الفصل الثامن والعشرون "إني اقترفتك".

1.4K 76 4
                                    

#إنّي_اقترفتُكِ
" الفصل الثامن والعشرون "
_ رياحٌ عاتيةٌ _
----------------------------------------------------------
الرياحٌ قوية للغاية، كبا الغبار والأتربة وطار في الفضاء حتى الأشجار أخذت تميل عن اليمين تارة وعن اليسار دون استقرار، لا تستطيع النظر بصورة طبيعية وإلا امتلأت مُقلتاك بالأتربة وصرت فاقدًا للرؤية، توقف بالسيارة أمام البوابة الكبيرة في ذلك المكان الشاغر تمامًا من البشر، ترجل من سيارته وهو على عجلة من أمره، توجه ناحية باب السيارة الخلفي ثم فتحه بسرعة وقام بجذب الجسمان بكامل قوته وجُهده حتى تمكن من وضعه على الأرض، مسح العرق المُتصبب على جبينه بذراعه ثم قام بسحبه من قدميه إلى داخل المكان وما أن دخل به حتى أغلق الباب خلفه.

تنهد تنهيدًا ممدودًا بعُمقٍ وهو ينظُر إلى ذلك المشهد المعروض أمامه بتشفٍ، أربعة قبور محفورة أمامه؛ واحد منهم قد استقبل ضيفه من مُدة وغطاه الثرى بينما ينظر البقية قدوم الضيف الجديد .. مال على الجسمان ثانية ثم جذبه ناحية الحفرة العميقة ومن ثم ألقاهُ داخلها بكُل ما أوتي من قوة وتبع ذلك نثر الثرى على الجسمان، فأهلًا بثانٍ فرد من بني يهود، هذا بالضبط ما كُتب على اللوحة المُعلقة على البوابة.

أنتهى من عمله ثم ألقى الجاروفة بتعب، مسح على وجهه بتعب، ثم ردد بنبرة خافتة:
_" فاضل اتنين واللعبة دي تنتهي، مش عايزين ننسى إن مبدأكم دايمًا، البقاء للأذكى، وأنا قررت أكون الأذكى علشانهم"

تنشق الهواء إلى رئتيه مُتحكمًا في انفعالاته التي بدت ثائرة من نبرته التي ترتفع رويدًا رويدًا:
_" عارف إنكم كُنتوا فاكريني مُت أو إتقبض عليا وعلشان كدا ما فكرتوش تدوروا عليا أو تراقبوني، ودا السبب اللي خلاني أهرب، ولو كُنتوا إنتوا جماعة إسلامية بتحب دينها فأنا المسيح الدجال، ولكن إنتوا مش مُسلمين، إنتوا أنجاس والاسلام بريء منكم، إنتوا محتوى سرطاني وأنا كيماوي ملعون والبقاء في النهاية للأذكى ".

إنفجرت مقلتاهُ بالدموع وهو يصرخ بقوة نارية:
_" إنتوا بني يهووووووود ".

أجهش بالبكاء أكثر فأكثر ثم هرع صوب قبر "غسان" ضحيته الأولى، جلس على ركبتيه أمام القبر ثم صاح بصوت أجشٍ:

_" فاكر يا غسان أول مُهمة إتطلبت مننا؟ لما قولت لك بلاش وتعالى نهرب، فاكر المُهمة كانت أيه؟ إننا نفجر كنيسة علشان عدد المسيحيين يقل ووقتها كان الهدف الحقيقي إن الكنيسة دي تحتها أثار بالمليارات، قعدت تقنعني إننا كدا بنعز الاسلام وبنقلل عددهم، إنتَ كُنت كذاب وبتضحك على نفسك، لأنكم أصلا مش مُسلمين لأ إنتوا واخدينه ستارة بتداروا وراها .. طيب فاكر لمّا قولت لك دي أرواح بريئة ولكم دينكم ولي دين؟ طيب هتفجر الكنيسة علشان هم مسيحيين .. طيب والمسجد اللي فجرتوه في سينا .. دول كمان مسيحيين؟ قولت لي وقتها مافيش عواطف في الحرب .. أنت كافر زيهم وكُنت حافظ مش فاهم .. أرحموا الاسلام من نجاستكم .. كفاية مُتاجرة بالأديان علشان ترضوا الأمريكان وتنفذوا مصالحكم ".

إنّي اقترفتُكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن