- 29 -

6.8K 383 94
                                    

Enjoy ♡

-------

لم يكن بـ الأمر السهل عليه ، لقد شعر بـ الصدمة حين علم أنه لازال هنالك بشر من نفس دمه يستنشقون الهواء مثله و على قيد الحياة

لقد فقد الأمل بـ الفعل بملاقات شخص من نسله ، شخص يقربه و يتشاركان نفس الجينات معا ، و مع فقدانه لذاكرته تماما فـ إن الإحتمال كان بعيدا كل البعد عن مناله

لكن القدر لعب دوره و أظهر خفاياه ليتضح أنه لم ينتمي لكوريا قط ، بل كان دائما يعيش بـ إسبانيا رفقة عائلته المحبة ، عائلته التي توفيت و تركته وحيداً

لقد علم أن الأشخاص الذين يتنمون له بعيدون عنه ، و أن الأقرب له سيضطر للبعد عنه أيضاً كي يعلم ما خبئه الماضي و ما سُتر بين طيات عقله

الأمر غريب ، لم يعلم كيف يشعر حقا حين علم ، لقد كانت مشاعره مختلطة ، مشوشة ، غير مرتبة بخصوص هذا ، لقد شعر بـ الفرح و الحزن معا

أدرك أشياء لم يكن بـ إنتظارها ، أحس بـ أن الحياة تظلمه كونه أراد المضي قدما فـ أعادته نحو الصفر مجددا ، نحو القاع

حين وصل بلده الأم شعر بالحنين ، إشتم الهواء الذي لطالما حلم بدخول صدره ، و رأى الأجواء التي ترعرع بها في صغره

إشتاق لمأمنه ، و إدعى القوة كي لا ينهار ، ثبت في سبيل محو الخفايا و لكي يعود مجددا لمنقذه حين يتخذ القرار الصحيح

من الصعب الإختيار دون معرفة كل شيء ، لذلك فضل تايهيونغ المخطارة ، فها هو الآن واقف أمام باب منزله المفتوح ، باب منزله الذي وقعت بجانبه شابة تنظر نحوه بصدمة..

" تايهيونغ..تايهيونغ!! أنت حقا هو! أنت تايهيونغ!!! "

صوتها كان عاليا ، كانت تصرخ بالفعل بصدمة إجتاحتها بعد رؤيتها لهيئته الواقفة أمامها

لم تتوقع حقا أن يعود لهم ، لقد فقدت الأمل منذ فترة بملاقاته مجددا و ها هو الآن واقف بعتبة منزلها..

إستقامت من الأرض التي إحتضنتها لثواني دهشتها ، أبعدت عنها ذرات الغبار الوهمية و ساقاها قادتها نحوه مباشرة

يدها لم تستطع الصمود أكثر ، و شعرت بالحكة
بكفها الرقيقة حتى وضعتها على رقة خده

أعينها مليئة بدموع لم تخفي عنه ، و بسمة ناعمة نمت بشفتيها المحمرة من عضها المستمر عليها

" لقد عدت تايهيونغي! عدت مجددا تايهيونغي.. "

لم تقاوم ذاتها أكثر و تركتها تحيط جسده لها لتُغمر هي بحضنه و يغمر هو بحضنها ، عانقته لها تشده بقوة و دموعها سقطت منذ فترة تبلل وجنتاها

ضَـحـيَـة إغـتـصَـاب / tkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن