#إنّي_اقترفتُكِ
" الفصل التاسع عشر "
_ إمنيچا _
----------------------------------------------------------
حينما تظُنُ بأن رجاحة العقل قد خُلقت لك، تُذيب بها القلوب وتحرق بها أُخرى، فعليك أن تُدرك أنه ثمة أفراد تتلمذوا على أيدي فطنّة حتى صار التلميذُ علّامةً يشادُ به دون الإشارة إلى سابقيه.
----------------------------------------------------------شهقت بقوة وهي تزيل قطرات الدموع عن عينيها بأنفة وغضب، سار صوب الفراش ثم جلست على طرفه وراح تهزّ قدميها بتوتر وحيّرة من تحذيره لها، هل يا تُرى سيُنفذ تهديداته؟ ماذا ستفعل إن أصابه مكروه؟؟ لن تسمح لأحدًا أن يسلبها مَنْ أحبتهُ عنوة، إشتدت حدة عينيها بكراهية غريبة وهي تقسم داخل نفسها بأن تفضح خباياه إن مَس " إياي " بسوء .. رفعت كفها تمحو قطرات العرق العالقة على جبينها وراحت تفرك مُقدمة رأسها بحركات دائرية من أصابعها نتيجةً للألم الذي احتاج رأسها فجأة.
أنزلت ذراعها بنفاد صبرِ وهي تلتقط هاتفها ثم تطرحه أرضًا في عصبية شديدة، وقع بصرها على تلك العلامات التي تركها على ذراعها، هذه أكثر اللحظات التي تصرفت فيها بغباء لا يُغتفر، كان من الأفضل لها أن تلعب على الحبلين كي تصل إلى ما ترغبه في أسرع وقت .. لِمَ عاندتهُ وأشعرته أن إياس هو نقطة ضعفها الوحيدة إلى الأبد .. قابلي ما سيفعلهُ بك أيتها الغبية .. أريني كيف ستحميه الآن؟؟؟
صرخة مذبوحة خرجت من حلقها أخيرًا وهي تضع وجهها بين كفيها وتبكي بحُرقة وضعف شديدين، ظلت هكذا حتى سمعت طرقات خافتة على باب الغرفة، كانت تعلم من الطارق لتقول بنبرة غاضبة:
_" ادخلي ".تقدمت " نوال " بخطواتها المُترددة إلى الداخل حتى وقفت أمامها مُباشرة مُنكسةً الرأس مذعورة من هيئتها وبنبرة مرتجفة قالت:
_" خير يا ست هانم؟ أؤمريني؟ ".انتفضت "آيات" من مكانها بثورة مكبوتة داخل أعماقها، هرعت إلى الأخيرة ثم أمتلكت شعرها كُله بكفها وبنبرة عنيفة صاحت:
_" السي دي اللي قولت لك وصليه بأي طريقة لبيت إياس باشا راح فين يا بنت ال*لب ".ابتلعت "نوال" ريقها بصعوبة بالغة وهي تردف بفزع قائلة:
_" والله يا ست هانم خليت جوزي يسلمه للعساكر على أنه ساعي بريد ولازم الطرد يوصل للباشا وهو إستلمه فعلا وبعدين يا هانم إنتِ يعني عرفتي منين إنه ما وصلش؟ ".
آيات وهي تشدد قبضتها على خصلات الأخيرة:
_" إنتِ هتضحكي عليّا؟؟ السي دي موصلوش ومافيش أي قلق في المكان بيقول دا؟؟ ".نوال برجفة تسري في جسدها:
_ " والله يا هانم ما بكدب عليكِ ولا ليّا مصلحة من ورى الكدب ".أومأت آيات برأسها في ثبات ثم تعمدت النظر داخل عيني الأخيرة وهي تقول بغضب جارفٍ:
_" من النهاردة مش بكرا تروحي البيت هناك وتراقبي ليّ الوضع لحد ما أعرف السي دي راح فين !!! ".
أنت تقرأ
إنّي اقترفتُكِ
Acciónكان دائمًا يُخبرني بأنني قضيتهُ وسيعافر مليًا كي يفوز بها .. والآن أنا أعظم خسائرهُ .. حُكم بالغياب المؤبد .. لم يكُن ببارعٍ في المعافرة؛ هو فقط يأتي بأدلة غير مُسندة على حُب وبأنفاس تميل إلى الاختناق أكثر منها إلى القسوة يهتف: _ إنّي اقترفتُكِ !! ي...