الفصل الرابع

500 57 8
                                    

الفصل الرابع

صرخات روج وبروس تصل إلى عنان السماء وهذا جعل أسد يشتعل غضباً
غادر غرفته متوجهًا إلى الأسفل و هو يقول بصوت عالي
- أرجوكِ يا أمي تصرفي مع هذان الوغدان بدلاً من أن أذهب إليهم بنفسي وتعلمين ما سأفعله بهم جيدًا
وقفت جوزال على قدميها أمامه بقامة شامخة ورأس مرفوع .. وقالت بهدوء
- عليك أن تسيطر على غضبك .. يكفي ما حدث والذي لا نعلم مدى عواقبه وخطره ونتائجة التي بالتأكيد ستأثر على العشيرة بأكملها
وأقتربت منه وبصوت حاني قالت
- أنت تعلم ما الذي علي فعله بك الأن .. ألا تقدر حجم الكارثه التي وضعتنا بها والحمل الثقيل الموضوع فوق كتفي الان
- أعلم أمي وأفهم ... وأنا على إستعداد للعقاب المناسب لهذا .. لكن ما حدث كان حماية للعشيرة أيضًا .. أنتِ تعلمين من هذة الفتاه وما أهميتها للعشيرة ولي
أجابها بثقة وقوة .. وأكمل قائلاً
- الألفا ليس شخص معصوم من الخطأ لكنه أيضًا عليه أن يحمي العشيرة حتى لو تطلب الأمر خرق بعض قوانين والقواعد ... ولا تنسي انها انثى الالفا لذلك ومن يفكر ان يدنسها او يأذيها ذلك العقاب قليل جدًا
تعلم صدق كلماته ولكنه ولدها الوحيد .. وكبير العشيرة ومعاقبته أمر ليس هين .. ليكمل كلماته بقوة وثبات
- هانيبال الأن هي الأهم .. هي صمام الأمان .. وبداية العصر الجديد
أقتربت جاكلين من أخيها وقالت بقلق
- أشعر بالخوف أسد .. حكماء العشيرة يكرهونك .. وينتظرون لك أي خطأ وأخشى أن تتطور الأمور ولا نستطيع السيطرة عليها
لتقطع جوزال كلمات أبنتها وهي تقول
- الحل في هانيبال .. عليك التقرب منها .. وعليها فهم الأمر في أسرع وقت .. هذا هو الحل.
اومىء بنعم ورفع عيونه ينظر الي الاعلى وكأنه يخترق الجدران والحوائط ويراها
*******************
وصل ريان إلى الشركة ومباشرة إلى مكتب أسد ... عقله مشغول بكل ما حدث .. لكن هذا أبداً لا يظهر على ملامحه الخارجية خاصة حين وقعت عينيه على هرته الصغيرة التي وقفت أحتراماً له
ولأول مرة يشعر أنه يريد التحدث معها وانه قادر على فعلها .. دائما كان يشعر ان التقرب منها مستحيل .. ولكن ما حدث جعله يشعر أن الموت أصبح قريب منه ويريد أن يحقق حلم حياته بالتقرب منها .. رغم أنه لا يريد شيء في هذة الحياة أكثر من تذوق دمائها إلا أن نظرة عيونها العسليه .. وخصلات شعرها التى تشبه القطط الشيرازي ... والتي تليق بكل ما للكلمة من معنى مع إسمها ولا يرى اسم أخر يليق بهرته
أقترب من مكتبها وهو يقول
- أنسه شيراز السيد أسد لن يحضر اليوم .. إذا كان هناك أي أوراق تحتاج إلى توقيع .. أو أمور عالقه تحتاج إلى حل .. أحضريها إليِ حالا.
أومئت بنعم وهي تقول بأدب
- أمرك سيدي .. خلال دقائق سيكون كل ما أمرت به على مكتبك
أبتسم إبتسامة جانبيه تكاد تراها .. وتدلف إلى المكتب وبدأت هي بسرعه تعد الأوراق المطلوب التوقيع عليها في ملف و الأوراق التي تحتاج لقرار فوري وحالي في ملف أخر .. وسارت بخطوات قلقه نحو الباب طرقته ودلفت حين سمعت صوته يأذن لها بالدخول .. فتحت الباب و دلفت عيونها أرضا وضعت الأوراق أمامه قائله بصوت هامس
- هذة الأوراق تحتاج إلى توقيع .. وتلك تحتاج لأتخاذ قرار فوري اليوم
أومئ بنعم وهو يقول
- أجلسي إذاً حتى ننهي الأمر معاً سريعاً .
رغم أندهاشها من هذا الطلب الذي يحدث معها لأول مره منذ عملها بشركة الأسد .. خاصة وأنهم يشبهون الإنسان الآلي يتحركون بشكل نمطي .. لا يهتمون لأحد .. قليلي الحديث إذًا ماذا حدث أو أختلف الأن؟ لكنها جلست وهي تخرج الأوراق التي تحتاج قرارات سريعة وبدأت في شرح الأمر .. ليعطي هو الأمر بالتنفيذ .. أو برفض الأمر .. بخبرته التي أكتسبها من عمله الطويل مع أسد وصداقتهم .. وفي وسط تركيزهم الشديد جحظت عيونها حين وصلها سؤاله
- من الذي أطلق عليك أسم شيراز؟
رفعت رأسها تنظر إليه بأندهاش لكنه لم يكن ينظر لها بل كان تركيزه منصب على الأوراق التي أمامه .. فظنت أنها توهمت أنه سألها هذا السؤال .. وعادت تنظر إلى الأوراق ليقول من جديد
- لم تجيبي على سؤالي؟
- والدي
أجابته وهو تشعر بالصدمه ليقول بعد أن رفع عينيه إليها
- يليق بكِ وكـأنه خلق من أجلك فقط .. أنتِ حقاً تشبهين الهره المنزليه التي تستحق الدلال والمعاملة الراقية والحياة المخملية.
كانت تستمع إليه بصدمه من هذا الذي يقول لها هذا الحديث؟ وما هذا الحديث في الأساس ؟ لكنه عاد بكامل تركيزه إلى الأوراق غير مبالي بتلك العاصفه القوية التي ضربت قلبها وعقلها وجعلها تشعر بالتشتت والخجل
أنهى كل الأوراق وأخذ التي تحتاج إلى توقيع أسد ووقف حتى يغادر .. لكنه توقف عند الباب وقال
- أحضري أغراضك حتى أوصلك إلى منزلك
وفتح الباب ولم ينتظر ردها لكنه وقف عند باب مكتبها ينتظرها .. أخذت عدة ثوان حتى أستوعبت كلماته وحينها تحركت سريعاً تضع الأوراق في أماكنها حتى تسلمها للموظف المختص في الصباح .. وأخذت حقيبتها ركضت إليه بخجل ليسير بشموخه المعتاد لكن داخل قلبه سعادة كبيرة لأول مره يشعر بعا .. ها هو وأخيراً يستطيع خلق الفرص بينهم والوقت .. وصوت عقله يخبرة
(( أنتبه .. أنت تسقط في الحب يا ريان ))
*******************
يقف أمام باب غرفتها يحاول ترتيب أفكارة و كلماته .. لا يعلم ما سبب هذا الإحساس بالتشتت هو ألفا الذي لا يهاب شيء في هذا العالم .. هو مصدر الرعب كيف تكون تلك البشرية صغيرة الحجم أكثر الأشخاص الذي يخشى خسارتها .. أو جرحها .. أو أيذائها متى أصبح قلبه رقيق .. لكنه ليس رقيق أبداً هو فقط يعرف قيمتها جيداً .. ويعلم أنها الأمل ... وباب الحياة الجديدة
طرق على الباب عدة طرقات ثم فتح الباب ودلف لتصرخ بصوت عالي ليغلق الباب سريعاً .. وهو يرفع يديه بجانبه وهو يقول
- لا تقلقي أنا صديق وليس عدو
وضعت يديها على فمها تكتم صرخاتها لكن دموعها كانت تغرق وجهها ليقترب منها انكمشت على نفسها بخوف وهي تغمض عيونها بقوة .. يفهم أحساسها ويعلم جيداً ما يحدث لمن يراهم على طبيعتهم الحيوانيه .. ويعلم أن وجهه يتحول لأكثر الوجوه بشاعه لكن أيضاً عليها أن تفهم الأمر كما قالت والدته.
جلس أمامها وهو يقول:
- لا تخافي أنا لا أستطيع أن أوذيكِ .. أنت لكِ سلطان كبير وقوة لا يستطيع أحد الوقوف أمامها.
فتحت عيونها بصدمه بسبب نبرة صوته الخاضعة .. وكلماته الغريبة .. لتجده يبتسم أبتسامه جذابه ومميزه خطفت قلبها ولا تعلم كيف جعلتها تنسى خوفها خاصه وهو يجلس على ركبتيه أمام قدميها كحمل وديع يريد منها ان تضع له الطعام والماء وكل هذا جهلها تشعر بالصدمه وعدم الاستيعاب وترجمت كل هذا في سؤال
- من أنت؟ وماذا تريد مني ؟
أبتسم وهو يقول بود
- سوف أخبرك بكل شيء ولكن لابد ان تكوني قويه.
ليعود الخوف من جديد وهي تنظر  الي عمق عينيه وتعود  تلك العيون الحمراء تلمع أمامها من جديد وتذكرها بملامحه البشعه الغارقه في الدماء.

أسير دمائهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن