الفصل الثاني

652 61 4
                                    

الفصل الثاني من أسير دمائها

كان يقف جوار السيارة شارداً .. عقله يفكر في ذلك القدر السيئ لماذا هي من وسط كل فتايات العشيرة .. كيف يحدث هذا أنه لم يسمع عن هذا الأمر من قبل .. بماذا أخطئ حتى يعاقبه القدير بذلك العذاب الكبير .. أنهم رجال أشداء .. أقوياء ولا يستطيع أحد الوقوف أمامهم أو التغلب عليهم .. لكن حين يصاب القلب بالحب .. يصبح أعتى الرجال كالهر الصغير .. يتمنى الرضا والحب فقط .. قلبه يتعذب أنه يحب جاكلين لكنه حب مستحيل .
كان لا يشعر بنظراتها له وهي تقف عند باب القصر بملابس شبابيه مميزة تناسبها بشكل يرهق القلوب .. تعلم أنه يفكر بها لكن ليس بيدها شيء .. هي أيضاً عشقته .. أنها تنتظر فقط أن يحدث ما قالته لها العرافه
(( عند أكتمال القمر الدموي وتحقيق نبؤة الدم .. سوف تختلط الدماء و يحدث الإجتماع .. و يصبح الجميع على نفس القارب .. كل شيء ممكن .. و المستحيل يصبح قريب .. لكن لابد من قربان .. والأصل أولى ))
لم تفهم كل كلماتها أو ماذا تقصد بها .. لكن لا تعلم لماذا زرعت الأمل داخلها .. لكنها أيضا لا تستطيع التحدث بما عرفت لأحد ... إن هذا أيضاً من قوانين العشيرة .. ليس كل ما يقال مباح .. وليس كل ما نعلمه مشاع
أقتربت منه لينتبه لصوت خطواتها فاعتدل في وقفته وأخفض رأسه بأحترام لتقف أمامه بدلال وقالت برقه
-أريد الذهاب إلى مكاني المميز دانيال.
-أمرك سيدتي
أجابها بأحترام وتحرك يفتح لها الباب .. لتصعد وعيونها تتأمل خصلاته ان ملامحه مميزة بشكل يجعل قلبها يخفق بشدة  .. أغلق الباب و صعد إلى مقعده
أدار محرك السيارة لتبتسم هي ببعض الشقاوة .. ها هي وأخيراً سوف تحظى ببعض الوقت بالنظر إلى عينيه.
**************************
يال حظها العثر لماذا عادوا الأن .. أنها لم تنهي ما عليها من أعمال الأن سوف تستمع لكلماتهم السيئة .. وترى نظراتهم التي تحمل الكره .. لكن الصدمه أنهم لم يكونوا بمفردهم .. ما هذا الصوت .. نظرت من جانب المطبخ بنصف عين لتجده ذلك الرجل البغيض صاحب المطعم الكبير الذي يعمل فيه أخيها الأكبر بروس .. لماذا حضر إلى بيتهم وماذا يريد؟
عادت إلى جوار المغسلة تدعي أنها تقوم بالتنظيف حين دلف روج وهو يقول
- أحضري زجاجات المشروب والكاسات وكل ما يلزم للسهره
لتومئ بنعم لكنها ترتعش الأن خوفاً .. هل سيحدث ما كانت تخشاه .. سوف يتخلص منها أخويها .. إذاً هذا الرجل هو من ستؤل إليه ملكيتها
إنحدرت دموعها وإحساس الخوف ينهش قلبها حتى كاد يقتلها .. لكنها ورغم كل شيء أعدت كل ما أمرها به أخيها .. وغادرت المطبخ بأقدام من هلام .. ويد مرتعشه .. تنظر أرضاً رغم أنها تشعر بنظرات ذلك الرجل تلتهمها .. تخترقها .. كأنها تقف عاريه ذون قطعه ملابس تسترها
وضعت الأغراض على الطاوله، ودارت حتى تعود إلى المطبخ حين مسك يدها بروس قائلا
- أجلسي معنا قليلاً السيد سام يريد التعرف عليكِ
كانت نظرات التوسل تطل من عيونها .. لكن أخيها لم يراها .. لم يشعر بها .. بل جذبها بقوة حتى جلست أرضاً أمام سام الذي أبتسم إبتسامة سمجه وهو يقول
- لما كل هذا الدلال يا جميلة؟ أنني أقدر الجمال وأفهم جيداً كيف أتعامل معه.
لم تنطق بكلمه .. لكن روج مد يده لسام بكأس يحمل الكثير من المشروب .. قائلا بأيتسامه
- الجمال يحتاج إلى الشراب سيد سام ... ولدينا كلتاهما.
فهمت الأن وأتضح أمامها مصيرها .. ولا مكان للهرب .. ها هي النهاية التي كانت تخشاها طوال حياتها تتحق بالطريقه الاسوء
*************
كان يتحرك في غرفة مكتبه ذهابا وإياباً .. يشعر بشيء غريب لم يشعر بمثل ذلك الشعور من قبل.. كأن جسده يحترق .. أكثر من ذلك اليوم الذي أكتمل فيها وأصبح قادر على الحصول على طعامه بنفسه .. لماذا يشعر بهذا الألم الأن .. إن الميعاد لم يحن بعد انه يتألم بشدة يشعر ان جسده يمزق
دلف ريان من الباب ينظر إلى أسد بشك .. ليقول أسد ببعض الغضب
- ماذا يحدث ريان؟ هناك شيء ما يحدث .. شيء غريب ومؤلم
- هل يخص هانيبال؟
سأله بشك .. لتلمع عيون أسد التي تحولت للون الأحمر .. وهو يفكر هل تتعرض للخطر الأن لذلك هو يشعر بألالم .. تحرك بخطوات بطيئه تجاه النافذة الكبيرة و ظل صامت لعده ثوان ثم قال بأمر
- أريدها هنا الأن ريان .. الأن .
- أمرك سيدي
أجابه ريان وهو ينحني بأحترام .. صحيح هم أصدقاء لكن أسد هو حاكم العشيرة الأن وأحترامه شرف كل فرد في العشيرة ..  خرج من الغرفة وهو يتصل برجاله حتي يستعدوا ..ثم أتصل بعينه الذي تركها بالقرب منها يحاول فهم الأمر .. وحين سمع حديثه فهم الأن لما يشعر أسد بالألم وتسارعت خطواته حتى ينهي الامر
********************
وصل دانيال إلى المكان الخاص بجاكلين .. أو مكانهم السري .. كم يسعد حين تأتي إلى هنا .. هنا فقد يستطيع أن يرفع رأسه وينظر إليها يتأمل عيونها، وضحكاتها .. يستطيع أن يحتضنها بروحه التي تهفوا إليها دائماً .. أنعطف يميناً ليظهر ضباب كثيف يملئ المكان والرؤية تصبح مستحيله لكن عيونهم حمراء اللون تستطيع أختراق ذلك الضباب .. بل و الرؤية فيه بمنتهى السهوله ... ومن خلال عيونهم نرى جمال ذلك المكان .. جزيرة خضراء بها زهور خلابها .. يحيطها سور لا يرى لكن تستطيع الشعور به وبحر واسع لا تستطيع تحديد لونه هل هو أصفر أو أحمر أو هو خليط بين كل ذلك؟ و هناك أرائك منتشرة في المكان .. و الأغرب من ذلك تلك الفتايات الصغيرات التي تقف جوار الزهور .. لا يختلفن كثيراً عن تلك الزهور الغريبة ... حين يتحركن تسمع طنين خفيف لأساور حديدية تحيط أقدامهم الصغيرة .. وبمرور السيارة توقفن عن ما يفعلن و أنحنوا بأحترام شديد
أوقف دانيال السيارة في مكانها المخصص وترجل يفتح باب السيارة يبتسم بسعادة لها .. ترجلت جاكلين وهي تقول
- وأخيراً نظرت إليِ .. أشتقت إلى عينيك دانيال
- أنا من كاد يومت شوقًا وأشتياقا سيدتي
أجابها بعشق كبير .. وشوق ينطق به كل أنش من جسده وقلبه .. لكنها لوت فمها بضيق ليبتسم إبتسامه جانبيه رقيقة قائلا
- هيا بنا أريد أن أتحدث معكِ كثيراً.
سارت جواره بعد أن حاوطت ذراعه وقالت ببعض الدلال
- سوف أستمع إلى كل ما تقوله .. إلا كلمة سيدتي .. هل فهمت سيدي؟
ليضحك بصوت عالي ليجعل فراشات الحب تنتشر في أرجاء المكان .. هنا خارج الزمان .. خارج حدود البشر كل شيء مختلف و مميز
وصلوا إلى تلك الصخرة الكبيرة التى تلامس مياه البحر ليجلسوا فوقها حين قالت جاكلين ببعض الشوق
- أشتقت لهذا المكان قدر شوقي لرؤية عيناك دانيال.
قبل يديها بحب وأحترام ثم رفع عينيه ينظر في عمق عينيها قائلا
- ليس بقدري جاكلين .. أنا لا أستطيع وصف كل ما بداخل قلبي من شوق وألم وحب كبير يكاد يقتلني.
حاوطت يده بيدها الأخرى وقالت بصدق
- أنا أفهم بالطبع ما تشعر به ولا تنسى إننى أعاني أيضاً دانيال .. وأعلم جيداً أن ما ينتظر هذا الحب هو العذاب الدائم .. لكن لنترك كل هذا الأن .. لا يوجد أهم من إننا الأن بجانب بعضنا ويدي بين يديك.
أومئ بنعم وهو يقترب منها يقطف بعض من أنفاسها التي تعينه على إستكمال حياته .. وتحمل الألم
أبتعد عنها حتى يلتقطوا أنفاسهم لم يتحدثوا لكن عيونهم قالت مالا يستطيع لسان وصفه أو التعبير عنه
لكن وبعد ثوانِ قليله وقفت وهي تقول بقلق
- لابد أن نعود الأن .. وفوراً
وقف أمامها وهو يسأل ببعض التوتر
- ماذا حدث هل علم أحد بوجودنا هنا؟
رفعت عيونها إليه وقالت بعيون تشتعل بنيران يعلمها جيداً
- لا .. الأمر أكبر من هذا دانيال
ليعودوا ركضا الي السيارة وقد تبدل حالهم من السعادة الي الخوف
لكن جاكلين كانت تشعر بشيء غريب وكأن أحد ما يحاول انتزاع روحها.

أسير دمائهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن