الفصل الخامس والعشرون "إني اقترفتك".

1.5K 83 3
                                    

#إنّي_اقترفتُكِ
" الفصل الخامس والعشرون"
_ ربما البداية _
----------------------------------------------------------

طالعتهُ بنظرة ثاقبة وباتت فوهة السلاح أمام وجهه مُباشرة، ضيق إياس ما بين عينيه يستنكر ما تقوم به حتى لو كان من باب الدُعابة فلا يصح أن تُجابهه بسلاحها !! .. هزّ رأسه بخفة ثم سألها بهدوء:
_" مالك؟! و .. ".

لم يتسنَ له استئناف جملته حينما إنطلقت الرصاصة من سلاحها، صرخت مريم صرخة مدوية فيها ولم تكُن أريچ بأقل فزعًا من الأُخرى، بينما ضغط إياس على عينيه في صدمة ما أن سمع الصوت بالقُرب من أذنيه، توقع أنه مائت لا محالة حتى أنه يُحاسب الآن؟!، اكتشف أن أنفاسه مازالت تخرج وتدخل بانتظام في دورتها الطبيعية ليفتح عينيه بثبات شديد.

رمقها بنظرة متضايقة ليجدها تنظُر لشيء يتجاوز مكانه، مرّت الرصاصة من فوق كتفه في طريقها إلى مُنتصف جبهة ذلك المُتربص الذي وقف أعلى سور المنزل متوجسًا بإنزال رأسه وتثبيتها خلف البندقية، وجه فوهة البندقية نحو زوجها فلمحتهُ صُدفة ربما كانت انذار خطر وتبعاته فادحة الخسائر إن لم تتصرف على الفور؛ ولذلك قررت قنصه قبل أن يبادر هو بالخلاص من زوجها ذي الملامح الصارمة إلا معها ربما تلك كانت نقطة وحيدة في صالحه.

تنفست "مريم" الصعداء ثم أسرعت بالجلوس على أحد الكراسي بالحديقة بينما التفت إياس خلفه ولم يجد أحدًا لتقول هي بنبرة مُتحشرجة:
_" أكيد مش هياخد الرصاصة ويفضل في مكانه، وقع ورا السور ".

لم يفهم بَعد من تقصد؟ فقد ظَن أنها أصابت أحد رجاله، ليصيح بنبرة مُتسائلة:
_" هو مين دا؟! "

مطت آسيا شفتيها بلا مُبالاة، رفعت كتفيها ثم أنزلتهما في استسلام ثم قالت وهي تمدّ يدها له بالسلاح:
_" شخص ماسك سلاح وبيوجهُ ناحيتك؟ تفتكر يكون مين؟!".

على الفور أشار إياس لرجاله بتفحص الأمر، التقط السلاح منها ثم قبض على كفها وراح يتجه بها ناحية باب المنزل وهو يقول بلهجة آمرة:
_" مريم، ادخلي جوا، ما تخافيش مافيش حاجه، أنا كويس ".

رمقتهُ آسيا بنظرة باردة ثم أسرعت بتحرير كفها من بين راحته بتمرد خفيف وكأنها لم تفعل شيئا من دقائق، استندت مريم على ذراع أريچ ثم دخلتا إلى المنزل حيث خرج الجميع على صوت الرصاصة بفزع إلا آسيا ظلت واقفةً في مكانها تُراقب ما يجري بالمكان؟ اتجه هو حيث رجاله الذين يتفقدوا ماهية الأمر، كان القتيل ذو لحية طويلة وشديدة السواد وبدت ملابسه تشبه تلك التي كان الرجال يرتدونها في العصور الوسطى وكانت جيوب ملابسه مليئة بالزخيرة تحسُبًا لنفاذها في أية لحظة، لا يمتلك هوية له، وكيف يمتلك شخص جاء من أجل القتل هوية؟؟ إنه إرهابي، جاء بهدف سفك الدماء فسال دمه، جاء بثقة في إنهاء عمليته والعودة مُنتصرًا وبرصاصة من سيدة في أضعف لحظاتها أنهته مما يؤكد لنا إن الإنسانَ مهما بلغت قوته يمكن أن يبدلها الله بوهن، فلا شيء يدوم إلاهُ عز وجل. كما أنه لا أُنثى تخنع أو تضعف إن لم ترغب ذلك، كُلها مُصطلحات وهمية ولكِ حُرية إضافتها إلى قاموسك أو رفضها.

إنّي اقترفتُكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن