الفصل الثاني

715 19 4
                                    

                       الفصل الثاني
                 ⚜️ ليست لك .. ⚜️

قضت"سحر" ساعات طويله بهذا القطار لتصل لوجهتها بالنهايه ، ظلت تتعمق وتفكر بحديث والدتها بهذا الصباح كذلك بإصرار والدها هذه المره بقبولها الزواج من إبن عمتها ، هى تعلم مبررهم جيداً أن العمر يمر عليها دون ونيس وأنهم بالنهايه يريدون الإطمئنان عليها قبل مماتهم لكن ذلك ليس مبرراً إطلاقاً للموافقه على ربط حياتها بهذا النرجسى الأنانى ، نعم هى تراه هكذا فلم تعتقد يوماً أن تَعَلُقه بها بتلك الدرجه ما هو إلا رغبه فى إرضاء نفسه المتعاليه بعد رفضها له عده مرات ...

هو يتصنع قوة واهيه لا تناسبه حتى مع عمله كضابط بالشرطه إلا أنها تراه ضعيف الشخصيه منساق خلف أهوائه ومطامعه للحصول على ما يبتغيه فقط ، يرفض مجرد فكرة أن إحداهن ترفض من هو مثله بمركزه ومكانته ...

نفضت تلك الأفكار عن رأسها بعد توقف القطار بمحطتها التى تبتغيها لتحمل حقيبه ظهرها الكبيرة مترجله من القطار وهى تلمح تلك اللافته الكبيرة المشيره بإسم البلده (المنيا) ...

لم تكن تلك أول زيارة لها للمنيا لهذا كانت على درايه كامله إلى أين تتجه بالفعل ، خرجت من محطه القطارات لتستقل إحدى السيارات متجهه صوب بيت "نسمه" و"عمر" بأطراف البلده ...

_____________________________________

دنيا ...

دلفت "دنيا" إلى داخل شقه والديها البسيطه بأحد الأحياء الشعبية وهى تضع مفتاحها بعلاقه خشبيه متواضعه خلف باب الشقه كما إعتادت هى ووالديها على ذلك ...

خلعت حذائها لتريح قدميها بعد عناء يوم عمل طويله تبعه سير بلا هدف لتهدأ نفسها من رد فعل "وائل" الغير مكترث قبل وصولها إلى شقتهم ...

إنتبهت والدتها لقدومها لتتقدم نحوها على عجل بإبتسامه سعيده لتهمس إليها بغبطه ...

_ "دنيا" ... كويس أوى إنك جيتى ... غيرى هدومك بسرعه وإلبسى فستان حلو كدة ... فيه ضيوف فى الصالون مع أبوكى ...

رفعت "دنيا" وجهها تتفحص ملامح والدتها السعيده فهى تدرك جيداً تلك الملامح وما تخفى ورائها لتتسائل بشك قريباً للتأكد ...

_ ضيوف مين ...؟!؟

أجابت والدتها بنفس النبره الهامسه ...

_ عريس ... جه هو وأمه من شويه ... ربنا ييسر لك الحال يا بنتى يا رب ...

تأكد ظنها على الفور لتحاول كظم ضيقها فما كان ينقصها إلا زيارة مثل تلك الآن ...

_ تانى يا ماما ... مش أنا قلت لكم مش عايزة أتجوز دلوقتى ...!!!!

تلاشت ملامح السعاده المرتسمه على وجه والدتها وهى تنهرها بقوة ...

_ بس بقى ... بلاش كلام فاضى ... هو أنتى عُدتى صغيرة ... إللى زيك معاهم عيال دلوقتى ... يلا غيرى هدومك وحصلينى على الصالون ومتكسفيش أبوكى قدام الناس ... يلا إتحركى ...

روايه "الميراث" (الجزء الثاني من روايه عشقت خيانتها) Rasha Romia "قوت القلوب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن