كان جاسر جالس على الكرسي المقابل لسرير دهب يتابعها عن كثب في وسط السكون الذي يبتلعهما فقد كانت تفتح عينيها في كل مره وتغلقهما علها تعيد النور اليهما وما ان تتلقى السواد تبتلع تلك الغصه العالقه بحلقها عدا عن دموعها الصامته التي تسيل على وجنتيها وملئت الوساده اسفل رأسها، استند بذراعيه على ركبته ثم قال بصوت هادء
( طلبت من سعديه تجيلك، هتساعدك تغيري هدومك.....
اومئت له وهي ترفع اصابعها المرتعشه تمسح دموعها امام ناظريه، ثم قالت بأبتسامه سخريه من جانب شفتها
( انا اتعميت صح ، بس لسى متشليتش علشان تجيبلي حد يساعدني....
تصلب فكه بينما احتدت عيناه بقسوه ولو كانت ترا لارتجفت من هيئته الغاضبه، قال بصوت متجلد
( بلاش تستفزيني يا دهب، انا بحاول اساعدك على قد ما اقدر....
هزت رأسها يميناً و شمالا ثم همست بذقن مرتعش
( مش بستفزك يا جاسر، بس من وقت ما عرفتك وانا بخسر، خسرت حياتي اللي عشتها طول عمري وبعدها شعري ودلوقتي عنيا.... والله اعلم بعد كدا هيكون ايه... مستبعدش اي حاجه.....
لمعت عينيه بالغضب ثم اغلق عينيه وهو يقضم شفته بقوه حتى استطعم بدمائه بفمه غير قادراً على التفوه بحرف واحد فهي محقه فهو السبب الاول بكل ما يحدث لها، فتح عينيه ما ان سألته ببكاء لم يتوقف منذ ساعات
( اسلام قال ان بابا قتل والدك... دا بجد ولا علشان يحرق قلبي اكتر.....
احتدت عينها بقوه ثم قال بقسوه
( انتي خليكي بعنيكي دلوقتي وملكيش اي دعوه بسالم....
ضربت السرير بقبضتها الصغيره وهي تصرخ بصوت متحشرج
( ازاي مليش دعوه، دا بابا وكل دنيتي.....
انتفض جاسر واقفاً بعنف جعل من المعقد من خلفه يسقط بقوه اكبر مرتطماً في الارض وهو يجأر بغضب تمكن منه ما ان نطقت ما ولا
( كل دنيتك ازااااي، دنيتك اللي حرمك منها وبقالك سنين محبوسه بسجن ولا كأنك انتي اللي قتلتي وبعاقبك بزنبه .....
انكمشت دهب على نفسها بخوف ثم قضمت شفتها التي اخذت بالارتجاف وهي تنظر نحو مصدر صوته ثم قالت بصوت متخاذل
( انتي دلوقتي بتعايرني..!! الحبس اللي بتقول عليه احسن بمليون مره من الدنيا اللي ورتهالي.....
انتحبت بشده وهي تردف بصوت متألم وهي تضع يدها على قلبها الذي ينزف الماً
( خدتو مني عنيا ومقدرش دلوقتي اشوف اي دنيا من دول لا الوحش ولا الحلو......
ابتعد جاسر عنها وهو يغرس كف يده بين خصلاته يقبض عليهم بشده لاعناً بداخله كل من تسبب بأذاها..... اخذ يدور في الغرفه بغضب متنفساً بحده وهو يستمع لصوت بكائها المنهار.. ثم قال من اسفل اسنانه دون الالتفاف اليها
( مش بعايرك يا دهب ولا عمري هعمل كدا... انتي متعشمه براجل سرق دنيتك كلها وحرمك من ابسط حقوقك بالحياه بدون اي ذره ندم وانتي هنا عماله تزعقي وتدافعي عنه وكأنك متعرفيش هو مجرم ازاي ...
أنت تقرأ
الحب الاسود
Storie d'amore*هي فتاه هادئه ولطيفه عاشت حياتها بين جدران المنزل لم تخرج للعالم ولم تختلط بأحد من البشر غير والدها هو يبحث عن انتقامه منذ مقتل والده لكن عندما يصل لمبتغاه ويقبل على اخذه تأتي هيه لتقف في وجه انتقامه فهل يأخذه منها ام للقدر رائي اخر
