جميع ذكرياتها مع أمها كانت بين النصائح، وبين دعواتها لها ولأخواتها، تتذكر ضحكها الشديد واحمرار وجهها من شدة بياضها، كان الجميع يحسدنها على جمال بناتها، اللائي يملن للشقرة.
تتذكر انحناءة يديها ووجهها وهي تطعم إيمان وتهتم بها، تشفق على اختها الصغيرة التي لم تشبع من حنانها فقد كانت تصغرها بثلاث سنوات.
أمينة الوحيدة التي تتذكرهم، بتفاصيلهم ونصائحهم الدائمة، لقد كانت في الخامسة عشر من عمرها وقت وفاتهم، ابتعلت حزنها لتقف وتتلقف مهامها الثقيلة.
الخالة فوقية تذكرها بها بامتلاء جسدها وبياض بشرتها، تحنو على إيمان وهي تراها تستمد الدفء منها.
تخبط بالقلم على مكتبها وهي تشعر بالفراغ، تميل ببصرها إلى كتاب المادة التي ستختبر فيها غدا، عين تقرأ وعين تتابع حاسوبها، بينما عقلها يأبى الانسياق إلى المذاكرة أوالعمل.
ترفع عينيها عن الكتاب فتلاحظ نظراته لها، فتنحرف بالتفكير نحوه، من يطهو له، على الأقل هن بنات والطبخ فطرن عليه لكن هو؟
هل يكفيه راتبه مع طلب الوجبات السريعة، هو لا يدخن، ولديه وسيلة للتنقل، سيكفيه..راتبه سيكفيه.
في نهاية الدوام، لحق بها إلى محطة ركوبها، الطقس مربك، منذر بالغيوم. يقترب منها ملوحا بعدة أوراق في يده فتقول
-أراك كبرت أوراق الغش هذه المرة!
ابتسمت واجهته الرمادية وهو يقول
-إنها ملزمة هامة، ستغنيني عن الغش وتسلطك في فضحي.
يناولها لها ويقول
-هذه نسختكِ.
تقول بحرج
-شكرا لك، أنا ألخص الكتب بنفسي، وأعرج على النقاط الهامة، لا تحمل همي، بادرة طيبة سعيك للمذاكرة.
يقوس فمه ويهز رأسه بهزلية مؤكدا على كلامها.
لحظات وكانت السماء تفيض بأمطار غزيرة، قطع ثلج صغيرة تضرب رؤوسهم، كانت تنتفض بردا وعينيها تضيق تحاشيا للأمطار، تقرب حقيبتها إليها لتمنحها شعورا وهميا بالدفء.
يرق قلبه من فعلتها وهو يعي تلك الإرتجافة في العراء والمطر، نزع سترته سريعا يصنع منها مظلة فوق رأسها، فأصبح بكنزته الخفيفة تتشرب المياة بسرعة شديدة.
يقول وهو ينهج من البرودة
-هيا إلى دراجتي، سأوصلكِ.
تحاول الابتعاد عنه وهذه المسافة بهذا القرب يشعرها بالخطأ، فتقول
-اذهب أنت، سأنتظر هنا الحافلة أوشكت على القدوم.
لم يكثر في الحديث معها، ترك لها سترته، وعاد إلى دراجته، فيمر بها بعد قليل ويجدها على ذات وقفتها متلحفة بسترته.
يطلق زاموره فتنظر جوارها تستأنس بأحدهم ، فلا تجد أحد ينتظر معها، يشتد المطر فوق رأسها بشكل مخيف، سمعته يقول وهو يضع خوذته
-هيا يا أميرة، لا نعلم متى ستتوقف الأمطار.
تبحث في حقيبتها، فلا تجد مال كافي لاستئجار سيارة للمنزل، تعقد حاجبيها، وتقترب خطوة وتقف، يعلم بترددها ويفهمه جيدا، لكنه لن يتركها هكذا في هذا الوضع.
البرودة تتكاثف مع ابتلال ثيابه، يشعر بالبرد ينفذ إلى قلبه، فترحمه وهي تقترب لتجلس خلفه، مستندة إلى حامل دراجته.
وعندما انطلق تشبثت بكنزته تلقائيا وهي تشهق، وبيدها الأخرى تستند على الحامل، حتى توازنت جلستها بعيدا عنه، تعلق مقدمة سترته فوق رأسها وتضم ذراعيها إلى صدرها كي لا تطير بفعل الهواء.
وفي طريقهم ظلت تفاضل بين ثباتها بعيدا عنه فتتمسك بحامل الدراجة وبين مسكها سترته لحماية نفسها من مياه الأمطار، وبين هذا وذاك أفلتت سترته ليغسلها ماء المطر.
توقف بدراجته مع
امتناع الأمطار عن الهطول بالقرب من منزلها بشارعين، نزلت ولم تنظر نحوه حتى أو تودعه، تشكره، لم تفعل أي شيء سوى خطوات سريعة نحو بيتها.
نزل عن الدراجة يراقبها بعينه حتى ابتعدت، يهز رأسه بقوة فيتساقط الماء منه، يرتعش بشدة، يفتح ذراعيه بلا مبالاة، يبعثر شعره بيده وهو يعود إلى دراجته، يحرك رأسه يمينا ويسارا، يستعوض ربه على غباءه، فعليه شراء سترة جديدة.
تشهق فوقية بشدة عندما وجدت أميرة تدلف إلى المنزل والمياة تغلفها
-يا إلهي، ما كل هذه المياة، هل سقطتِ في بئر يا ابنتي؟
قامت أمينة تهرول نحوها
-ماذا حدث يا أميرة.
أجابتهم بانتفاضتها فسحبتها أمينة نحو الحمام
-أمطار، انتظرت طويلا في الشارع كي أركب.
-لم تمطر هنا!
تقول من بين أنفاسها وأمينة تزيح حجابها عنها
-إنها تمطر ثلج يا أمينة، لم أرً قطع ثلج من قبل.
تدخل أمينة لتعد لها مياة دافئة، وتجذبها من يديها وهي تقول
-امكثي هنا طويلا حتى يدفأ جسمكِ، سأعد لكٍ شراب دافيء، الخالة فوقية أعدت لنا البطاطس المحمرة، لقد حفظت نصيبكِ، هيا.
خرجت أمينة من الحمام لتترك أختها بين انتفاضتها وأفكارها، تنزع البالطو الصوفي الذي ترتدية، ومن ثم تنورتها، وتقف تحت المياة التي زادت من درجة سخونتها، لازالت ترتعش، تنتفض محمومة بالأفكار، لقد ركبت خلفه على دراجته، تختلط دموعها بالمياة، تنهر نفسها على ما فعلت، تقسم بأنها لم تكن لتفعل لولا الظروف، لقد مد لها يد العون في وقت تحتاجه، تعدد البدائل برأسها لم تجد، من كان سينجدها من هذا الموقف، كانت لتتجمد بردا في انتظار الحافلة التي لربما لن تأتِ، أو سيؤخرها الطريق، تشطف شعرها من الصابون، وتدلك جسدها بشدة وهي مندمجة في حديث نفسها.
ماذا لو رآها أحد وأبلغ أمينة؟ ستلطم وجهها، سيتهمها كل من يراها بأن أخت أمينة ترافق الشباب ويوصلوها حتى بيتها، لن يرحمها أحد.
ارتعادة أخرى ليست بردا، وإنما خوفا ورأفة بأختها من معرفتها ما حدث.
تعصر مخها في سبب يجعله يعود لأجلها ويترك لها سترته، ولماذا سار خلفها طالما دراجته بخير؟
لماذا يراقبها بنظراته ويأتي بملزمة لها وهي لم تشكو له عجز الكتب لديها؟
تغص بأفكارها المشوشة، لا تستطيع شكره على صنيعه وهو سببا في لومها لنفسها بهذا الشكل.
أنهت حمامها وخرجت، تشرب مما أعدته أمينة، بينما ترفض الطعام متعللة بإرهاقها، لتهرب من عيني أختها القلقة، وتذهب لغرفتها تتلحف بغطائها في محاولة منها لمداراة خزيها.
***
لم يتوقع هذا المزاج الغائم منها صباحا، ربما توقع شكرها، تتحدث معه برسمية شديدة، يراها تسير نحو المصعد بسرعة دون المرور لتناول قهوتها، يركض خلفها ويضع قدمه قبل انغلاق المصعد عليها.
-صباح الخير.
رد مقتضب
-مرحبا.
-هل ذاكرتِ جيدا الإختبارغدا؟
يراقب سرعة تنفسها، وملامح الغضب ممزوجة بحزن يجعل مقلتيها يلمعان بشدة.
لا تجيبه فيشعر بأن هناك أمرا ما، سألها
-هل انتِ غاضبة مني؟
انفتح المصعد ولم تجيبه، يسير خلفها في الممر الطويل المؤدي إلى الشركة، ولا تتحدث إليه.
يستوقفها مع خلو المكان من المارة، يقول بقلق غريب عليه
-هل أنتِ بخير؟
تزول انعقادة حاجبيها، وتتجمع دموعها، ثم تتركه راكضة نحو مكتبها.
يشعر بالحزن لأجلها، هل هي بخير؟
تعاني نزلة برد أثر جنون الأمس؟
هل ضايقها أحد؟
يتساءل بحمية تتنافى مع تناقضاته التي باتت تؤرق نومه، يشغله هذا الصراع الجديد عليه، ألم تُجبل النساء على التمرد والخيانة، لماذا يهتم بأميرة وهو الجلاد في قصتها.
يستمع لصوت رسالة على رقمه استرعت انتباهه وأخذت من وقته دقائق ليجيب عليها ضاغطا على أسنانه، معقود الحاجبين.
يرفع نظره عن الهاتف يراقب حزنها الذي لا يعلم سببه، لابد وأن يتحدث معها اليوم، يحسب الدقائق ليلاقيها عند الحافلة فلا يجدها، يخيب أمله في ملاقاتها.
يضع يده في جيب بنطاله عائدا حيث دراجته التي يصفها في مرآب تابع للشركة.
وجدها هناك فتسابقت قدمه ليقترب منها بلهفة، يقول بشغف ونظراته تستبيح وجهها
-أميرة، ماذا بكِ، ما الذي حدث، هل أساء اليكِ أحد؟
تساقطت دموعها بشدة، هو وحده من تستطيع الحديث معه فهو شريكها في جريمتها
-أشعر بتأنيب الضمير، أمينة لا تستحق هذا مني.
بدأ القلق يستشري خلاياه
-من أمينة؟
ترفع عينيها الدامعتين إليه، عسل متوهج بتألق الدموع، أنف صغير تمسحه باستمرار بمنديلها، أصابعها الصغيرة تحكم غلقها عليه وكأنها تسحقه بغضبها
-لقد ركبت خلفك دراجتك، وأوصلتني إلى البيت، لو رآني أحد، أو علمت أمينة أختي لماتت على الفور.
يهمس مسحورا ببرائتها
-لم يحدث شيء.
ينخفض صوتها بهشاشتها وبكائها، تصب سخطها على نفسها
-ما كان يجب أن أركب خلفك، ما كان علي ذلك.
يقترب منها وهو يقول
-اهدأي يا أميرة، لم يحدث شيء.
صوته الهاديء كمن يهدهدها كطفلة، يشعر برغبة حارقة لضمها، الآن، الآن وليس بعد ثانية أخرى.
تشعر باقتراب ذراعيه منها وغمامة الدموع تعوقها من رؤيته بوضوح، لم تشعر إلا برأسها وهي تصطدم بصدره، تهمس وتشهق
-لا..لا.
ثانية، ربما اثنتان، سكن الكون، لم يعد صوت السيارات مسموع، ولا ضوضاء البشر.
ابتعدت بحدة تنسحب عن أحضانه فتنسحب أنفاسه معها
-لم آتي لأزيد الطين بلة، أرجوك يا محمد ابتعد عني.
يقول بدفاع مرهق وخافقه لم يتوقف عن الدوي
-كيف كان بإمكاني ترككِ كالدجاجة مبتلة الريش في ذلك الطقس العاصف، أنا لم أقصد ..أنا..
يتلجلج وهو يشير لعناقها منذ لحظات ويقول بوجه معتذر
-أنا لم أقصد أقسم لكِ، أنا لا أصاحب الفتيات أو أراودهن عن أنفسهن، أنا لم أشاغل فتاة قط، أقسم أني لم أقصد.
تتركه مغادرة، لا تعلم فيم أتت، وفيم ذهبت، تشعر برغبتها في الاندساس بين أغطيتها، هروبا مما يحدث وبما تشعر به.
***
اتصل بها اليوم ليطمئن على اختبار أميرة أختها الوسطى، عامها قبل الأخير، يستشعر قلق أمينة دوما عليها من اتصالات متكررة تبعت حديثهم آخر مرة.
يبدأ حديثه بمرحبا وينتهي به والنوم يغالبه، يتحدث معها وعنها في أي شيء وكل شيء، اعتياده عليها لم يمنحه اسم حتى الآن سوى أنه يسير نحوها متمهلا.. يمشي الهوينا، مترفقا بها وبنفسه.
يكمل حديث بدأه منذ لحظات
-اعتدت صنع السعادة لمن حولي
-وهل تصنع السعادة؟
ابتسم ثغره بعذوبة لسؤالها الذي يمط الوقت في حديث يرتاح له
-عندما تسمعين دعاء وأمنية أحدهم بلعبة فتحضريها له، عندما تعلمين أن فسحةٍ ما ستحسن مزاجه، أن تحضري هدية ما لتسعدي من تهمين لأمرهم.
إذا كان الأمر كما يقول فهي أيضا صانعة سعادة ماهرة لأخواتها، شعرت بأن حديثه عن سالم فاصطبرت ليكمل
-عندما يكون حلم أحدهم المعافاة..الحركة..النوم بلا ألم.
الآن أحست بمعاناته في صنع السعادة، تذكرت إيمان لوهلة فقالت شاردة
-احيانا لا يمكننا صناعتها عندما تتعلق بتلك الأمور، المرض، عودة الغائب، الحب.
-يمكنكِ السعي لتحقيقها والتمسك بالأسباب وستأتي حتما.
-كيف حققت حلم المعافاة يا عبد الرحمن.؟
يرفع قدمه عن الأرض يمددها على الأريكة المريحة، يستند برأسه على مسندها المبطن ويقول
-كان السبب تلك المرة المال، مرضت أمي، وشُل البيت وتوقفت الزيارات وبات الهم يعبث بنا لا يفارقنا أنا واختي وسالم، سعيت لأجد المال، حتى حققت سعادة أمي أخيرا.
بات صوته أشبه بالهمس وهو يخبرها بحزن
-أمر واحد فشلت في نهايته، البداية كانت سعيدة لا أنكر، لقد رأيت فرحتها وزوجها بالسفر يا أمينة، أقسم أني رأيتها، لم ترغب في زيارة البحر ولا السفر للمتعة، بل اختارت زيارة بيت الله.
تحشرج صوته بغصة منطفأة زادت من خفوت صوته
-لم أكن أعلم أن النهاية ستكون بحادث يودي بحياتها وزوجها.
تسارعت أنفاسها بترقب، لم تفكر في نهاية مأساوية لحديثهم كتلك، تسأله بقلق
-من؟، من يا عبد الرحمن؟
شعرت بأنفاسه الثقيلة، يجيبها صمته التعس، يتردد صداه في صدرها بقلق مخيف.
-أختي!
***
آسفة على التأخير-
تجلس أمامه وضوء الشمس يضرب صفحة النيل ليضوي وجوههم..
ترى الطعام المرصوص أمامهم فيقول
لقد طلبت الإفطار منذ لحظات-
تضم شفتيها باستحسان وقد راق لها رائحة الخبز، ولون البيض العيون يغطيه نمش التوابل..
-أول مرة آتي إلى هنا، حقا المكان ساحر
لم تفارق وجهه علامات النوم بعد، لقد كانت ليلته صاخبة..
-لاقيتكِ في عجلة من أمري، وفرت وقت فطوري لأكون معكِ
تعدل أسورتها لتتناول طعامها بحرية
مشغول-!
رن هاتفه..فيشاكسها بأنفه معتذرا ليجيب على الهاتف
-أعتذر عن عدم ردي بالأمس لقد نمت باكرا، امم..نعم..حسنا ، متى ستصل الشحنة إلى الجمارك..لا، سأكون مشغول يومها فلنؤجلها إلى آخر الشهر لاستقبلها بنفسي، تعلم بأن عبد الرحمن يوكلني في هذه الأمور..
تتأمل النيل من مكانها بهذا الاتساع..وتتأرجح بين تنفسه إرتفاعا وهبوطا..يتنعم بحرارة الشمس..
مجرد رؤيته بهذا الشكل منحها التنفس من هواءه بسلام..المساحة الواسعة أمامها منحتها الهدوء..
-منعش أن يبدأ الإنسان منا يومه برؤيته..
يضحك ليشرع في تناول طعامه، يتأمل عيونها، وجمالها الطبيعي، لا تضع ذرة من أحمر الخدود، ولا خط من كحل أو أحمر شفاه..
وردية..هذا هو لقبها الذي منحها إياه ..في سره..
يراقب قضمها لقطعة الكرواسون، رشفة من الكافيه لاتيه..
تقتله برقة طعامها، وأناقة قضمها..
تمنى لو كان قطعة عجين تلوكها بفمها..
لم يكن هناك داعي لدعوتي الآن يا – سالم..
-لا يمكن أن يمر يوم دون أن أراكِ
تضحك وهي ترتشف مشروبها..
-حتى لو وسط يومي، وسريعا..يكفي بأن أراكِ
تعيد أسورتها لمكانها..تنهي طعامها..فيكتفي بمتابعة انفعالاتها المريحة التي ترتسم فوق وجهها..
تغمض عينيها فيرجف قلبه..فاتنة..عاليا وردية فاتنة..
سيمنحها الكثير من الألقاب..وسيخبرها بها يوما ما..
يتوقف أمامها كالغر الساذج..غير قادر على مغازلتها كأي فتاة..تلجمه بجمالها، وجنونها..
***
يقف متلصصا محتميا بظلام تلك المنطقة من المستشفى، يراقب نظراته الجريئة لها، مدعيا تفحص ما بيديها من أوراق طبية، مقتربا منها بفجاجة.
نظرات لم تعيها وهي منهمكة في قراءة ما تحمله.
ضايقه ما يحدث بشدة، هي فتاة جبلت على العمل منذ صغرها وبالتأكيد حدث ذلك لها آلآف المرات وهذا يزعجه.
اقترب من الغرفة وعينيه ثابتة على ذلك الطبيب الشاب وهو يقترب أكثر منها بخطوات زادت اتساعها باتساع غضبه.
دفع الباب بدون استئذان وبصوت حاد قال
-أريد الطبيب المسؤول هنا.
توجه إليه ذلك الخائب الذي ارتدت شهوته عليه وقد أفسد عبد الرحمن على ما يبدو ليلته.
-أنا..
رفع يده التي غلفها بشاش قطني لتتوقف الدماء، فتفحصه الطبيب وهو يلتفت نحو أمينة قائلا بلا مبالاة
-الأمر لا يحتاج طبيب، نظفي جرحه وقطبيه.
ثم خرج صافعا الباب خلفه بملل فلم تكن تلك خطته لقضاء ليلته..
اقتربت بلهفة نحوه متفحصه جرحه.
ما تشعر به الآن من لمعة عينيه الغاضبة، ومن اقتحامه المكان الذي جمدها للحظات منعتها من ذكر أسمه، تلك التقطيبة الحادة التي عقدت حاجبيه وعدم انتظام أنفاسه جعلها مضطربة.
تقترب منه متعجبة من صخبه
-هل أنت خائف؟
تسمرت حالما وقعت عينيه فوق خاصتها، فذاب غضبه ولانت ملامحه فأردفت تطمئنه
-لا تخاف مني.
أفلتت عينيها منه وصمته يرتد بصدرها بسهام مبهمة غير قادرة على تسميتها، تتدعي ترتيب أدواتها أمامه كطالب فاشل بيد مرتعشة.
-يشكر الجميع في خفة يدي لا تقلق.
جهزت كل شيء وهو يراقب رجفتها
-المهم ألا تقلقي أنتِ.
تخلص من غضبه في تلك اللحظات الخاطفة بينهم
-هل ترتجفين في كل مرة تقطبين جرحا ما؟
ابتلعت ريقها وهي تحاول السيطرة على رعشتها، مشتتة بماذا تجيبه!
لم يحدث لها ذلك من قبل وإن حدث لما كانت هنا اليوم، لكانت أفسدت عملها الذي يتطلب الثبات.
لا تعرف سببا.. أهو الترقب..كونه وحيدا.. بعين مثبتة فوقها..قرب المسافة؟
يفصلهم مكتب يضع عليه يديه كالحاجز بينهم فماذا إذن!
بدأت في فك الشاش عن جرحه، نظفته..وجاء وقت التقطيب.. تحتم عليها لمسه في هذا الوقت!
سرت رعشتها نحو قلبها فقاب قوسين أو أدنى من القفز خارجا، غشيت عينيها لمعة دموع رقيقة حجبتها عنه بالنظر ليده، خشونتها وعروقها الممتلئة جعلتها تبتلع ريقها بصعوبة، دافئة وشديدة الإحمرار، يكسو أصابعه شعر أسود غزير، تسخر من نفسها وهي تهادن ارتجافتها بتفاصيل تزيد من ارتعاد قلبها، فتعلق بصرها بأدواتها بحكمة وتروي عل قلبها يتوقف عن ذلك القرع.
لم يكن أفضل حالا منها وهي تعتني به من هذا القرب، ربما هو عملها فبات بلا مشاعر، أما هو..ليس معتاد لهذا التقارب والتلامس.
مشاعر خاصة انتفضت بداخله أعادت عقدة حاجبيه، هي الوحيدة التي أثارت تلك المشاعر بداخله ولا يعلم لذلك سببا.
لم يشعر بانغراس الإبرة في يده وهو منهمك في انجرافه الشديد نحو قصرها وانخفاض وجهها عنه، لماذا تحجب عينيها عنه، يريد أن يراهم الآن
-أمينة..
رفعت عينيها تلقائيا نحوه ليرى شفافيتهما التي فاضت بمشاعرها نحوه، إرتجافتها بلمسته، وفرضية معالجته.
-أنتِ لم ترشي البنج أولا..
شهقت بشدة واضعة يديها على فمها تخفي توترها تبحث عنه جوارها فيرشدها بإشارة من يده
-هناك.
تقول بأسف ورجاء
-أنا آسفة..لقد نسيت..والله لم يحدث أن نسيت أمرا كهذا من قبل..لا..لا أعرف ما الذي يحدث معي..
قال مبتسما وهو يرفع حاجبيه بوهن من فرط مشاعره، يومئ برأسه.. قائلا بثقة..
-أنا أعرف…
زاد صراعها، ولم ينتظم خافقها..تبعثرت الحروف وأفلست كلماتها فصبت عجزها في عملها لتنهيه في صمت..
ما الذي يعرفه، هل فضحتها مشاعرها للحد الذي بات يراه؟
-الجرح عميق، ما سببه؟
تخرج نفسها من تلك الدوامة لتحافظ على توازنها
-جيراني يشكون من تسريب المياة من أرضية حمامي على سقفهم، وبالبحث وجدت صنبور مياة تالف فبدلته..
فطنت لنهاية القصة من شكل الجرح أمامها
-فأفلت المفتاح ليقطع يدك..
هز رأسه موافقا فأردفت
-ألم تسمع عن مهنة تسمى السباكة، هناك عمال يمتهنوها بالمناسبة، أم أنك بخيل وتفعل كل شيء بيدك.
-اعتدت على فعل كل شيء بنفسي منذ الصغر..
-إذن أنت تفهم في كل شيء، لماذا لم تقطب جرحك؟
-كوني منصفة وقولي أني تصرفت جيدا حين حاولت كتم الدماء.
ابتسمت فأشرق الليل بضي ضحكها وهي تقول بهدوء
-انها بديهيات؟!
ساعد حديثهم في استعادتها نفسها وقد نحت مشاعرها، لتنهي ما بدأت.
وصفت له اقراص تساعد على التئام جرحه فقال مشيرا نحو الطبيب بالخارج
-ألا يستوجب صرفه هو لي..
-هو طبيب متدرب، كما أن جرحك لا يحتاج طبيب الأمر بسيط..
قال مدعيا النظر لجودة عملها مماطلا في الوقوف..
- نظراته لم تعجبني..
لهذا إذن دخل بصخب؟!
قالت وهي ترتب أدواتها لتعيدها للتعقيم
-كما تعلم مهنتي معرضة لذلك.. أنا قادرة على ردع أي محاولات للتجاوز، الأمر ليس بجديد..
مؤكدة على كلامها بإشارة من يديها نحو الباب تدعوه للإنصراف.
تعلقت يده الصحيحة بمؤخرة رأسه معجبا بما فعلت معه للتو.
خرج وقد نسي جرحه، ولعناته التي صبها فوق جيرانه..والصيدلية القريبة من بيته المغلقة في هذا الوقت..
اقترب من سيارته يركن جسده عليها ماسحا الأجواء بعينيه..
لن يكذب على نفسه وقد وجد إحدى الصيدليات الكبيرة أبوابها مفتوحة وأنه جائها عن عمد..لقد كان يفكر فيها وهو يربط الصنبور الجديد فانفلت منه، يتذكرها يوم الحلوى..إشتاقها.. فكان نصيبه أن يأتيها بجرحه..يعود وقد التئم أحدهم بينما الآخر فتح للتو وهي وحدها القادرة على غلقه.
***
اتصالاته بها بدأت تأخذ منحنى مريح، يسعد عندما تفضله على ساعة راحتها في منتصف اليوم، وفي أوقات فراغها ليلا قد تمنحه ساعة من نوبتجيتها لو كانت هادئة، بقدر ما هو سعيد بحديثه الحر معها في تلك الأيام بعيدا عن أخواتها إلا أن وجودها خارج منزلها الآمن لهذا الوقت يزعجه.
لا يعرف ما الذي يمنعه من الإرتباط بها ومنعها عن العمل، لقد تعرف عليها وعلم دواخلها وحملها الزائد المرهق.
يتصل بها متمنيا ساعة هادئة بعيدا عن أنين المرضى، وشعور السعادة يلفه من فكرة زواجه بها.
لقد تعامل مع الكثير من النساء، المتحذلقة، المتحررة، التي تشبه الرجال، الثرية، والفقيرة.
هي وحدها من تمناها زوجة، لقد نفذ عبر تفاصيلها التي ترهقه، يرغب بالاستئثار بها لنفسه فيحجبها عن العالم وعن كل ما هو مهين.
يعترف لنفسه بغيرته عليها، وخوفه المستمر من مضايقة أحدهم لها، ويذوب فؤاده من رائحتها، حركتها، سمتها الهادئ.
هي من يريد، ولا يريد سواها.
تغلق الباب على مريضتها وقد أنهت قياس الضغط لها ومنحتها جرعة الدواء المسائي، تخرج هاتفها من ثوبها الأبيض.
ما إن رأت اسمه تبدلت ملامحها الناعمة إلى أخرى حزينة، لم تعتد محادثة الرجال والاختلاط بهم، حتى زملائها في العمل تضع الحدود ولا يتجاوزها أحد لحدة انفعالاتها المغايرة لرقة ملامحها.
تؤنب نفسها كل ليلة، وكل ليلة يدفعها حنينها إليه لتجيبه، لقد اعتادت اهتمامه فأصبح الركن البعيد في أقصى الأرض من يمنحها السكوت عن الأفكار والشعور بالذات بل وضرورة تدليلها.
منذ متى لم تأخذ حماما هادئا، أو تضع عطر ناعم يذكرها بأنوثتها، أو ارتدت ملابس قصيرة، ارتجفت بردا تحدث نفسها
-أقصد في الصيف.
جعلها عبد الرحمن تشعر بأنها أنثى مطلوبة وقد تتزوج من يحمل معها ويهون عليها متاعب الحياة.
توقف الهاتف عن الرنين، ربما ظن بأنها مشغولة..
ذات التأنيب يعود مجددا ينهش أفكارها الناعمة ليؤجج خوفها، ما إن تستمع لصوته الحنون
-كيف حالك يا أمينة؟ هل أنتِ بخير؟
دوما سؤاله يعدها بالتهوين عنها لو كانت إجابتها لا..
يروح عنها ويضحكها..
تعلم بأنه يحمل صندوق أسود بداخله يؤلمه في علاقته بسالم لقد علمت أنه ابن أخته التي أخبرها عنها..لكنها لم تسأل عن التفاصيل.
يعلو الرنين مجددا فترد هذه المرة لتستمع لصوته المتلهف
-هل أنتِ بخير؟
ابتسمت لحفظها عاداته معها، وتنهل من شوقها لحديثه، فبات يروي عليها أحداث يومه وصفقاته، الزحام، تأخره على مزاد هام بعد أن اعتذر سالم عن حضوره..
إلى أن وصل لسؤال أربكها
-امينة..أين تخزنين ملابسكِ الصيفية؟
سؤال ملغم، هل يليه سؤال ماذا ترتدين الآن؟
هي في المستشفى حبا في الله!
هل تخبره بأنها…
ابتسمت بخجل تجيبه بسلاسة
-في كنبة جدتي القديمة، نضع داخلها الملابس الصيفية والشتوية بالتبادل مع الفصول.
يرفع حاجبيه مبتسما، فقد صدق حدسه.
كلمة جدتي، وحنينه إلى تلك الأيام البعيدة، العائلة، الخبز في صحن البيت القديم..
-كنت أعلم.
-كيف؟
-شممتها في إجتماع عاليا وانتِ توزعين الملفات.
شعرت بالخجل الشديد، لقد كان أول فصل الشتاء وكانت أول مرة ترتدي السترة الصوفية خاصتها.
تضع كفها على وجنتيها تخفف من شدة إحمرارهم، كيف يتحدث هكذا عنها بأريحية، يخفق قلبها بشدة، هو أول حديث حميمي يخصهم على هذا النحو.
-أمينة.
صوتها لا يخرج، فهمهمت ليكمل
-أريدكِ أن تتركي العمل بالمستشفى، يكفي عملكِ لدى عاليا، ألا يكفيكِ راتبها.
ما باله اليوم يمعن في التدخل في شئونها، للأمانة هي ليست غاضبة..إنما تشعر بخفقات قلبها تدوي، تعرَّق جبينها وارتعشت أطراف أصابعها.
-تعودين للمنزل في وقت متأخر، قد يضايقكِ أحد، قديما كنتِ بحاجة للمال، والآن شغلك لدى عاليا وراتب أميرة لابد وأنه يكفي.
تخلصت من خجلها ولا زالت ارتعاشتها تهز الهاتف بيديها
-راتب أميرة بالكاد يكفي مواصلاتها وأشياء تخصها، أنا لا آخذ منها شيء للبيت.
-عليها أن تشارك، لماذا تحملين الحمل وحدكِ.
-أنت تكرر كلام الخالة فوقية، لأنهم لم يخلقوا لذلك، لازالتا يدرسان، كيف احملهم عبء كهذا، يكفي أن أميرة تلتزم بمصاريفها هكذا تحمل عني.
-تعلمين أني أحترم تلك المرأة بالمناسبة؟
يسبل جفنيه ماسحا فوق ذقنه يغالب مشاعره، فلم يفلح في كتمانها لتخرج الكلمات من شفتيه بسعادة
-أمينة..هل نتزوج؟
تحكمت في شهقتها العميقة، ارتعاشتها أصبحت إرتجافة..وعرقها أصبح نقاط رقيقة بللت حجابها بحياء..
أُلجم لسانها، لا تعرف بماذا تجيب أو ماذا تقول، لقد فاجئها..
-أنتِ بالغة، امرأة قوية، أريد أن أكمل ما تبقى من حياتي معكِ يا أمينة.
حتما ستغير الموضوع..الآن..ستموت من شدة الخجل..
-أخبرني أولا عن أختك يا عبد الرحمن.
***
يشعر بالغضب منذ أنهى المكالمة مع سالم، شحنته غير مطابقة للمواصفات ومحتجزة منذ يومين يدفع أرضيتها للجمارك بمبلغ وقدره..
يضرب كفا بكف، من الذي يعرقل شحنته بهذه الطريقة..يومان ولم يخبره سالم سوى الآن ظنا منه بأنه قادر على إنهاء المشكلة ولكنه بلغه حالما عجز تماما عن الإفراج عنها بكل الطرق المتاحة.
أظلمت عيناه بشدة وهو يستقبل سالم في مكتبه
-لا تقلق سيمر الأمر، سأجري اتصالا أخيرا لربما حل تلك العقدة..
-هل عاليا تعلم بموعد وصولها؟
ترك سالم هاتفه
-وما شأن عاليا بالموضوع؟
لا يعلم لماذا سأل هذا السؤال ولماذا خطرت على باله الآن، إلا أنها قد كبدته خسائر من قبل وليس جديدا عليها تضييق أموره.
-أرى علاقة مزدهرة على مواقع التواصل، صور تجمعكم على النيل، المقطم، في الصحراء ربما كانت تخوض سباق ما.
ضيق سالم عينيه يجلس أمامه، يمرر يديه في شعره مستريحا من عناء القيادة.
-لا أفهم علاقة هذا بذاك..إلا أني لا أخفيك سرا بإعجابي بها..لقد توطدت علاقتنا مؤخرا وأشعر بانجذاب وتوافق بيننا..لقد انتويت خطبتها.
ضرب على سطح المكتب بقوة
-على جثتي.
مر شريط قذارتها أمامه، ستلحق أذاها بالصغير عليها اللعنة، إلا سالم..ليس هذا ما يتمناه لابن أخته..رغم توتر علاقتهم إلا أنه يتمنى له زوجة كأمينة..تعي جيدا معنى أسرة وزوج.
قام ملتفا حول مكتبه يواجه انقلاب ملامح سالم بعد سماعه إجابته.
-لو كانت عاليا آخر نساء الدنيا لن أرضاها لك زوجة يا سالم.
قال سالم بحدة ولازالت أصابعه عالقة برأسه
-أنا من سيختار زوجتي، أنا من سأعيش معها واتقبلها، لا يهم رأيك يا خالي..أنا فقط أخبرك.
جلس في الكرسي المقابل له يهدئ من قوله
-لا تليق بنا..
-تعجبني..
يتماسك في إخباره عن ما ضيها
-ليست منا يا سالم، هي ابنة الحسب والنسب، لن تكفي طلباتها ولا متطلعاتها.
-لقد تزوج طارق خلود الفقيرة، ليس الأمر بجديد.
-طارق رفعها إليه وهذا في عرف الرجال يزيده فضلا ورجولة، أما العكس فلن يزيدك إلا نقصا وعيبا، أنا لا أوافق على هذه الزيجة..
يصيح في خاله بعنف
-توقف عن حرماني مما أحب وأتعلق به، كفاك تهميشا لمشاعري وما فعلته بي منذ صغري، تسببت في مقتل والدي لأعيش بلا سند ولا حضن اندس فيه وقت تعبي، جردتني من كل شيء..كل شيء.
لقد آواه..هو من طرده من منزل أمه بعجرفة قاتلة تقبلها عبدالرحمن لظروفه وتمرده..
سند..يتحدث عن سند؟!
قال بضعف
-ألم أكن لك السند يا سالم طوال السنوات الماضية..؟
تردد في قوله وهو يرى الحزن يقتات على عيني خاله، خرجت كلماته بلا شفقة
-لا..
قام يوليه ظهره يردف
-لو كنت تظن أن عملي لديك سندا لي فأنت غير منصف، السند ليس بالمال..أنت لم تتقبل غضبي طفلا، نهرتني وآذيتني، أفرغت بي إحساسك بالذنب تجاه أمي..أنت لم تحتضني، لم تواسيني..لم تخبرني أن الأمور ستكون بخير..انزويت بجرحك بعيدا وتلقيت اتهاماتي بغضبك..أنا لن أسامحك على موتهم أبدا.
طعنة توغلت بين أضلعه فبات ضعفه وهن، يمسح على شعره إلى الأمام متألما من تلك الاتهامات التي تلاحقه..
يستمد قوته من خوفه عليه..هو ليس أهلا لمواجهة مصائب عاليا.. لابد وأن يصرف تلك الفكرة عن رأسه.
الأمانة تغلب الرجولة في هذا الموقف فلن يتستر عليها لتكون بلوة ثقيلة يحملها سالم وحده..
-عاليا كانت في علاقة محرمة منذ صغرها، وأسقطت جنينها وهي في الخامسة عشر من عمرها..
قال بثورة لم يستطع السيطرة عليها
-كذب..أنت كاذب.
نفض وهنه متلبسا قناع القوة في مواجهته
-اسألها..
انفعل من إجابة خاله المقيتة..كيف يسألها وهو لم يأخذ رأيها من الأساس في الارتباط..
هي حتما منجذبة إليه مثله تماما..
وإلا فيما الخروج والفضفضة، محادثاتهم الطويلة، هو واثق بأنه لو طلبها للزواج ستوافق..
لكن..كيف يسألها هذا السؤال؟
وهل ستقبله منه؟
استغل عبد الرحمن حيرته تلك وقال
-عاليا الرقيقة التي تخدعك بحلو منظرها هي كالأفعى، أنت بذكاءك الشديد لن تجاريها يا سالم..أقسم بأنك لو ارتبطت بها ستكون لعنتك التي لن تفارقك إلا بالموت..ليست المرأة التي تأمنها على اسمك..هي لن تحفظه على كل حال..
لقد نومت جد خلود لتخرج من الفيلا لمقابلة أحدهم..
لقد رآها تتعرى عبر الهاتف يوم زواج أخيها..
لقد.. ولقد..
كيف يترك هذا الغر في قبضتها..
-لا يهمني رأيك، لقد امتنعت عن الخوض في خصوصياتي أمامك منذ زمن..دعني وشأني واترك لي قراراتي ولا تحشر أنفك فيها.. أنا لا أريد نصائحك.
***
أنت تقرأ
بطل الحكاية
Mistério / Suspenseالجزء الثاني من Abasement(إذلال) تكملة لقصة عاليا وظهور ابطال جدد وقصص جديدة. لقراءة الجزء الأول من هنا https://www.wattpad.com/story/210517528?utm_source=android&utm_medium=link&utm_content=story_info&wp_page=story_details_button&wp_uname=HalaHamdy...