#إنّي_اقترفتُكِ
" الفصل التاسع والعشرون "
_ ولادة حُب _
----------------------------------------------------------
بعدك عم تخطر على بالي وبعده معذبني الھوا
وبعدك أقربلي من خیالي وعلى بالي نرجع سواما عم بتفكر فيي، ولا عم تشتاق عليي
تعبانة دمعة عينيي، وما عم لاقيلا دوايا حبيبي وينك ناسيني، بهون عليك تبكيني
شتقتلك ترجع تحكيني تخبّرني شو صارما عم بتفكر فيي، ولا عم تشتاق عليي
تعبانة دمعة عينيي، وما عم لاقيلا دوابعدك عم تخطر على بالي وبعده معذبني الھوا
وبعدك أقربلي من خیالي وعلى بالي نرجع سوالمّا عيونك بعدوا عني، قلبي وروحي ضاعوا مني
وانت مابتعرف اني بغيابك بنهارما عم بتفكر فيي، ولا عم تشتاق عليي
تعبانة دمعة عينيي، وما عم لاقيلا دوابعدك عم تخطر على بالي وبعده معذبني الھوا.
ضمت ساقيها إلى صدرها وأحاطتهما بذراعيها، لامس ذقنها رُكبتيها تتنهد في همّ، لم يطلع على رسالتها بَعد وهاتفه لا يزال مُغلقًا، ظهر الحُزنُ جليًا على صفحة وجهها وهنا وجدت يدًا تمتد إلى فمه وتضع داخله بعض النقانق المُقرمشة، كانت مريم تستقبل الطعام في فمها بسكينة دون إعتراض أو تذمر.
كانت "أريچ" تشتاق إلى هذه الأُغنية كثيرًا، رغم أنها تبعث على روح الثلاثة الكثير من الحُزن والألم، تطعمها أريچ في فمها بين الفينة والأُخرى بشكل تلقائي وهي شاردةٌ تمامًا في حبيبها وزوجها المفقود.
تُخاطبهُ في نفسها: ماذا رافل؟ ماذا لو كُنت هنا وتقابلت مع صغيرك، ماذا لو كُنا ثلاثتنا معًا؟ هل أكرهه لأنه أحد أسباب فقدي لك؟ أم أُسامحه لأنه منكَ؟ كلما نظرت داخل عينيه أشعُرُ بالقهر والحُزن يتعمق داخلهما بل ويتمكنا منه، أردتُ أن أكون أول من يتقبلهُ في هذه الحياة حتى لا يُصبح كارهًا لناسه ودُنياه كُلها، لم أود مُحاسبته على ذنب لم يقترفه عمدًا، أردتُ أن أرحم قلبه فيكفيه عذاب ضميره.
تنهدت أريچ تنهيدًا ممدودًا بعُمقٍ ثم تابعت تسأله في داخلها:
_" هل راض عني زوجي الحبيب؟! أعِدُك أن أُخبر طفلينا بأنه ابن الشهيد .. ابن البطل الذي رفض الأذى فينا وآثره على نفسه كي نتنفس حتى الآن بينما يذوب جسده في الثرى ".رفعت مريم شاشة الهاتف أمام وجهها تتفقد بل وتنتظر أية رسالة منه، قرضت أظافرها بتوتر مفرط، يالها من حمقاء كيف ترسل له رسالة كتلك دون التأكُد من أنه صاحب الدُمية الحقيقي، توردت وِجنتاها خجلًا ما أن يقفز إلى عقلها ذلك الفعل الأحمق تمامًا .. ضغطت أسنانها بغيظ ثم تابعت بتذمر:
_" افتح فونك بقى!! ".أما الثالثة فالحُزن يجتلي على وجهها تضامنًا مع الاثنتين أو ربما تعزي نفسها في موقدها الذي ورثته عن أمها وأحرقته أسيا بلمساتها الإبداعية داخل المطبخ وكأنها مُتمرسة فيه، تقضي ليلها ونهارها بين حيطانه.
----------------------------------------------------------
_" إنت يا بني، اصحى، إنت مُت ولا أيه؟؟! ".
أنت تقرأ
إنّي اقترفتُكِ
Actionكان دائمًا يُخبرني بأنني قضيتهُ وسيعافر مليًا كي يفوز بها .. والآن أنا أعظم خسائرهُ .. حُكم بالغياب المؤبد .. لم يكُن ببارعٍ في المعافرة؛ هو فقط يأتي بأدلة غير مُسندة على حُب وبأنفاس تميل إلى الاختناق أكثر منها إلى القسوة يهتف: _ إنّي اقترفتُكِ !! ي...