#إنّي_اقترفتُكِ
" الفصل الثامن والثلاثون ".
_ كُلُّ ذو مصلحة، داعشي _
-------------------------------------------------------------
جلست على الأرض القرفصاء، تنظُر إلى ابنها بحيّرة وقلق وهو يتحرك هنا وهناك بين أثاث غرفته يجمع كُل ما يخصه داخل الغرفة إستعدادًا للذهاب فقد سُنحت له الفرصة أخيرًا بمُغادرة هذا البلد دون عودة، لا تفهم من أين جاءته مثل هذه الفرصة في وقت قياسي كهذا؟! لأ تقتنع أبدًا بفكرة أن فتاة ما تعشق شابًا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ثم بهذه السرعة تقرر توفير فرصة سفر له كي يتزوجا؟ ما شأن فتاة ميسورة الحال مثلها بشاب فقير! لا يملك في هذه الدنيا سوى قوة شبابه!!!-" يابني طب راجع نفسك، دي غُربة مش حاجة سهلة! إنت مش خارج برا البيت يومين وراجع!! ".
تنهد الشابُ تنهيدًا ممدودًا بعُمقٍ وهو يُغلق سحاب حقيبته بثبات ثم يلتفت إلى والدته ويقول:
-" عارف إنها غربة، بس فرصة وجات ليّ، أقول لها لأ!! ".الأم بعصبية خفيفة:
-" أيوة تقول لأ .. إنت مسافر بطرق غير شرعية وتهريب! لو هي فعلا غنية وبتحبك كانت بعتت لك فلوس من عزها الكتير وسافرت عادي زي الناس الطبيعيين، مش تهرب من دولة لدولة زي الحرامية! يا بني فوق وما تتعبش قلبي معاك ".الشابٌ وهو يزفر بحنق وضيق شديدين:
-" كفاية إنها كلفت ناس يكونوا معايا ويسهلوا ليّ كُل السبل علشان أخرج من البلد دي، إنتِ عاجبك الفقر اللي انتشر فينا زي المرض الخبيث!!! مبسوطة إن واحد معاه كلية إعلام يشتغل سواق توكتوك!، وبعدين أنا حبيتها وقررت أسافر لها وأبني حياتي معاها".ضغطت الأم على رأسها بقوة ونفاد صبر ثم ضربت ساقيها وهي تقول باستنكار:
-" حبيتها إمتى دي؟!! من النت؟ من مُجرد مُحادثة، الله أعلم هي صادقة ولا كذابة!! ".الشاب بنبرة جامدة:
-" سواء صادقة ولا كدابة، في كُل الأحوال أنا كسبان، يكفيني شرف إني خرجت من البلد دي! ".
-----------نظرت إلى شاشة حاسوبها بظفر وتسلية وهي تنجح للمرة الألف في استقطاب شابٍ جديدٍ إلى دائرتهم، أعادت خصلاتها إلى الوراء وهي تعادل في نومتها جالسةً لتجد ذرعًا يُلامس كتفها بغريزة ثم يقول بهمس:
-" ما تركزي معايا شوية بقى! ".رمقتهُ بنظرة مُغرية وبضحكة هادئة قالت:
-" مبسوطة، جُملة الضحايا الأسبوع دا معدية جدًا، كياننا بيكبر، لينا قوة فتاكة في كُل دولة، العرب أصبحوا تحت رحمتنا، وقريب هنشتت شملهم أكتر وندعي لعروبتهم بالرحمة ".يُعتبر ثان وثالث أكبر قوتين بعد المُفاعل النوور هما؛ مواقع التواصل الاجتماعي واللعب على الجانب الجنسي في غريزتنا الفطرية، حينما تُتاح فرصة الهرب من صعوبات الحياة وصعوبات الزواج لدى الشباب ثم الزواج من أجنبية تحمل كُل مقاييس الجمال! فما الذي يجعلهم يتشبثون بالأرض وينشدون نغمات الوطنية والمثالية! .. أفكلما زادت صعوبات العيش كثُر الحرام؟ أفكلما بات الحلال صعبًا تعجيزيًا صار الحرام ميسورًا؟! نعم أنها مُعادلة صحيحة مائة بالمائة. هذا بالضبط ما سعى له كُل ذا مصلحة؟! جميعنا يلعب على نقاط الضعف حينما نود الفوز، هنالك كبتٌ تفشى في مُجتمعنا ناحية توجيه غرائزنا واستغلالها بصورة صحيحة فعندما نعجز عن نيل ما نرنو إليه بطريقة صحيحة نتجه إليه بأُخرى عكسية، عُدَّ ذلك الهدف الرئيسي الذي دائمًا ما تسعى إليه المنظمات الارهابية وذلك المُسمى الوهمي "داعش".
أنت تقرأ
إنّي اقترفتُكِ
Actionكان دائمًا يُخبرني بأنني قضيتهُ وسيعافر مليًا كي يفوز بها .. والآن أنا أعظم خسائرهُ .. حُكم بالغياب المؤبد .. لم يكُن ببارعٍ في المعافرة؛ هو فقط يأتي بأدلة غير مُسندة على حُب وبأنفاس تميل إلى الاختناق أكثر منها إلى القسوة يهتف: _ إنّي اقترفتُكِ !! ي...