المقدمة

756 14 7
                                    


تتمخض اللعنات من فمه الغليظ لتولد سبة جديدة مرتبطة بلعنها

-ابنة الحرام، سرقتك هي وابنها، لقد أخبرتك منذ بادئ الأمر إنهن مخادعات، كلهن..يدعين الشرف والأمانة ويردن الهدايا والأموال وإن قصرت إما أن يكون نصيبك الخيانة أو خسارة استقرارك.

يهادنه صالح الذي لا يعرف لماذا أخبره بمصيبته، سيكيل له من السباب أطنانا جراء فعلته، لكن..ما يملكه صديقه من معرفة وإلمام بأمور الشارع وما تعرض له في حياته منحه بصيرة لا تخطىء في كل أمور الحياة.

انتفض صالح على صوته المرتفع، يجرح أذنيه من خشونته

-هل لازال هناك رجال بسذاجتك يا رجل ليترك أمواله لامرأة؟!

تعجبه المهين أصاب غيرة صالح على من يحب

-لا تقل ذلك، أنا سآمنها على روحي فكيف لا الأموال؟

قال بوحشية

-لقد سرقتك!

-لا، ليست هي..

قال وهو يمسك بكرسي المائدة يوسع له طريقا ليجلس ساخطا على ذلك المغفل

-هو ابنها إذن..المال لديها.. في منزلها.. لا يدخله أحد إلاهما كما تزعم أنت وهي، فالسارق أحدهما.

-أنا أثق في تربيتها لابنها، لا أظنه من فعلها.

يعبث بذقنه العبثية التي تزيد من سلطوية جلسته

-ليس لدي الوقت لأضيعه معك يا صالح، لدي العديد من المشاكل لأبت فيها، لقد أتاني رجال اليوم وبينهم مشكلات تصل للقتل، أمامك حل وحيد، أن تستجوب ابنها على إنك شرطي، هو ابن الخامسة عشر سيرتعد منك ويفصح عما فعل.

قال صالح بسخرية

-أنا، والله لن أحتمل أن أضعها في هذا الموقف.

-تحدث إليها بحنان يا طيب القلب، أقنعها بأنك تثق بها وبتربيتها ولكن ربما خانه شيطانه، وإن كانت تحبك وتعي حجم خسارتك ستوافق على الفور.

-لكني لست أهلا لاستجواب طفل، كما أنني سأصبح زوج أمه فكيف سانتحل مهنة شرطي..

قام محافظا على وقته الذي يهدره معه، يدفع الكرسي بساقيه للخلف بعنف ويستقيم، فتغيم هيبته فوق صالح بحسم

-سأذهب أنا وأعود بمالك، لا تحدد اليوم قبل اخباري فلدي مشاغل.

***

يقود سيارتي عائدا بي إلى منزلي، أتابع سرعته المبالغ فيها، تجاهله لي وكأني لست صاحبة القضية أو السيارة.

شاربه الغليظ، ذقنه الحليقة، وشعره الأسود الكث ملائمان لحدة طباعه، يكفي أن يراه ابني ولو أخطأ سيعترف على الفور دون مجهود من الماكث جواري.

بطل الحكايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن