضور تلك المناسبة المهمه والذي يضمن بقاء عشيرتهم وأستمرارهم
كانت كل من جوزال وجاكلين يعملون على تجهيز العروس و كذلك كان ريان الذي يقف جوار صديقه وسيده
ولكن عقله كان عند هرته الصغيرة الذي تركها في المنزل بمفردها
هو لا يعلم حتى الأن كيف ستكون عواقب ما فعله معها لذلك فضل أن يتركها بعيدًا عن الأنظار
أنتبه من أفكاره على صوت أسد وهو يقول
- أين شيراز؟
نظر إليه باندهاش ثم أخفض عينيه أرضًا وهو يقول
- بالبيت فلا أريد أن أسبب أي متاعب جديدة في الوقت الحالي
ربت أسد على كتف صديقه وقال بأبتسامة متألمة
- ما حدث لن يغير حقيقة الحرب التي أصبحت على وشك الأندلاع ... لتنعم يا صديقي ببعض الوقت السعيد فلا أحد يعلم ما سيحدث وكيف سينتهي الأمر
أومىء ريان بنعم وتحرك حتى يغادر الغرفة ليوقفه أسد مستفهاماً
- إلى أين؟
- أحضر شيراز مؤكد تشعر بالملل وأنا أيضا أشتقت إليها كثيرًا.
إجابه ريان بلهفه وشوق ليضحك أسد على حال صديقه فالحب قد طرق بابه وينعم به الأن وهو حقًا يستحق لكن ريان وقف مكانه ونظر الي أسد باستفهام قائلاً باندهاش
- أين دانيال؟ لم أراه في مكانه المعتاد حين حضرت
أحتدت نظرات أسد لثوانِ قليله ثم عادت إلى طبيعتها وهو يقول
- مؤكد ذهب يحضر بعض الأغراض لوالدتي
أومىء ريان بنعم وأشار بسلام وأغلق الباب خلفه لتلمع عيون أسد من جديد بنظرات حاده تجعل من يراها يفقد وعيه من شدة الخوف
~~~~~~~~~~~
بغرفة هانيبال كانت جاكلين تضع اللماسات الأخيرة لزينة هانيبال حين فاجئتها بسؤال
- هل سيتم تحويلي لأصبح مثلكم؟
خيم الصمت على الغرفة ونظرت جاكلين إلى والدتها التي أقتربت من هانيبال وقالت بهدوء
- في بداية الأمر لا .... وقرار أن تتحولي يعود إليكِ هانيبال لكن لتعلمي جيداً أن فرق العمر بينك وبين أسد ليس بهين أبدًا وفي قانون البشريه الإنسان يتقدم في العمر ويظهر هذا العمر على ملامحه وجسده وبعد مرور بعض الوقت ستصبحين جدة أسد ولستي زوجته.
كانت تستمع إلى كلمات جوزال بتركيز شديد والخوف يطل من عينيها ومشهد أسد وهو يمتص دماء سام يرتسم أمام عيونها من جديد لينتفض جسدها برفض للفكرة
أحترمت جوزال وكذلك جاكلين صمت هانيبال وتركوا لها الوقت والمساحه في التفكير
توجهت جوزال إلى غرفتها وأغلقت الباب جيدًا
ومباشرة إلى الدرج الذي يحتضن سرها الكبير وأخرجت الصندوق ثم الهاتف وأتصلت به
هل لقائه وسماع صوته ونظرة عينيه التي مازالت كما هي رغم مرور كل تلك السنوات أحيت ما كانت تظن أنه أنتهى ورحل
سمعت صوته الذي يحمل الكثير من الشوق خاصه مع نطقه لأسمها مجرد من كل شيء بطريقته المميزة دائماً
- كيف حالك يعقوب؟
- لم أكن بخير لكن الأن أصبحت كل الأمور بخير جوزال
أجابها مباشرة كلماته التي لمست قلبها وأعادت له النبض المفقود أغمضت عيونها براحه وإسترخاء فهي لا تتذكر منذ متى لم تغمض عيونها وترتاح
- اليوم عرس أسد ... أبني سيتزوج يعقوب
قالت كلماتها وكأنها تلقي حمل ثقيل كان يرهق  روحها وجسدها ليقول هو بصدق
- مبارك جوزال ها أنتى تكملي المسيرة وتحققي ما يجب تحقيقه وسوف تنجحين ... أنا أثق بكِ
صمتت ... لا تعلم ماذا عليها أن تقول ... هل تخبره بخوفها .... بأحساسها بالعجز ... هل تقول له أنها ولأول مره تشعر أن الخسارة تحاوطها من كل الإتجاهات وأن قلبها سيتألم لا محاله لكنه قطع صمتها وتفكيرها وهو يقول
- هل تعلمين أنني أشعر مثلك ... الخسارة مؤلمه جوزال وقد شعرت بها من قبل ومازال مذاقها السيء يغلف كل حياتي ... لكن
صمت لثوان يستمع لصوت أنفاسها المتلاحقه ليبتسم أبتسامه صغيرة لم تظهر أسنانه لكن جعلت عينيه تلمع بيريق أخاذ ثم أكمل كلماته
- لكن الأن أنا سأحقق ما أصبو إليه أولا سوف أتذوق السعادة والفرح وأقترب من حلمي حتى أوشك على تحقيقه جوزال وباقي الأمر يعود أليكِ وبيدكِ أحيا سعيداً أو بيدكِ أموت قهراً
لتشهق بصدمه من كلماته التي ألمتها وأنهت الباقي من قواها الواهيه
لتغلق الهاتف غير قادرة على التحدث أو الإستماع وأنحدرت دموعها التي لم تنحدر يومًا إلا على فراقه قديمًا
لكن هو كان يبتسم نفس الإبتسامة لكن عينيه تلمع تلك المرة بدموع الهزيمه القديمة وأحساسه بالقهر حين رأها عروس البارون وااااه وألف اااااه من قهر الرجال وإنكسار قلبوهم
~~~~~~~~~~~~~~
عرس أسطوري لم ترى في حياتها مثله ... القصر الكبير الذي يغلب عليه اللون الأسود مزين باللون الأبيض وأزهاره حمراء منتشرة في كل مكان ممر من الزهور من نهاية السلم حتى المكان المخصص لها هي وأسد لكنها وسط إنبهارها بكل ما تراه إلا أنها كادت تموت خوفًا وهي محاطه بكل هذا الكم من مصاصين الدماء فلم تنتبه أنها تغرز أظافرها في ذراع أسد .... صحيح هو لم يتألم لكنه كان يشعر بالغضب
كيف تشعر بالخوف وهي جواره ليقترب من أذنها وهمس
- أنثى الألفا لا تخشى شيئًا ... أعلم أن كل ما يحدث لكِ غريب ولم تعتادي الأمر لكن كل من تنظرين لهم الأن بخوف سوف ينحنوا لكِ بعد قليل و يقبلوا يدك أحتراماً
ظهر الإندهاش على وجهها ليبتسم إبتسامة تسليه مرحه وقال
- حتى والدتي وجاكلين ... أنتِ من الأن سيدة العشيرة والجميع في خدمتك سيدة هانيبال
لم تستطع أن تعلق على كلماته لكن عيونها لمعت بسعادة هي هانيبال الفتاة البسيطة الضعيفة التي عاشت عمرها في قهر وذل من إخوتها ولم يمر عليها يوم سعيد من قبل ... عاشت حياة بائسه تحلم فقط بحياة كريمة لا تستمع لإهانات مستمرة وتظل طوال الوقت تشعر بالخوف الأن يخبرها أنها أصبحت حاكمه لعشيرة مصاصين الدماء تلك الوحوش المخيفة بأجسادهم الضخمه
جلسوا في مكانهم المخصص وبدء بالفعل الجميع يقترب منهم ينحني بأحترام ثم يقتربون يقبلون يدها المستريحة على يد الكرسي
كانت تشعر بالأندهاش والصدمه لكن أيضًا بداخلها أحساس جعلها ترفع رأسها كما تفعل جوزال وكأنها تعلم جيدًا ماذا عليها أن تفعل وكان الجميع ينظر إليها بأعجاب وإجلال ملامحها البريئة ونظرة عيونها التي تتسم بالقوة رغم أرتعاشها البسيط
جعلت الجميع يشعر أن الأمل أصبح كبير والخير سيكون كبير ولكن القدر يخبىء لهم شيء كبير لا يعلموه
~~~~~~~~~~~
يجلس فيليب على كرسي كبير يشبه العرش وأقترب منه باتريك وهو يقول
- سيدي هناك خبر سيء
قطب فيليب حاجبيه باستفهام ليكمل باتريك كلماته
- أسد يحشد العشيرة بأكلمها وحتى نستطيع مواجهته نحتاج إلى خطه محكمه فمهما كانت قدراتنا لن نستطيع الوقوف أمام العشيرة بأكملها
همهم فيليب بإدراك ثم قال بعد عدة دقائق من التفكير
- حسنًا باتريك أخبر تشارلي وكل منكم يضع لي خطه محكمه ونتناقش فيها ونحدد ما  علينا فعله
لينحني باتريك بأحترام قائلاً بخضوع
- أمرك سيدي
ودار على عقبيه حتى ينصرف وعلى وجهه إبتسامة إنتصار

أسير دمائهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن