#إنّي_اقترفتُكِ
[[ الفصل الخامس ]]
_ مُساومة _
----------------------------------------------------------تُؤخذُ شرورنا على محملٍ الذنبٍ الذي يؤرق قلوبنا ليلًا ونُضحي راغبين في إسقاطه عن كاهلنا، ولكن ثمة أجزاءًا من هذا العالم، لا بُدّ وأن تكشف عن أنيابك لها .. وإن لم تُقظ الوحش بداخلك، فستبيتُ مقهورًا.
[[ داخل الحدود التُركية، مدينة أنقرة ]] .. مساءً.
قاد سيارتهُ بعد يومٍ مُرهقٍ له فقد وعد زوجتهُ بنُزهة بين ضواحي أنقرة الخلابة حيث الخُضرة الناضرة والأشجار الغابية العالية التي تقبع على جانبي الطُرقات بإمتداد كبير جدًا. جانبتهُ زوجته بجوار مقعد القيادة فيما جلس الصغيران بالكنبة الخلفية من السيارة وغطا في سُباتٍ عميقٍ.
رافل السنوسي هو مُلازم أول بالشرطة المصرية سابقًا، شَعر بأن مهنته تحول دون تحقيق أهدافه الحياتية وزواجه ممن أحبها واختارها قلبهُ .. كان دائم السفر إلى تُركيا ويعرف كُل قطعة بها .. التقى زوجته التي تُدعى أريچ أثناء زيارتها لمصر.. وهي سورية الجنسية .. انتقلت إلى تُركيا عقب وفاة والديها ومُنذ اندلاع الحرب على سوريا .. تزوجا فور تقديمه استقالته وقراره بالإقامة بتركيا وأنجبا توأم ولدين ( يوسف وياسين) .. كان يُعاني تهديدات دائمة عندما كان شُرطيًا مما جعلهُ يُفضل السلام على الحرب.
_ " يسلموا أنك وفيت بوعدك، الرحلة كانت بتجنن، إن شاء الله ما عطلناك عن شغلك؟!".
قالتها " أريچ " وهي تنظُر إليه بعبث وابتسامة صغيرة تُزين ثغرها، نحا ببصره إليها في نظرة عابرة سريعة ثم عاد ينظُر إلى طريقهِ ثانية وهو يقول بنبرة يفتعل فيها الضيق لإتقان الدور:
_" دا أنا اللي أتمنى أن أريچ هانم ما تكونش زعلانة … ".
صمت لوهلة ثم تابع وهو يُرسل لها غمزة عابثة:
_" مع إني شامم ريحة نكد؟!، تعرفي يا أريچ أنا بقيت مؤمن بإنّ النكد مخلوق للبنات .. فطري فيكم يعني .. ظلموا المصريات لمّا قالوا عنهم منبع النكد؟! .. ييجوا يشوفوا النسخة السورية".
انطلقت ضحكة طويلة من فمها، عقدت ذراعيها أمام صدرها ثم قالت باعتراض:
_" بالله شو؟ .. ما أنا عم بشكرك، وين شايف بكلامي نكد آه؟ .. بعدين الطلعة هاي كان لازم تيجي منك يا استاذ لو إنك مهتم بس".
رافل وهو يوميء برأسه إيجابًا قائلًا بنبرة مازحة:
_" صحيح، ما هو الاهتمام ما بيتطلبش".توقف رافل عن الكلام متوجهًا ببصره إلى بعض قوالب الحجارة التي تُلقى أمام سيارته .. شهقت أريچ بفزع وهي تصرخ به:
_" انتبه رافل".في هذه اللحظة، ضغط رافل على دواسة القيادة حتى كبح حركتها لتتوقف على الفور .. التفتت أريچ ببصرها إلى طفليها بينما تابع رافل بنبرة قلقة:
أنت تقرأ
إنّي اقترفتُكِ
Acciónكان دائمًا يُخبرني بأنني قضيتهُ وسيعافر مليًا كي يفوز بها .. والآن أنا أعظم خسائرهُ .. حُكم بالغياب المؤبد .. لم يكُن ببارعٍ في المعافرة؛ هو فقط يأتي بأدلة غير مُسندة على حُب وبأنفاس تميل إلى الاختناق أكثر منها إلى القسوة يهتف: _ إنّي اقترفتُكِ !! ي...