#بسم الله الرحمن الرحيم
#لن ابقى على الهامش
#نداء_عليالفصل السادس والعشرون
وباتت احلامنا بلا وطن، تحارب طواحين الألم فتلقي بها هنا وهناك ونحن بلا حول ولا قوة نغفو من جديد علَ أحلامنا تنتصر وتسترجع أوطانها المسلوبه لكنها هشة بلا أسلحة فتنالها طعنات اليأس من جديد وتتراكم فوقها هزائم أخرى.
ناولت همس مسكناً آخر فقد بات الألم الناتج عن صراعها النفسي لا يحتمل، يجافيها النوم ويؤلمها الحنين ويؤرقها وجود فيصل بنفس المكان وكأنه يسلبها الحق في التنفس.
تنهدت بضيق وما لبثت أن ضربت جبهتها بغيظ قائلة:
نسيت خالص معادي مع اساف، زمانه قرب يوصل، ياربي الصداع هيقتلني، الله يسامحك يا فيصل هموت بسببك
بحثت عن حقيبتها، اخرجت منها قطعة من الشوكلاته.
تناولتها باشتهاء قائلة:
أوقات لازم ناكل شوكلاته رغم انها بتعملي حساسية، مش لازم كل حاجة تمشي مظبوط، مفيش مانع الدنيا تتلخبط شوية، هيجي وقت والحياة تمشي يا همس، فيصل أبو ولادك، فاهمه ؟
اخذت تحدث نفسها إلى أنها خارت قواها وانتابتها مشاعر متباينه جعلتها تستسلم لحالة من الانهيار استمرت دقائق معدودة، هبت همس واقفه بعدما هدأت ثورتها وشعرت برتياح نسبي بعدما سمحت لدموعها أن تغادر، توجهت إلى المرحاض المرفق بمكتبها وغسلت وجهها مرات متتاليه، جفتت وجهها وازالت بقايا الكحل العالقة بأهدابها، زينت وجهها بالقليل من مساحيق التجميل إلى أن استشعرت بعض الرضا عن نفسها.
أعادت ضبط حجابها وتمتمت قائلة :
الحمد لله، أنا قوية مش ضعيفه، أنا بس موجوعة، أي جرح بياخد وقت.
استمعت إلى طرقات متتاليه تعلن عن وصول ضيفها المرتقب، توجهت بحماس مصطنع لبدء االلقا
دلف اياس بعدما استمع إلى صوتها يسمح له بالدخول
ابتسم إليها قائلاً:
صباح الخير همس
بادلته الابتسامة واشارت إليه بالجلوس قائلة بترحاب :
صباح الفل يابشمهنس اساف
اساف بترقب : باشمهندس! يعني ألقاب ومفترض أنا احترمها واقول مدام همس؟
قهقهت همس قائلة
لسه زي ما انت يا اساف، بتقفش بسرعه، يابني بهزر.
اساف بهدوء : أنا بس خفت يكون السنين اللي فاتت غيرتك
ترقرقت عيناه قليلاً وتنهدت : ياااه، غيرتني كتير بس مش للدرجة دي، انت عشرة عمري، وصديقي واستاذي.
اساف : عارف، بس نسيتي أهم حاجة.
رفضت همس التعقيب على حديثه الذي تعلم يقيناً أن نهايته لن تزيدها إلا حزناً وابتسم هو بحنين لأيام لن تعود
أنت تقرأ
لن ابقى على الهامش
ChickLitليتنا خطونا نحوك على مهل، ليتنا ما هرولنا إليك نسابق الريح بكامل طاقتنا، ربما كان التمهل مجدياً، لربما كانت سقطتنا أقل خطورة وقسوة لكننا حمقى كنا غافلين عن الأذى الذي ينتظرنا.