لُعْبَةُ الجِنْسِ《4》

763 10 0
                                    

فُتح ذلك الباب و خطى هذا الفتى ذو الهالة المثيرة للبهجة ملقيا التحية و قد اقترب من ليو الذي كان مشغولا بتنظيف و تغليف تلك الوردة ليقول "هل ستنتهي مبكرا اليوم؟" فرد ليو بينما هو مشغول الأنظار قائلا "أنا لا أعلم، ربما سأتأخر اليوم لذا خذ سيارة أجرة" ليرد بين "لا بأس، سأنتظر ألاس و إن لم يأتي سأعود معك، ليس لدي شيء لأفعله". انتفض بدن يوجين حين سماعه لاسم ألاس لكنه ظل واقفا يستمع بفضول ليتعرف على هوية بين، هل هو جاره؟ صديقه المقرب أم أخ آخر له؟ فعلى معاكس هيئة ليو نحيف و طويل الجسد مع شعره الاصهب المائل للبني و بشرته الحنطية و التي تعطيه مظهرا مختلفا كليا عن شقيقه كان لبين بشرة بيضاء و شعر بني مع جسد متوسط الطول و ذلك يجعل هيئته مقاربة لألاس من ما جعل يوجين يتحير حول هويته مجددا فبعد أن علم أن ليو بهذا الاختلاف عن شقيقه لن يستطيع الحكم أو تحديد هوية بين بالضبط

أنهى ليو تجهيز تلك الوردة ليوجين و قد أعطاه يوجين حقها ليغادر ذلك المكان بهدوء فخرج ليلمح دراجة نارية بدت متهالكه و لم تكن متواجدة حين وصوله أما الآن فهي تقف في موقف صغير مخصص للموظفي ذلك المكان فعلم أنها تخص ليو ليسير بصمت فقط فعلى معاكس فمه الذي لم ينطق بشيء كان عقله يضج بالأفكار و الحيل فبات يسير شاردا حتى ارتطم بأحدهم، وقع ذلك الفتى لتقع نظاراته من على وجهه و تطير اوراقه في الأرجاء سرعان مالتفت يوجين ليساعده في النهوض معتذرا و قد جلس ليأخذ نظارات ذلك الفتى ثم وقف ليلبسها له لكن يوجين رأى شيئا غريبا جعله قلبه يرتجف، هذا الفتى يبدو كأنه هو في الماضي، شعر مسدول و نظارات مع هيئة انطوائية و قوام منحني لعدم ثقته الواضحة فظل يوجين متصلبا للحظات و تاركا قلب ذلك للفتى بدوره ينبض لكنه سرعان ما وعي ليجلس بشتات و يجمع بقية اوراق ذلك الفتى ثم وقف ليعيطها له فحنى ذلك الفتى رأسه ليقول بصوت منخفض "شكرا" فما كان ليوجين الذي لم يعلم مالذي يجدر به فعله حينها إلا أن يمد يديه لينفض قميص ذلك الفتى الذي بقي واقفا فقط ثم أخذ تلك الوردة الحمراء من جيبه ليعطيها له و ربت على رأسه بصمت حينها ليسير مبتعدا و تاركا ذلك الفتى المدعو يو ينظر إليه و هو يسير بعيدا بينما رعشات سعادة و خجل صغيرة تدغدغ صدره

وصل يوجين إلى سيارته ليركب سريعا و قد أغلق الباب بقوة ليجلس دون حراك فقط بينما هو يشعر بقلبله الذي يخفق سريعا و الذي يجعله يهلع ببطء فلقد رف بعد مابقي ساكنا لسنين و يوجين يعلم أن ذلك ليس في صالحه و سيجعل فؤاده المتحجر يلين و تلك أقصى مخاوفه لأنه يضع انتقامه أمام كل شيء، لحظات و زفر يوجين بنفسه الذي حبسه و قد أخرج علبة سجائره ليشعل واحدة ثم أدار محرك سيارته عائدا إلى منزله الكبير بينما ليو كان يجلس بركود و الهدوء يحيطه كما تلك البتلات الحمراء التي أخذ ينظف أغصانها بصمت و في ناحية أخرى كان بين يجلس متصفحا هاتفه و الصمت يحيطه هو أيضا، تلف أصابعه بين تلك التطبيقات و غرف دردشة عشوائية و التردد يسيطر عليه و التساؤل يملأ جوفه فهو يريد إرسال رسالة إلى ألاس لكنه يعلم أنه لن يتمكن من قرائتها بسبب انشغاله، إنه يشتاق إليه بصمت و فؤاده يتحطم باستمرار فلقد بدأ يشعر بأنه يمنح الكثير لكنه لا يجد شيئا في المقابل في حين أن ألاس يبخل عليه بوقت بسيط و كل تفكيره في العمل، بدأ عقله يضج بالأفكار بينما أعينه تحدق في القاع بشرود حتى أن قبضته التي كانت تمسك بهاتفه ارتخت ليقع أرضا سرعان ما وعى بين ليلتقطه ثم عاد للجلوس بينما ليو كان قد رأى كل ذلك ليظن أنه غفى لطيلة الوقت فقال "أأنت متعب من طيلة الانتظار؟ هل تريد مني طلب سيارة أجرة لك؟" سرعان ما أجاب بين قائلا "لا بأس، في الواقع أكره قضاء الوقت وحيدا و هي بضع ساعات فقط، سأنتظرك". هز ليو رأسه باقتناع و أراد مواصلة الحديث إلا أن الموظفة الأخرى دخلت ليصمت سريعا و ينزل رأسه فقط فهو يخجل منها و يشعر بالعاطفة تجاهها لكن كل ذلك عبارة عن وهم داخلي و عقل باطني خداع فبين كان يغيضه بشأن تلك الفتاة حتى أصبح يشعر أنه معجب بها و هو في الواقع ليس كذلك، لاحظ بين حينها خجل ليو لينهض قائلا "أعتقد أن علي الخروج من هنا فقفص الحب لا يتسع سوى لعصفوران" ثم استدار ليسرع خارجا تاركا ليو يعتصر خجلا بينما تلك الفتاة تقف بتجاهل و كأنها لم تسمع تلك الكلمات المبتذلة فمر الوقت بعدها سريعا لينتهي عمل ليو في هذا المتجر فلقد كان ذلك دواما جزئيا و بسيط ليستطيع دفع تكاليف نقله فقط، نهض ليو و جمع أغراضه للمغادرة و خرج ليقف عند الباب منتظرا تلك الفتاة أن تأتي ليستطيع هو الرحيل فلقد أخبرته أنها ستذهب لعدة دقائق و تعود و هو لا يستطيع ترك المتجر فارغ فلم يكن له سوى انتظارها و ظل واقفا لبضع دقائق يتلفت في تلك الأرجاء الفارغة لكنه لم يجد أحدا حتى بين فما كان له إلا أن يبدأ بالتجول حول ذلك المكان باحثا عنه و صدفة التف ليو حول ذلك الزقاق ليرى فتاة أحلامه بأحضان فتاة أخرى، كانت تمسك بها من وسطها مقربة إياها إليها، تتلاعب يدها بخصلها الناعمة بينما هي تقبل شفتيها و يبدو حالهما حميمي جدا فما كان لليو حينها إلا أن يتراجع للخلف بتفاجئ مليئ بالتحطم و لم يصدر صوتا حتى إلا أن بين أتى ببعض الوجبات الخفيفة من المتجر و أراد وكز ليو الذي يتراجع للخلف ليذهبان لكن ليو ارتطم به ليوقع بين تلك الوجبات الخفيفة أرضا حينها انتبهت تلك الفتاة لتدير وجهها ذو الذقن الملطخ بأحمر الشفاة تجاههما، عم الصمت للحظات ليحني ليو رأسه معتذرا و قد أمسك بيد بين الذي التقط تلك الوجبات الخفيفه من الأرض ليستدير برقفته مسرعا و متجها نحو دراجته النارية

لُعْبَّةُ ٱلجَِنٌْسًِ || 𝑺𝑬𝑿 𝑮𝑨𝑴𝑬حيث تعيش القصص. اكتشف الآن