الفصل الثامن

468 17 0
                                    

                  الفصل الثامن
            ⚜️  سأسافر ...⚜️

دنيا ...

خرجت "دنيا" من شقه والديها متجهه صوب مكتب المحاسبه الذى تعمل به ، نعم هى متأخره قليلاً عن مواعيد العمل الرسمية لكنها قد عَقَدت العزم على أن تبتعد تماماً عن هذا "البارد" الذى لم ولن يهتم لها ...

دلفت إلى المكتب دون الإهتمام برؤيته كما إعتادت كل صباح بل إتجهت مباشرة لغرفه الأستاذ "رأفت" مدير المكتب لمقابلته ...

طرقت الباب بخفه إستئذاناً للدخول حين سمح لها "رأفت" بذلك ...

_إدخل ...

تقدمت "دنيا" بإبتسامتها النقيه التى تعبر عن صفاء قلبها حقاً لتلقى بتحيه الصباح على هذا الرجل الوقور الذى طالما كان يعاملها كإبنه له دوماً ...

_ صباح الخير يا أستاذ "رأفت" ...

_ "دنيا" ... صباح الخير ... تعالى إدخلى .. واقفه على الباب كدة ليه ...؟!!

أغلقت "دنيا" باب المكتب الزجاجى الضبابى بحرص لخوفها الدائم من أى من الأبواب الزجاجية لظنها أنها ستتهشم حقاً لو صدمته بقوة ...

أشار لها الأستاذ "رأفت" بالجلوس ...
_ أقعدى يا "دنيا" ... خير كنتى غايبه إمبارح ليه ...؟!!

ضمت "دنيا" شفاهها حرجاً وهى تمسك إبتسامتها التى بدت متأصله بملامح وجهها مردفه ...

_ هو ... أصل مش إمبارح بس ... أنا أصلاً لسه جايه من بيتنا دلوقتى ...

أعاد "رأفت" جزعه للخلف ناظراً نحو "دنيا" بإستراب فهى دائمه الإلتزام والإنتظام بموعد العمل ...
_ غريبه ... ليه يا "دنيا" ... فى مشكله ولا إيه ...؟!!

فركت كفيها بتوتر قليلاً قبل أن تستطرد حديثها لما جائت حقاً من أجله ...
_ بص بقى يا أستاذ "رأفت" ... من الآخر كدة .. أنا عايزة أسيب الشغل ...

وضع "رأفت" قلمه الأسود الذى كان يمسك به بين أصابعه فوق سطح المكتب بذهول وهو يطالع "دنيا" بنظرة أب حنون وليس مديراً لها ثم هتف بإندهاش ...
_ تسيبى الشغل ...!!!! ليه كدة ... حصل إيه ...؟!!

كانت تظن أنها ستتأثر للغايه حين تُسأل عن سبب بُعدها عن هذا المكان لكنها وجدت نفسها تتكلم بأريحيه شديده وربما ببعض الراحه بعد التخلص من هذا العبء الثقيل بإلتزامها بإرتباطها بـ"وائل" ...
_ بابا تعبان شويه ... وأنا كمان مش حابه أجى المكتب .. فيه حاجات بتخنقنى ...

كرجل مخضرم ذو تجارب عديده وإدراك لما يحدث من حوله كان يعلم بميل تلك الفتاه الرقيقه بزميلها "وائل" ليربط بذكاء بين رفضها للعمل وبين ميلها له ليعقب بفراسه ...
_ هو الواد "وائل" ده مزعلك ولا إيه ... ده لو زعلك أنا أشد لك ودانه ...!!!!

تخيلت "دنيا" بعقلها مشهد هزلى للأستاذ "رأفت" ممسكاً بأذن "وائل" حقاً يشده منها حتى تصبح كأذنى الأرنب الطويله لتبتسم ساخرة وهى تعلق على ذلك بطريقه مازحه ...

روايه "الميراث" (الجزء الثاني من روايه عشقت خيانتها) Rasha Romia "قوت القلوب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن