- 23 -

8.7K 472 193
                                    

Enjoy ♡

--------

الصمت يسود أرجاء المكان ، الكثير من السكون يمر عبر الهواء المنتشر بالغرفة ، تعابير الدهشة تكتسي معالم تاي الذي يكاد يقع أرضا من هول الصدمة

ما اللعنة التي يسمعها الآن؟ جسده يرتعد بمكانه و عيناه تجول بمعالم الرجلان بالأسفل يود و لو حركة صغيرة تدل على أن هذا كذب ملفق أو خدعة ما

إرتجفت قدماه كما حال قلبه و إهتزت أوصاله
معلنتا عن إستسلامه و جلوسه بوهن

ينظر عميقا لـ أعين الضابط الحادة التي تنظر نحو ليون الهادء الذي يحمل بفمه إبتسامة غير مريحة

ليس بعد كل هذا ،  ليس الآن بعد أن إعتاد و تأقلم ، ليس بعد أن حاول التجاوز و تناسي الوضع ، ليس بعد كل ما مر به من سقم يظهر فرد من ماضيه البائس!!

" ما الذي يثبت صحت كلماتك سيد ألبرت؟ تعلم لست طفلا لتلقي على بضع كلمات تنتظر مني تصديقها "

نبرة الضابط خرجت هادئة تتخللها بعض الحدة نفس تلك النظرات التي يوجهها للجالس أمامه ، لم تخفى تلك الهالة من التوتر و الصراع حولهم

كان الجزء الأكبر من الموقف يتعلق بـ الإدراك ، إدراك ما سيُنطق و ما سـ يُسمع ، لم يكن أحد مستعد للصدمة و لا للتغير الذي يوشك على الحدوث

تاي بالكاد يتماسك لهذه اللحظات المشحونة ، مشاعر غير محببة تغزو قلبه ، عقله يفكر و يحلل و يستنتج من تلقاء نفسه يجعله على حافة الجنون

بـ الكاد سيطر على ذاته ، بـ الكاد تعالج و تناسى ، بـ الكاد تعايش مع محيطه و بـ الكاد تأقلم مع حياته الجديدة!

لما على ماضيه أن يلاحقه بهذا الشكل؟ لما على جروحه أن تنفتح بعد أن كادت تندمل؟ لما لا تترك الحياة له فرصة للراحة قبل أن تهاجمه و تجعل من أيامه تنقلب ببؤس أمسى يلازمه..؟

لطاما رغب بظهور أحد يعرفه ، رغب بمعرفة من يكون ، رغب بمعرفة نفسه و عائلته و محيطه ، رغب بذلك حين كان على فراش الموت يصارع عقله و أفكاره للإستمرار

حين كان يائسا جدا من الحياة يحتاج من ينتشله من قعر واقعه المظلم ، لكن لما الآن؟ لما حين نفر و قرر البدء من جديد؟؟

لما حين أراد المواصلة ظهر هذا الجدار المنيع
أمامه؟ لما صدقا..؟

أيقظه من غفلته صوت تحرك المساعد و هو يحمل الجهاز الرقمي يبسطه على راحة يده ، ينقر على زره العلوي لتظهر عدة ملفات على الشاشة الرئيسة

ضَـحـيَـة إغـتـصَـاب / tkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن