تائه تمامًا

961 93 171
                                    

ثوان قليلة مرت على تسمره فور رؤيته لها وسماع صوتها.. دارت خلاله مشاعر شتى داخله عجز هو عن فهم نفسه بسببها حتى.. لكن جُل ما سيطر عليه هو القلق والتساؤل.. رغبة ملحة متلهفة لسماع ما ستقوله هي..خوف قديم كذلك انتابه وظنه بأنها ستحاسبه على طرده جعله ضعيفًا واهنًا ولكن سؤالها عنه وبتلك الابتسامة اصابه بالتشتت وبحاجتة للهرب من ملاقاة عينيها المُسلطة عليه بشكل زاد من توتره..

تلعثمت حروفه وعقله يعجز عن اسعافه بالتصرف الملائم الذي يجب أن يفعله.. ظن تلك الثواني لن تنتهي أبدًا ولكنها بالحقيقة مرت كالريح مع سؤال وسام بنبرته المحتدة تلك قائلًا " ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟! "

ابتسمت وهي توجه انظارها نحوه في توتر قائلة
" اخبرتني سحر وجئت لكي أبارك لك...مهما حدث بيننا فأنت بمثابة ابني..أليس كذلك؟! "

قطب وسام حاجبيه ساخرًا "كيف تجرؤين يا هذه؟!
حقًا لا أصدق وجود أمثالك!...ماذا تنتظرين منا ها؟! "

عادت ملامحها تحتد وهي تردف في ضيق " أنت تظلمني يا وسام!...عليك أن تستمع لي وستعذرني أ.."

قاطعها وسام في حده قائلًا "نشكر مباركتك وقدومك إلى هنا.. يمكنك الرحيل الآن "

راقب كلا من سحر وريان الموقف في صمت بينما هب صابر من مقعده في غضب وهو يشير نحوها صائحًا " تجاوزتي حدودك كثيرًا... أخبرتك أن لا أرى وجهك هذا مجددًا وها أنت أمامي بكل وقاحه! "

التفتت له هي في حدة قائلة " لستُ قادمة لأجلك فأنا لم أنسى رميك لي بالشارع انا وابنتي...لم تضع اعتبارًا لأي يوم جميل بيننا يا ناكر الجميل! "

اهتز جسد صابر وهو يردف في عصبية عنيفة " لا تخلطي الأمور يا هذه!..لم اخرج سحر من منزلي بل هي اردات ..أما انتي فلو باستطاعتي اخراجك من الحياة كلها ما توانيت عن فعل ذلك! "

تدخل ريان بسرعة وهو يُسند صابر في قلق قائلًا
" إهدأ يا عمي..لا ترهق نفسك لأجلها! "

طالعتها سحر في ضيق تلومها لقدومها وافساد كل شيء... تقدمت منها وبدت نظراتها غاضبة وهي تزفر قائلًة " لنعد يا امي إلى المنزل هيا "

تجاهلتها فاتن تمامًا وهي تمد يدها مُمسكة بخاصة انس الذي سرت قشعريرة بارده في جسده وهي تردف مؤكدة " لم احضر إلى هنا سوى لأجل أنس.. اشتقت إليك يا بُني.. أنت تعلم وقد رأيت الآن بنفسك ما الذي منعني للقدوم لرؤيتك..كيف حالك؟ "

انعقدت الكلمات في حلقه ولكنه ابعد يدها في غلظة كشعور تلقائي تناهى إليه فور لمسها ليده لتكمل هي بسرعة مبررة " أعلم انك لن تسامحني بسهولة ولكنني مستعدة لبدء صفحة جديدة معك...ادركت انني لا أستطيع الصبر على فراقك في تلك الفترة السابقة.. ما رأيك يا انس؟!..أعلم أنك ستوافق "

قطب أنس حاجبيه في استنكار ولكن وسام سبقه وهو يزيحه للجانب صائحًا " لا صفحة جديدة ولا قديمة ايتها الشمطاء...ابتعدي عن اخي وعن عائلتي تمامًا...واتمنى ألا نرى وجهك الجميل هذا مجددًا "

لأجل أنسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن