الفصل الحادي والعشرون "إني اقترفتك".

1.4K 77 3
                                    

#إنّي_اقترفتُكِ
" الفصل الحادي والعشرون "
_ عروس الماريونت _
----------------------------------------------------------
" صافح عدوكَ بحرارة فالعلاقة بينكما صريحة وصادقة، فلا ثمة عشم أو عتاب، بينما الأقربون أهل الصدمات وأولى بالكراهية .. فداخلهم يُناقضُ ما يُظهرون .. فاحترس ".

ثنى ساقيه أسفل فخذيه جالسًا بمسجد كبير جدًا، أراح رأسه على الحائط بضعف وانسابت الدموع من عينيه بينما صفحة وجهه جامدة لم تنكمش، ضغط على عينيه بقوة وهو يتذكر مجهودها الخارق لإنقاذه من موقف حرج للغاية، لو كانت غيرها ما فعلت ذلك من أجلها .. لو كانت غيرها لتركته إنتقامًا على ما فعلهُ بها طوال سنينها معه ولكنها خاطرت بحياتها كي تُبقيه على قيد الحياة.

ضم قبضتيه إلى بعض يضغطهما بألم مريرٍ، يا الله أين هي؟ داخلي يقول بأنها تتنفس الآن، أين لها أن تُفارقه إذن؟ وهي من أصرت على إنتشاله من الموت حتى يكون بجوارها، داهم رأسه ألمُ مُميت جاء من فرط أسئلته التي لا جواب لها، رفع بصره يتأمل المكانَ من حوله، سكينةٌ تطوف حوله ورغم الألم الذي يسيطر عليه إلا أنه مُسترخيًا في مكانه بشكل غريب؟ اِفتر ثغرهُ عن ابتسامة ساخرة من نفسه وهو يقول بداخله مُعاتبًا شخصه القاس .. هل تذكرت الله توًا؟ ألم يقل والدك دومًا أن قُرب الله يمنحك طُرقًا يسيرةً دون ألغاز تنهك روحك؟ وأين أنت من نصيحته؟ تتفانى في الوقوف إلى جوار الناس، تحفظ أهل بيتك من الشرور وفي كُل مرةٍ تقع في مأزق تجد الحل يقترب منكَ، إنه تيسيرًا من الله يا بُني، تيسيرٌ منه ورحمة بعباده فلا تتكبر وتمضي في طريقك دون الإستعانةً بالله ظنًا منكَ بأنه في كُل مرةٍ سينصرك حتى وأنتَ مُقصر في حقه.

انهمرت الدموع من عينيه أكثر يُصاحبها ألم جمّ لا ينتهي، رفع إياس بصره إلى الأعلى ثم قال بنبرة مُتحشرجة:
_" أنا تايه يارب فدلني ".

وقع بصره على هاتفه الذي يقبع بجواره في وضع صامت، نظر إلى شاشته بهدوء وقبل أن يُقرر التقاطه مسح الدموع عن عينيه على الفور .. تنشق الهواء داخله بهدوء وسكينة قبل أن يرد بثبات:
_" أيوة يا تقي ".

تقي بلهفة وقلق:
_" إياس إنتَ فين؟؟ "

تنهد إياس تنهيدًا ممدودًا بعُمقٍ قبل أن يجيبه بهدوء:
_" قريب من المستشفى ما تقلقش ".

تنحنح "تقي" بتردد وقلق قبل أن يقول بنبرة مُتلعثمة:
_" إياس لازم تعرف آخر التطورات .. مُستعد تسمع ".

ابتلع إياس ريقه بصعوبة بالغة رغم أن صوته خرج من حلقه ثابتًا قويًا:
_" أتكلم!! "
تقي بمتابعة:
_" جالنا بلاغ إن في حالة لقوها مقتولة على الطريق الصحراوي ووشها محروق واللي أشار شكي إن مكان الحادثة كان قريب من مكان الإنفجار .. يعني على نفس الطريق و وو و .. ".

إياس بصوت أجشٍ وهو ينهض من مكانه على الفور:
_" مراتي عايشه يا تقي .. آسيا اتخطفت .. دي الحقيقة اللي مش هسمح لحد إنه يختلف عليها ".

إنّي اقترفتُكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن