عند رؤيته لأنس بتلك الحالة...كاد وسام ينطلق نحوه ولكنه كبح غضبه وتمالك أعصابه بصعوبة وعاود الجلوس إلى جانبهم...
ذهابه الآن إلى أنس يعني معرفة أنس بعمله مع أولئك الرجال ولن يتوقف عن السؤال عنهم وماذا يفعل هو هنا.. بالإضافة إلى تعرف هولاء الرجال على شقيقه والذي لا يرغب وسام به إطلاقًا.. كما سيكون من الحماقة إظهار غضبه تجاه شقيقه لوجوده في هذا المكان أمامهم وسيزداد شكهم به وهو ما زال في خطواته الأولى لكسب ثقتهم...
لذا عاود الحديث معهم ومسيارتهم ولكن باله ظل منشغلًا بالجالس هناك وكأسه الثاني بيده... يلقى عليه نظرات تشتعل غضبًا... وصدقًا لو كانت النظرات تحرق لكان أنس الآن في عداد الموتى..
أصبحت الثوان تمر ببطء وكأنها تخرج لسانها مغيظًة وسام الذي لم يعد قادرًا على التحمل.. ضم قبضتيه مقسمًا في نفسه إن تناول كأسًا آخر فسينهض إليه وليذهب كل شيء إلى الجحيم..
"هيا.. أشعر بالرغبة الشديدة في النوم"
"وأنا.. النعاس يقتلني"همهمات الرجال الجالسين معه جذبته من مراقبة أنس.. أشار له كاظم بالنهوض معه ولكنه رسم ابتسامةً على وجهة قائلًا " سأجلس قليلًا.. أعجبني الوضع هنا.. اذهبوا أنتم الآن.. شكرًا على تلك الليلة"
ابتسم كاظم وأسبل جفنيه قائلًا " أيها اللعوب "
ثم أردف ناظرًا نحو أنس بالتحديد ليثب قلب وسام بين ضلوعه في فزع " رأيتك تطالعها طوال الوقت.. هي جميلة من حقك "تنفس وسام الصعداء وحمد الله أن ظنه ذهب لهذا... ليبتسم مجاملًا له ولكن كاظم أشار بسبابته مترنحًا "ولكن لا أظن أنك ستستطيع الحصول عليها.. فهي كل يوم مع ذلك الشاب...وهو أكثر وسامة منك"
قالها وانفجر ضاحكًا لينعقد حاجبا وسام في ضيق شديد...وعبارة كاظم تتردد في أذنه.. هي كل يوم مع ذلك الشاب.. منذ متى انحدر أنس إلي تلك الدرجة؟! ومتى سقط في تلك الهاوية؟!!
ربت كاظم على كتف وسام ودعا الرجال للنهوض معه.. انتظر وسام في صبر خروجهم تمامًا ونهض بخطوات سريعة متجهًا نحو أنس...
وقف أمامه ناظرًا له بغضب شديد قائلًا في غلظة"إنهض هيا.. سنعود للمنزل "
قطبت الفتاة حاجبيها في تساؤل فهي للمرة الأولى ترى هذا الشاب هنا...رفع أنس رأسه نحو الواقف أمامه لتتسع خضراوتيه للحظة ولكنه هز رأسه نافيًا ببرود قائلًا في ترنح " لا.. لا أريد "
مالت تلك الفتاة نحو وجه أنس مضيفة بضحكة عابثة تتراقص في عينيها " أنس.. لنذهب إلى منزلى"
توسعت عينا وسام في غضب شديد وعقله ينسج المصائب التي يقوم بها أنس دون علمه.. نظر لها باحتقار خاصة مع ابتسامة أنس لها ليردف مهددًا في صرامة " لن يذهب أنس إلى أي مكان...ولن أراكِ بجانبه مرة أخرى.. إذا كان برأسك هذا ذرة عقل فالأفضل ألا تُريني وجهك هذا مجددًا! "
أنت تقرأ
لأجل أنس
Mystery / Thriller«كل ما فُعِل لأجل أنس.. لم يكن حقًا لأجله..!» "القصة فكرتي ولا أحلل السرقة أو الإقتباس " بدأت: ٢٠٢٣/٢/٣ ❤✨ انتهت: ٢٠٢٣/٥/٨ ❤✨