الجزء الثامن

8 0 0
                                    

[ حارب لأجل أحلامك و لو لم يحارب معك أحد ]

ريناد ( بنبرة هادئة متخللها شوية د الارتجاف ) : كان سميتو ياسين كبير مني بعامين ، مبلي بالكورة و ريال مدريد من الصغر و بلاني معاه تا أنا .. كنا مقربين بزااف لي يشوفنا ما يقولش هادو غير خوت كنا كتر من هادشي ببزاف ، لي ضراتو تضرني و لي فرحاتو تفرحني .. هو لي زرع فيا الحب د مدريد و الكورة و مربيني على التفاؤل و الإيمان بقدر الله فكل الحالات .. علمني نحلم من الصغر كيما حلم هو بأنه يكون شي نهار لاعب فريال مدريد .. ( سكتات كاتتنفس بصوت مسموع حاسة بنار شاعلة فقلبها و ذكرياتها معاه كاتدوز بحال الشريط قدام عينيها ) .. تا لواحد النهار كان مسافر مع صحابو فالطوموبيل غاديين يلعبو ماتش فواحد السطاد جديد تبنا برا المدينة ، قبل ما يمشي قاليا أنني وردة كاتنمو و ما نخلي أي حاجة كيما كانت تذبلني ، و نسعى نحقق أحلامي مهما كانو كبار و مستحيلين .. ديك الهضرة هي آخر حاجة سمعتها منو قبل ما يجينا خبر موتو بأكسيدون ..

مع آخر حرف نطقاتو طلقات العنان لدموعها يهبطو على الله يبردو شوية من ديك العافية لي كاتكوي فقلبها .. كلما زارت ذاكرتها شي ذكرى معاه كاتزيد فبكاها و شهقاتها بداو كايتسمعو .. خشات راسها فصدرو ما باغاهش يشوفها كاتبكي ،  حاربات هاد السنين كاملة باش تحافظ على قوتها و تفاؤلها و ما تذبلش كيما وصاها خوها .. و لكن كاتحس بقوتها نهارت و أن صبرها وصل لحدو و ما قاداش تتحمل مزال .. بكات تا شبعات تا حسات براسها تهدنات عاد حيدات وجهها من صدرو راجعة لوضعيتها السابقة .. هزات عينيها كاتشوف فيه و نطقات  ..

ريناد : مرضت موراها بزااف و خصوصا بالأعصاب .. فقدت شغفي فالحياة و ما فيها من بعد موتو و دخلت فاكتئاب حاد ، ما خليت أطباء نفسيبن ما خليت دوايات .. تا حاجة ما نفعات معايا ، داوني والديا لحصص ديال معالجة الأعصاب عاد نفعوني شوية و بدا كايرجع ليا عقلي ، و بديت كانقلب على شغفي لي فقدتو يرجع من جديد .. تا نهار شفتك فإعلان اللعابة الجداد المستقبليين لريال مدريد عاد حسيت بشغفي بدا يرجع ..  عرفتي علاش تعلقت بيك و بغيتك غير من بعيد نتا من دون غيرك !؟ ( حرك ليها راسو بلا ) حيت كاتشبه ليه بزااف .. ماشي من ناحية الشكل و لكن أحلامكم وتصرفاتكم متشابهة ، كلما شفت فيك كانشوف فيك خويا .. كلما حققتي شي تقدم فمسيرتك الكروية كانحس أنه هو لي حققها .. على داكشي من ديما باغية ليك غير الخير و النجاح .. حيت لا نجحتي نتا و حققتي حلمك فريال مدريد تا خويا غايكون حقق حلمو .. على داكشي عافاك أ رعد واياك شي نهار تستسلم و قاتل بكل ما عندك على قبل حلمك ،  حلم خويا و حلمي متعلق بيك ..

نبض قلب رعد بطريقة عمرو سبق ليه نبض بيها .. حس بمسؤولية كبيرة تحطات على كتافو .. و الغريب أنه ما حسهاش عبئ عليه أبدا بالعكس ، زادت عزيمتو و إرادتو باش يحقق حلمو و يوصل ليه مهما كان مستحيل و صعيب .. فهاد يومين لي دوز معاها ايلا كان تعلم منها شي حاجة فبلا شك غاتكون الإصرار و التفاؤل .. عنقها عندو بالجهد مترجم بفعلتو هاديك بزااف دالهضرة لي فمو ما قادرش ينطق بيها ..

رعد ( محاول يحافظ على نبرتو الهادئة ) : ما تخافيش أ ريناد .. ثقتك درتيها فالشخص الصحيح ، حلمك و حلم خوك و حلمي و حلم بابا الله يرحمو تاهوا غانتقاتل باش نحققو حيت كلنا جامعنا حلم واحد .. باراكا أنني معطل تلت سنين على الحلم ديالي و لكن شحال ما فاتو دالشهورة و لا السنين داك الحلم غانحققو غانحققو و غاتشوفي على عينيك ..

ريناد ( ابتسامة باهتة بانت على شفايفها ) : أنا واتقة فيك و فقدراتك أ رعد .. عارفاك قاد بيها و كتر عاد ! ..و أنا غادي نستناك شهورة و سنين تا تحقق داك الحلم و كون متأكد أنني غانفرح ليك من قلبي كيما كنت غانفرح لخويا فاش غانشوفك وصلتي بداكشي لي باغي .. ( سكتات شوية مترددة أنها تسولو لكن زعمات ) علاش ضيعتي دوك تلت سنين فمسيرتك أ رعد !؟؟

رعد ( تنهد بخنقة فاش تفكر السبب ) : كيما نتي كنتي متعلقة بخوك و بانية أحلامك على أحلامو تا انا كنت داير نفس الشي مع بابا الله يرحمو ، كان ساوي الدنيا كلها فعينيا و ما هامني تا واحد فالعالم من غيرو .. تاهوا فصغرو كان حلمو يلعب فمدريد و لكن واليديه وقفو فطريقو .. و داك الحلم لي ما قدرش يحققو زرعو فيا أنا و دار فيا أمالو باش نحققو ليه شي نهار .. و نيت دخلني للأكاديمية من صغري و فالعام لي كنت غادي نتدرب باش نولي رسمي معاهم و بنت للعلن و الإعلام أول مرة من بعد شهورة قلال بابا مات و ماتت الحياة معاه فعيني .. كان موتو صعيب عليل نتقبلو و لا نتعايش معاه .. تا الواليدة ما كانتش مسوقة لا ليا لا ليه ، ما كان معايا حد يوقف معايا و لا يوريني الصح من الغلط .. تا نهار لعبو ليا بعقلي شي وحدين كنت حاسبهم صحابي و عطاوني نجرب المخدرات مرة و جوج و تلاتة تا لقيت راسي تبليت ، حياتي زادت تكفسات و حلمي غادي و كايتدهور حيت ما كنتش كانقدر نلعب و الأكاديمية كتاشفو إدماني كانو غايطردوني و لكن من بعد محاولات كتيرة  عطاوني فرصة أنني نتشافا عاد نرجع .. ساهل تتبلا و لكن صعيب تتشافا ، دوزت تلت سنين كانحاول نتشافا من داك المرض نهائيا غا بوحدي .. و فاش بريت منو و رجعت للأكاديمية كان خاصني نعاود التداريب من جديد و أنني ما نقدرش نترسم معاهم بسهولة .. و من ديك الساعة بداو مشاكيلي تاني مع النادي و فقدت ثقتهم ، و دابا فرصتي الوحيدة أنني نستاعيد ثقتهم تاني هي داك الماتش د الفينال ..

خرجات تنهيدة متعبة من فمو و عقلو رجع للتفكير فالماتش و فالمشكلة لي راه فيها من بعد ما قدرات ريناد تنسيه فيها .. هاد الأخيرة لي بقات كاتشوف فيه بحزن ، لي كايشوفو من برا قوي و قاسح ما يقولش أنه داز من هادشي كامل ، الإدمان حاجة خايبة و كاتحطم بنادم و كاتقضي عليه و هو لي فلت منو و مازال عايش طبيعي و مازال عندو القدرة يحلم كايبين كمية إصرارو و عزيمتو فتحقيق حلمو ..

ريناد : عندك أسباب كافيين باش يحفزوك أنك تزيد تعزم على تحقيق حلمك أ رعد .. أنا و باباك واتقين أنك قادر تحققو ..

رعد : و تا أنا ما غانخيبكمش .. فوتت ما يكفي من الفرص لي عطاتهم ليا الحياة فابور .. دابا خصني نتقاتل باش نلقا فرص لراسي ، غادي نحقق داك الحلم واخا نعرف أنه آخر حاجة نديرها فحياتي ..

نحو الحلم [ قصة قصيرة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن