ضَـحـيَـة إغـتـصَـاب / tk

- 40 - Special part

Enjoy ♡

------

بعد مرور عشر سنوات..

عشر سنوات ، أجل لقد مرت عشر سنوات بلمح البصر ، فيقال أنه حين تمر السنين فرحا و سرورا لا يشعر بها المرء أبداً

خصوصا حين يتجمع حوله أشخاصه المميزون ، و أنا؟ لم يكن لي غير شخص مميز واحد و وحيد ، اكتفيت به و ملئ حياتي حتى لم اعد ألمح طيفا غيره

زوجي الحبيب الذي قضيت رفقته سنوات طويلة بحب عظيم ، أحضان دافئة و مشاعر تهد القلب لكثرتها

قضيت لحظات لن تعاد رفقته ، أياما لم أحلم بها قبلا ، عشت مشاعر و أحاسيس لذيذة ذقتها لـ أول مرة معه و مازلت أتجرعها!

زوجي و رجلي الذي كبر الآن و بات رجلا يعتمد عليه ، فتاي أصبح أنضج و أرزن ، ذو تفكير عقلاني حكيم يبهرني بكل مرة كـ أنها الأولى..

لم يعد من اللائق مناداته بفتاي بعد الآن ، لكنه بقلبي سيبقى فتاي الحلو إلى أن تنقطع الأنفاس و تطمر الجثث تحت التراب

حبنا يزداد مع مرور الوقت ، لم يسبق و أن كانت للخلافات الضخمة مكانا بيننا

دائما ما كنت مبادرا و هو كذلك ، لم نكن لنسمح لسوء فهم أو إختلاف رأي أن يجعلنا ننام منفصلين غاضبين

ما بيننا كان أكبر و أعمق من ذل ك، سوء فهم
سخيف لن يهدم ما بني بحب بيننا بتاتا

كانت قاعدة صارمة بمنزلنا الصغير ، لا يسمح بنوم أحد حزينا من الآخر ، الحزن يتراكم و الغضب يتراكم و يؤدي إلى عواقب وخيمة لن نستطيع حلها بعد ذلك

حرصنا معا أن ننشئ عائلة محبة حوتنا نحن الإثنين ، و اليوم؟ يوم ميلاد فتاي الثالث و الثلاثون..

حبيبي الصغير كبر و دخل عقده الثالث و أنا بعقدي الرابع ، و لازال ذاك الشقي ينعتني بـ العجوز الصارم الذي ولى زمانه

مع ذلك لم يسمح لي بصبغ خصلات الشيب بشعري ، بل أحب وجودها لدرجة الشرود بها طويلا و مداعبتها دائما بين أصابعه الرقيقة

كان يقول لي أن عددها يوحي بكثرة اللحظات و الأيام التي مرت علينا معا ، و تخليدا لهذا لا يجب طمسها تحت صبغة سخيفة ما

و خضعت له غير معارض ، فلا أستطيع رفض طلب منه ، أنا ضعيف أمامه و كثيرا أيضاً

ظهر صوت صاخب حولي قطع شرودي ، صوت لطيف لطفلي الصغير و هو يحمل ملعقة مغمسة بـ الكريمة مشيرا بها نحوي