الفصل السابع عشر "إني اقترفتك".

1.7K 75 1
                                    

#إنّي_اقترفتُكِ
" الفصل السابع عشر "
_ قوة ووهن_
----------------------------------------------------------
انقضى أسبوعُ يُحاوطه هالة غامضة سوداء، أشياءُ تحدث وتمّر والجاني غير معلوم الهوية، بصورة سطحية هنالك مجموعة من الرجال يتناقلون أدوارهم في سلب الأرواح أما جوهر الأمر مازال خفيًا.

أصبح إياس على علم بعودة  "يوسف" إلى حياة زوجة أخيه، هناك صراعٌ داخل نفسه تارة يتلقى أوامر احتواءه وتارة أخرى تأمُره نفسه بالانقضاض عليه وتعليمه درسا قاسيا كان مؤجلًا في وقت سابق وآن تنفيذه.

هرعت "أريچ" إلى المسافة الموجودة بين هذين الجسدين لتقف حائلًا بينهما كيلا تنشب الحربُ وتلتهب، ازدردت ريقها بصعوبة وهي تستجدي إياس أن يهدأ وبنبرة متوترة تابعت:

_" لو سمحت اهدا، لو فعلًا رافل كان مهم بالنسبة لك بلاش تزعله في قبره ".

أصبحت عينا إياس أكثر حدةً ولهيبًا وهو يحدج الأخير بنظرة صارمة حتى أنه صاح بها بغير رويّة:
_" إنتِ إزاي تدخلي إرهابي بيتك لمدة إسبوع كامل؟ تضمني منين أن طبعه ما يغلبش عليه ويأذيكِ؟!!! ".

جز يوسفُ على أسنانه ومشاعر ناقمة على إياس تموج بين شرايينه، شدّت أريچ ظهرها بشموخ وهي تقول بثبات:
_" بس دا يوسف .. أخو جوزي .. و .. ".

بُترت عباراتها وهي تجد يوسف يهتف ثائرًا مُحاولًا انتزاعها من بينهما:

_" أنا اللي المفروض أخاف عليها منك .. أنا مأذيش حد مني أو حتى ما أعرفهوش .. مش بس إنت اللي الخير فيك .. إنت مش ملاك وأنا شيطان ".

إياس باستنكار ظهر جليًا في نبرته الفارغة من ردات الفعل:
_" أنت بالفعل أذيت .. حتى لو مش إنت الفاعل .. التضامن مع الشر ييجمع الكل .. تفرق في أيه إنت عن واحد قتل روح وإنت كُنت عارف وسكت؟؟؟ كُلكم عبيد فلوس وكلاب ".

ترقرقت الدموع داخل عيني يوسف وهو يبتلع غصة مريرة في حلقهِ، تلفت حوله حالما تنسحب العَبرات عن مُقلتيه ثم نحا ببصره مُجددًا وهو يقول بنبرة مُتحشرجة مُتمردة فعندما أسكت دموعه عن البكاء .. فضحتهُ نبرته:

_" مش بإرادتي يا أخي .. مش بإرادتي .. دور على حاجة جواك في يوم كانت أقوى منك وحسيت وقتها إنك مغلوب على أمرك .. يمكن تحس بيّا يا إياس باشا ".

جال دمعُ حار في عينيها وهي تستمع إلى كلماته وصوته المُتهدج المكلوم، تشنجت فرائصه وهو يبتعد عنها سيرًا صوب الباب، قام بفتحه على عجلة من أمره دون أن يُخبرهما عن وجهته .. همّت أن تفتح فمها كي تناديه ولكنها وجدت الباب يوصد معلنًا مدى غضب الآخر.

_" أريچ .. ماينفعش تكوني هنا لوحدك .. جهزي يوسف علشان نرجع البيت ".

أردف إياس بتلك الكلمات في صرامة ولهجة غير قابلة للنقاش، أومأت برأسها في تفهم وهي تتجه صوب غرفة صغيرها وما أن دخلت إلى الغرفة حتى هرولت إلى الشرفة علها تراه. جابت الشارع الواسع بنظراتها حتى وجدته فعلًا يقف على الرصيف المواجه للشرفة والذي من خلاله يستطيع أن يستقل حافلة ما .. تنهدت تنهيدًا ممدودًا بعُمقٍ وهي ترثي حالها .. لا يمكنها أن تتخلى عنه بهذه السهولة .. ماذا يشعر زوجها الآن في قبره؟ أهو حزينٌ من تصرفها معه؟؟ أم أنه لو كان حيًا لأيدها على جفاف تصرفاتها معه؟؟ .. ولكنه في النهاية "يوسف !" يوسف الذي دافع وما زال يدافع عنها باستماتة !!!

إنّي اقترفتُكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن