الفصل السابع

460 16 3
                                    

                        الفصل السابع
              ⚜️ رقم غريب ..!!!! ⚜️

سحر ...

ضمت "مؤمن" جيداً بداخل أحضانها ربما لتطمئنه وربما تستمد منه القوة فهى بالنهايه ضعيفه أمام هؤلاء المجرمين لكن عليها التحلى بالقوة كما كانت دائماً ...

دارت بعيونها بأرجاء تلك الغرفه الصغيره المسماه بـ ( المندره) فهى غرفه بسيطه للغايه لا تحتوى سوى على بساط هزيل ومقاعد مستطيله من القطن وبعض الوسائد القطنيه أيضاً كالمساند ...

يبدو أن صاحب تلك ( المندره) فقير أو ذو مستوى إجتماعى متدنى فتلك الحوائط الرطبه ذات الدهان الأخضر المتساقط توخى بذلك ...

رفعت رأسها تجاه ذلك المصباح الوحيد بالغرفه وهى تتنهد بضيق فعليها التفكر بشكل ما لإخراج نفسها من تلك الأزمه ...

نظرت تجاه "مؤمن" الغارق بالنوم بعد بكاء حار وسؤال مستميت عن والدته بإشفاق عليه وعلى أمه التى لابد وأنها بحاله لا يرثى لها الآن ...

لتمتم "سحر" بتأنيب ...

" لولا إصرارى ننزل النهارده كان زمانه فى حضن (نسمه) ... أنا إللى غلطانه ... بس أنا كنت أعرف منين ... زمانها حتتجنن على إبنها ... وهى يا حبيبتى مش ناقصه تعب أعصاب بعد وفاه جدها ..."

____________________________________

البيت الكبير ...

قاد "عمر" السيارة عائداً للبيت الكبير ،بصمت تام ووجه متجهم للغايه أخذ يتفكر محاولاً إيجاد حل أو على الأقل الوصول لفكره يريح بها عقله الثائر وقلبه المنقبض خوفاً على ولده ...

لكنه بنفس الوقت مشفقاً على تلك الرقيقه التى أوشكت على التحطم لغياب صغيرها عنها ...

تحلى بالصمت التام وهو يسترق النظر بين الحين والآخر تجاه "نسمه" التى شردت بطريقهم للبيت تتطلع بزجاج النافذه بصمت واهى ...

تقلبت نظرات "نسمه" أثناء عودتهم بطريقهم فربما تلحظ وجودهم بمكان ما ..

كل لحظه تمر ينقبض قلبها أكثر وأكثر وتساء الظنون بها وتترائى لها تخيلات مؤلمه عن غيابهم حتى الآن ....

توقف "عمر" بسيارته أمام البيت لتترجل "نسمه" بتعجل إلى الداخل هاتفه بصوت مهتز ...

_ "سعيده" ... يا "سعيده" ...

تقدمت تجاهها "سعيده" التى تعمل معها بالبيت ....
_ أيوه يا ست "نسمه" ...

سألتها "نسمه" بنبره تحمل الترجى بأخبارها ما يطمئن قلبها...

_ "سحر" و"مؤمن" رجعوا ...؟!!

بنبره حزينه منكسرة تحمل إشفاق كبير على حال "نسمه" الشاحبه ...

_ لسه يا ستى .. بإذن الله يرجعوا بالسلامه وما يصيبهم شر أبداً ...

نكست "نسمه" رأسها بخيبه أمل وهى تتمتم بخفوت ...

روايه "الميراث" (الجزء الثاني من روايه عشقت خيانتها) Rasha Romia "قوت القلوب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن