الفصل الرابع 4

6.7K 207 11
                                    

بعد اسبوعين من تواجدها في القصر كان جاسر يتجاهلها اكثر من ذي قبل وهي لا تعلم سبب تجاهله ذاك فلقد حاولت التحدث معه لاكثر من مره ولم تكن تتلقى منه الا التوبيخ، حتى انه لا ينظر اليها  من الاساس يذهب في الصباح الباكر ويعود في المساء...

كانت دهب تنظيف غرفته بكل همه   وما ان انتهت بلهاث توجهت نحو شرفته ثم جلست بها تلتقط انفاسها مستنشقه الهواء النظيف ، سحبت نفساً طويلاً  وهي  تنظر للمساحات الكبيره امامها و التي تحيط القصر من كل الجهات، تذكرت مزرعتها ومحاصيلها التي تأسفت عليها وعلى المجهود الذي بذلته بزرعها والاهتمام بها ثم حصلها، لو كانت الان هناك لكانت في هاذا الوقت تشوي الذره وتأكل منها، جاسر لم يخظفها الا عندما حصدت المحصول لو انتظر قليلاً لتفحص جودته وتذوقته ماذا كان سيخسر.......

استمعت صوت الباب يفتح انتفضت واقفه خوفاً ان يكون قد عاد و لو رائها هنا سيوبخها كالعاده، نظرت خلفها برعب سرعان ما زفرت انفاسها العالقه بحلقها ما او وجدت هند ونورهان هما من اقتحمتا الغرفه....

عقدت حاحبيها ما ان رائتهما فور دلوفهما قد اغلقتا  الباب بلمفتاح.... دلفت للغرفه ثم امسكت حاجياتها من ادوات التنظيف وهمت بالمغادره قائله بخوف
( انا خلصت تنضيف الجناح دا كله وهخرج دلوقتي..

اقتربت هند منها ثم دفعت الدلو الذي بحوزتها حتى سقط مرتطماً ارضاً مما جعل دهب تنكمش على نفسها، فقالت هند بسخريه
( مالك خفتي كده ليه، انا جيالك وعاوز منك مصلحه...

راقبت دهب نظرات هند والتي تقطر في المكر التفتت  تنظرها لنورهان التي تبتسم بشر ثم قالت بقلق
( عاوزين مني اييه...

اخرجت نورهان مقص من خلف ضهرها واخذت تلاعبه بين اصابعها بأيحاء، ارتعبت دهب عندما رأته و علمت المغزا منه عادت  بخطواتها للخلف وهي تتشبث بضفيرتها بقوه قائله بصوت مهتز
( اعملو الي انتو عاوزينه بس اياكم تلمسو شعرى.. والا والله هقول لجاسر...

ضحكت نورهان وهند عالياً فهتفت نورهان بشر
( الحقي يا هند دي هتقول لجاسر.....

اقتربت هند منها وامسكت يدين دهب ثم ركلتها بمعدتها بحركه من قدمها تأوهت دهب بقوه وخارت ساقطه ارضاً من شده الالم، اسرعت نورهان مستغله تألم دهب والتقطت ضفيرتها وبلحظه واحده كانت قد قصتها.......

صرخت دهب صرخه مدويه رجت جدران القصر بأكمله شعرها كان اغلا ما تملكه، تتذكر المره الوحيده التي تكلم والدها عن والدتها وهي عندما قال ان شعر دهب مثل والدتها و منذ ذالك اليوم وهي تحافظ عليها ولم تقم بقصه مطلقاً....

تركتها هند فجثت دهب على ركبتيها واخذت تبكي بحرقه... تبكي كما لم تبكي يوماً، شعرت انهم سلبو الروح من جسدها لا خصلاتها..... مددت يدها بأنين متألم نحو ضفيرتها التي بحوزه نورهان تهم بأخذها الا ان الاخرى ابعدت يدها بعيداً ثم قالت بغل ملئ قلبها المسود
(دي هتكون تذكار عندي منك يا دهب... ابقي ورينا هتقلي ادبك علينا ازاي.. خدي بالك المره الجايه ممكن نحلقلك شعر زيرو..

الحب الاسود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن