- 12 -

9.4K 484 248
                                    

Enjoy

---------

خيوط النور تسلسلت من بين الستائر الرقيقة لـ تنير عتمة الغرفة المعتمة ، بزغت الشمس وسط السماء
لـ تعلن بدأ يوم جديد

حيث يقبع جسد الصبي بين أفرشة سرير المشفى ينام بـ هدوء يسود داخله و الجو المنتشر حوله ، لا يسمع سوى صوت جهاز القلب المتصل به و قطرات المحاليل المنسكبة من الكيس بـ ذراعه

حيث تقيّد يداه بعدة أجهزة تتفقد حاله و ما يحدث لـ جسده من تقلبات فترة سكونه ، و شعره القهوي متناثر على الوسادة الناعمة خلف رأسه

عيناه العسلية تسدل جفونها لـ تخفي العسل القابع بها ، شحوب بشرته لم يغفى بل و زاد منذراً بـ السوء على الفتى

لم يتواجد غيره بهذه الغرفة بل و كان وحده يشغل جزئا منها ، دقائق قليلة مرت على نفس الحال حتى بدء الوعي يزور صاحب العسل بـ عيناه

أصابعه تتحرك بـ روية كما مقلتاه التي تفتح ببطئ تستقبل النور من حولها رويداً ، عقدة حاجباه تشكلت سريعا حين وعى على نفسه

وعى أنه ليس بمنزل الضابط و وعى أنه وحده بهذا المكان الغريب ، سحب جسده ببعض الصعوبة لازمته و الألم الذي بات ينتشر داخله حتى إعتدل بـ جلسته فوق السرير

عيناه تجول بـ أنحاء المكان برعب يرى نفسه محبوسة بين أربع جدران بمفردها و العديد من الأسلاك الطبيبة تحيطها..

شفتاه إرتعشت بخوف كما الحال مع مقلتاه التي أدمعت بصمت ، يعض على ثغره كابحاً بكائه و يداه تحركت تسحب الغطاء عن ساقاه الدافئة

لامس باطن قدمه برودة الأرضية التي سببت وهنًا له ، بالكاد إستعدل بوقفته لو لم يتشبث بـ الأجهزة بجانبه ، غرته الناعمة نُثرت برقة على عيناه الدامعة التي تركت بعض من مائها يتحرر من محجرها

صورته و هو محاصر بين الرجال لم تمحى من باله للمرة الأولى لتعاد للمرة الثانية فـ يعيش نفس الكابوس المرهق!

كاد يموت ، كادت روحه تغادر جسده لـ يبقى جثة هامدة على هذه الأرض فقط ، كاد يخسر نفسه ،
يكسر كيانه و يبرح مكان دواخله!!

المنظر مخيف بتلك الأجساد تلتف حوله تريد إشباع شهواتها بجسده الضئيل ، مخيف أن ترى نفسك تموت و أنت عاجز عن إنقاذها ، عاشها مرة و لو أعادها لكان إنتحر دون تفكير!

يكفي ما قاساه بـ أيامه الأولى و الذي لم يتخطاه للآن! لـ يعاد الأمر كـ أنه مقدر عليه بكل مرة عيش هذا المسلسل المخيف من الأحداث البشعة التي تلحقه

ضَـحـيَـة إغـتـصَـاب / tkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن