أنهى يوجين تجهاز نفسه و قد غادر منزله ليقود سيارته الفارهة متجها إلى الشركة فوصل بعد مسافة الطريق و قد ركن سيارته لينزل منها، خطت قدمه على الأرض لينبث ذلك الشعور الغريب داخله، شعور يعجز عن وصفه لذاته، شيء بين قلق و خوف و توتر و بالرغم من كل ذلك إلا أن أكثر شيء يجيده يوجين هو تزييف و إخفاء مشاعره فما كان له إلا أن يغلق باب سيارته ليدخل إلى مبنى الشركة متجها إلى غرفة الاجتماعات بكل ثبات و قوة
دخل يوجين و كل شيء موجود و حاضر سوى مسوقي و مسؤولي الشركة التي يعمل بها ألاس فما كان ليوجين إلا أن يعدل بدلته ليقف خلف والده منتظرا و ما هي إلا ثواني و كان الباب قد طرق ليدخل اسكرتير والده قائلا "سيدي، لقد حضرو" فرد والد يوجين عليه بأن يدخلهم، خطى أولهم داخل الغرفة ليقرص قلب يوجين لكنه لم يكن ألاس ثم دخل الآخر ليحبس يوجين نفسه و أخيرا خطت قدم آلاس ليدخل إلى تلك الغرفة التي يعمها الهدوء، رآه يوجين حينها و كأن شرارة اندلعت بداخله لتجعل جميع مشاعره تحترق أكثر و تسخن رغبته في الانتقام و بالرغم من كل ذلك التضارب الذي يحدث بداخله إلا أنه كان يقف بأعين ثابته و وجه مستقيم خالي من أي تعبير، تقدم ألاس و هو مدنئ برأسه و قد ألقى التحية ليجلس غير مدرك ليوجين الذي يقف محدقا به و ظل ينظر إليه بصمت فقط فلقد تغير ألاس كثيرا، أصبح ذو مظهر أنضج، ثيابه مرتبة و متناسقة كما أنها خالية من تلك التجاعيد و الفوضى التي اعتادها يوجين، صوته هادء و يحمل بطاقة تعريف به قد أطفأت مظهر مختلفا له مع شعره الذي صفف للوراء باستقامة لا تكاد شعرة منه تنحرف أو تطير
وضع ألاس ما يحمل من ملفات على المكتب و قد التفت لتقع أعينه مباشرة على أعين يوجين، انتفض بدنه حينها و تسلل البرد لأطرافه فجأة و كأنه يحلم، بالكاد استطاع تميز يوجين فلقد كان ذلك الفتى القصير ذو النظارات و الشعر المسدول أما الآن فهو شاب طويل الجسد و مفتول العضلات، له هالة واثقة و قوية على معاكس كل شي في الماضي، أزاح ألاس أعينه و كأنه لم يرى شيئا و تمالك ذاته بالكاد حتى أنه ظل شاردا طوال الاجتماع إلى أن تم العقد بنجاح ليصبح هو المسوق الرئيسي مؤقتا لشركة والد يوجين
انتهى الاجتماع فخرج ألاس و أقدامه لا تكاد تحمله و أعينه المثقلة تنظر إلى القاع بشرود إلى أن رأت تلك القدمين تطأ الأرض، رفع ألاس رأسه مسرعا ليرى يوجين و لأول مرة منذ زمن يقف أمامه بكل قوة وصلابة فما كان له إلا أن يستجمع شجاعته ليحدثه معتذرا فلقد تغير ألاس عن سابق عهده فقال بتردد "يوجين...، مرحبا" لكن يوجين لم يرد عليه و لم يظهر أدنى ردة فعل على معاكس مشاعره التي انفجرت غضبا و لو أطلقها لانقض على ألاس ليبرحه ضربا، أزاح ألاس ناظرية جانبه ثم خطى أقرب ليوجين ليقول بصوت منخفض "اسمعني، أنا أعتذر بشدة لما حدث" ثم مد يده محاولا الامساك بذارع يوجين إلا أن يوجين الذي بقي متمالك لذاته تراجع بسرعة و انفجر للحظات قائلا "مالذي تعتذر بشأنه؟! لقد جعلت مني أضحوكة، شخصا تافها بلا كرامة أمام أرذل الناس!". مد ألاس يده مجددا ليلمس يوجين محاولا تهدئته و قال "أنا آسف، لقد كنت مراهقا طائش و غير مسؤول سامحني أر..." لكن يوجين تراجع للخلف مقاطعا له و قد رفع سبابته مشيرا له بأن يصمت و يتوقف فحسب و لقد أغلق أعينه ليأخذ نفسا عميقا محاولا استعادة هدوءه الذي سلبه تبرير ألاس و تسبب في استشاطته غضبا فلو لم يسيطر على مشاعره للحظات لكان قد افسد كل شيء، زفر يوجين بنفسه المرتجف و فتح أعينه المليئة بالحقد لينظر إلى ألاس الذي يقف أمامه ثم قال بكل ثبات "لو أمطرت السماء رحمة و مغفرة أتمنى أن تكون الشخص الذي تحت المظلة" و تراجع للوراء معدلا سترته ليستدير مبتعدا و تاركا اللوم و الندم يخترق ألاس

أنت تقرأ
لُعْبَّةُ ٱلجَِنٌْسًِ || 𝑺𝑬𝑿 𝑮𝑨𝑴𝑬 🔞
Mistério / Suspense2024 سبتمبر✨️ الرواية مكتملة18+ [محتوى للبالغين و نصوص صريحة] تصنيف الرواية: ياوي /smut / b×b / gay النَفْسُ الحَاقِدَةُ، القَلْبُ المُرْهَق؛ْ و العَقْلُ المُثْقَلُ بِتلْكَ الذِكْرَيَاتِ المُّوحِشَةِ؛ جَمِيعُهُّم سَيَّبْحَثُونَ عَنْ طَرِيقَةٍ تَقُو...