الفصل التاسع

478 15 0
                                    

الفصل التاسع
⚜️ مغامرة ....⚜️

المندره ...
بقيت "سحر" لبقيه اليوم بمفردها بالمندره مع "مؤمن" الذى كان يتذمر كثيراً طالباً والدته ببكاء وسخط من محبسه فى تلك الغرفه الغريبه عنه ...

حتى مع وجود "سحر" لم يشعر "مؤمن" بالإطمئنان أبداً وظل يصرخ طوال اليوم ...

أُرهقت "سحر" للغايه بمحاوله منها لإرضاء "مؤمن" بشتى الطرق فلا ذنب له بما حدث لكنها ملت للغايه من هذا الصراخ المتواصل ...

فُتح الباب دون أن تنتبه للقادم من شده صراخ "مؤمن" الذى أرهق أذنيها ليطل "عنتر" بهيبته وطوله الفارع الذى ألجم "مؤمن" لبعض الوقت تخوفاً منه ليتوارى خلف "سحر" مختبئاً من هذا الغريب ....

إنتبهت "سحر" لهذا "الطويل" كما أسمته فهى لا تعلم إسمه بعد لترفع رأسها بقوه رغم إنهاكها بسبب "مؤمن" ...

وقف "عنتر" لبعض اللحظات متأملاً هذا الثنائى الفريد أمامه من طفل باكى بوجنتين حمراوتين وعيون ساخطه بدموع ملتصقه بأهدابه السوداء الكثيفه وتلك السمراء "المتمرده" كما أسماها ....

وقفت "سحر" بإنفعال تصب غضبها على من حبسها مع هذا الطفل الصارخ طوال الوقت ، فإنفعلت بشدة على هذا "الطويل" ...

_ إنت إيه ... مفيش إحساس خالص ... إنت عايز مننا إيه ... ؟!!

تلجم "عنتر" لبعض الوقت وهو يطالعها وهى تنفعل بتلك القوة ليستعيد بعد لحظات رباط جأشه مجيباً إياها ....
_ هى الظروف إكدة ... إصبروا شوي وكل حاچه حتنحل ...

لم تشأ أن توشى بـ "هريدى" لكنها حقاً تريد الخلاص مما هى فيه ، فحاولت التحدث كما لو أنه لم يخبرها شئ حتى لا تسبب له أى مشكله فهو لم يرد سوى مساعدتها ولن تقابل ذلك بجحود أو وشايه عنه ...
_ ظروف ... إنت بتقول ظروف ....!!!!!

تركت "مؤمن" خلفها لتتقدم بضع خطوات مقتربه من "عنتر" الذى ظهرت ملامحه أمامها أكثر فضوء ذلك المصباح كان ضعيف للغايه ثم أكملت بغضب وإنفعال من بين أسنانها ...

_ ده مش ظروف ... ده طمع ... جشع ... عشان تفكر تاخد حاجه مش من حقك ... بأى وسيله بقى ... حلال حرام ... مش فارقه معاك ... المهم المصلحه والفلوس ... مش مهم أى حاجه تانيه ...

تهدج صدره بإنفعال من إتهامها له وهى لا تعلم عنه شيئاً ليردف مدافعاً عن نفسه بضيق ...
_ أنا مش باخد غير حقى وبس ...

بحركه متعجبه أعادت رأسها للخلف قليلاً قبل أن تردف بتهكم ...

_ حقك ...!!! حقك ده إيه ... إنت مُغيب أصلاً ولا فاهم حاجه ... الفلوس والطمع ملوا عنيك .... مصعبش عليك طفل زى ده محروم من أمه ... مش شايف مش قادر يبطل عياط ... أنت إيه مفيش فى قلبك رحمه ....

إعتدل "عنتر" مذهولاً تماماً وقد إتسعت عيناه عن آخرهما ثم ضيق عيناه وهو يهز رأسه بعدم فهم يحاول إدراك ما تقصده تلك "المتمرده" ...
_ أم مين ... مش إنتى أمه ...؟!!

روايه "الميراث" (الجزء الثاني من روايه عشقت خيانتها) Rasha Romia "قوت القلوب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن