الفصل الثامن والعشرين 28

4.5K 151 22
                                    

تحركت جفون جاسر بعد اربعه ايام من بقائه في العنايه وهو فاقد للوعي.....الى ان فتح عيناه بتتريج بينما تصل لاذنيه اصوات همهمات غريبه من حوله، اصتدمت نظراته في سقف الغرفه محاولاً استكشاف اين يقبع وماهيه المكان الغريب عليه....

حينها كان الجميع حوله ولم يتوانو يوماً عن المكوث بجواره على مدار تلك الايام الماضيه التي انقضت على شد وجذب بأعصابهم وخوفهم الدائم عليه...
بينما لم يهداء لسان ماهيتاب برفقه رنا وهند عن الدعاء له بالشفاء العاجل...

انتفض اسلام من مجلسه فوراً جاعلاً من اعين الجميع تتعلق عليه وهو يهرول نحو أخيه ما ان لاحظ انه ينظر للسقف بأعين خاملتين رخوتين....

التقط يد شقيقه فوراً بغير تصديق ثم هبط نحو جبهه جاسر واخذ يقبله قبلات متفرقه سعيد ولسانه يهتف شاكراً
( جاسر.... الحمد لله على سلامتك.. حسك في الدنيا يا اخويا الحمد لله، الحمد لله...

اسرع الجميع بالألتفاف حول السرير بلهفه فصاحت رنا ببكاء ما ان لمحت عيناه قد عادتا تبصرا مجدداً
( جاسر، حبيبي الف الحمد لله على سلامتك، كنت هموت لو جرالك حاجه بسببي....

تبسمت شفته وهو يومئ برأسه بأرهاق بينما ربتت ماهي على خصلاته ببكاء منهار قائله
( ربنا ردك لينا سالم يا قلبي لو افضل اشكره ليل نهار على رحمته بينا مش هيكفيني... صحتك في الدنيا يا جاسر وحياتنا كلنا من غيرك مش هتبقا حياه....

انهت كلماتها الباكيه وهي تدنو من جبهته تقبلها وهي تردد الحمد والشكر لنجاته...

نظر جاسر لوجههم ما ان ابتعدت ماهي ثم اعاد نظره لأسلام يسأله بلهفه بانت على عينيه بوضوح
( دهب..... دهب فين... رجعتوها...؟

بكت ماهيتاب بعنف فأسرعت مغادره الغرفه حتى لا تألمه اكثر، عقد جاسر حاجبيه وهو يراقبها ثم التفت لاخيه يستشف الاجابه من ملامحه
( مرجعتهواش...؟

زم  اسلام شفتيه ثم  دنى منه وربت على كتفه قائلاً
( انت أتحسن ودهب هتيجيلك ما تخفش.. ضرف يومين وهنجيبلك قرار سالم وكل اللي يشد على ايده....

تدهرجت انفاسها جاسر، كز على اسنانه بقوه وهو يغلق عينيه بتعب بينما صدره بات يتحرك بسرعه متهوره حتى اصبح الجهاز الموصول بقلبه يطرق بعنف، هتف اسلام بخوف وهو يراقب الجهاز
( اهدا يا جاسر، دهب مع والدها مش هيأذيها وانا اوعدك مش هتطول عنده هجبهالك....

بينما ازداد طنين الجهاز بعنف مما جعل اسلام يهدر برنا الباكيه وهي تراقب صنع يدينا
( اجري اندهي للدكتور....

أومئت له ثم انطلقت للخارج ولم تتعدا الدقيقه الا وكان الطبيب. يقتحم الغرفه برفقه معاونيه واخذو يتفحصو الوضع العالم لصحه جاسر الذي تشنج جسده وبات ينتفض بكل عنف فوق سرير المشفى مما استدعى الاطباء لأعطائه حقنه مهدائه حتى انخفض مستوا انتفاضته...
( طمني يا دكتور هو حصله كدا لييه...

الحب الاسود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن