الفصل السادس"إني اقترفتك".

2.1K 88 2
                                    

#إنّي_اقترفتُكِ
[[ الفصل السادس ]]
_ خبيئة نفسٍ _
----------------------------------------------------------

" اختلاف الأدوار يؤذينا .. ثمة ما نسعى خلفهُ دومًا وتخيب مساعينا .. فلا تستعجل ما لك فيه خير، بما لا تملُك مهما حييت ".

وصلت السيارات على الفور إلى حدود رفح المصرية مع قطاع غزة .. لا يعلم بصورة صريحة ما الذي جاء به إلى سيناء بالتحديد .. قرأ "رافل " الرسالة التي تركها له شقيقه الأصغر الذي أنهى عامه الأول في الجامعة .. لاحظ رافل فيه غرابة السلوك مُنذ أيام .. وكان الآخر يُعلل ذلك بأنه في حالة أرق لن تدوم طويلًا .. كان رافل المسؤول الوحيد عن شقيقه عقب وفاة والديهما وقد نبههُ إلى ضرورة تجنُبِ طريقِ الأشرارِ .. لم يخيل له أن شقيقه أصبح صيدًا سهلًا لجماعات إرهابية نجسة .. تلقى تهديداتهم ووعيدهم له مرارًا ولكنه لم يأخذ كُل ذلك على محمل الجد.

ترجل من السيارة مُتعجلًا ملهوفًا، يجوب الصحراء من حوله بعينين مترقبتين يشملهما الإرهاق والخذلان .. لقد كان له كُل شىء .. الشقيق والصاحب والأمل .. حتى أنه كان وصية والده الأخيرة .. لقد تم تجشمه من بين الناس على وجه الخصوص كي يرضخ رافل صاغرًا لأوامرهم الدنيئة .. ضغط على الورقة التي تركها له شقيقه بألم ضارٍ فقد دَون فيها:
_" هتوحشني يا رافل، أوعى تزعل مني مهما حصل، أنا قررت أجاهد ويكون ليّ هدف وكيان في الحياة، أنا طالع على الحدود دلوقتي على أمل إننا نتقابل قريب".

كانت حرارة الشمس قارصة، تُرسل أشعتها عمدًا على رؤوسهم. اصطف مجموعة من الجنود في المكان متشبثين به بأمر من قائدهم (إياس)، بينما تشتت الباقية في أرجاء المكان بحثًا عنه .. جاش صدره المكلوم بالهمّ حتى فاض به الكيل لتخرج منه صرخة تحمل في طياتها جبروتًا من الألم:

_" يوســـــــف ".

اتجه اياس إليه بوجه مُتجهم، مال بجذعه العلوي قليلًا حتى طوّق كتفيه وبنبرة صامدة قال:
_" لازم تكون أقوى من كدا .. هنلاقيه".

أنهار " رافل " باكيًا بهستيرية ثم قال:
_" أي حدود يا اياس، أنا أهو على الحدود هو فييييين؟ ليه عمل فيّا كدا؟ ليه أذاني ولسه هيأذي نفسه".

تنشق اياس الهواء إلى رئتيه في ثبات، جاهد في أن يبقى رابط الجأش أمام صديقه، أصر على معاونة صديقه على النهوض وبنبرة غامضة قال:

_" الناس دي عايزة منك أيه يا رافل؟ أستدرجوا أخوك وإنت لسه هتخبي عني؟!!".

أطرق رافل برأسه لوهلة بينما ترجم الآخر صمته على أنه امتناع عن البوح، زفر اياس زفرة طويلة ثم قال بنبرة أكثر هدوءًا:
_" رافل ساعدني علشان يوسف يرجع؟ ".

نحا رافل ببصره إليه ثم تابع بنبرة هادئة متعمدًا أن يتفرس ملامح صديقه في هذه اللحظة بالتحديد:
_" الناس دي عايزاك إنت".

إنّي اقترفتُكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن